بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

التربح من الوباء يرفع عدد المليارديرات حول العالم إلى رقمٍ قياسي

بعضٌ من أغنى مليارديرات العالم في 2020
بعضٌ من أغنى مليارديرات العالم في 2020

يوجد أكثر من 3 آلاف ملياردير على مستوى العالم، لأول مرة في التاريخ، في عام 2020. أظهر تحليل أصدرته مؤسسة Wealth-X، أكبر مصدر للبيانات والتقارير المتعلقة بالثروة، كم نهب فاحشو الثراء العالم أثناء وباء كورونا. أظهر التحليل زيادة ثروة المليارديرات مجتمعين بنسبة 5.7% لتسجل 7.3 تريليون جنيه إسترليني (أكثر من 10 تريليون دولار)، وهو ما وصفه التقرير بـ”تطورٍ ملفت للنظر في ضوء الاضطرابات التي أحدثها الوباء وفي ظل أعمق انكماش في الناتج الاقتصادي العالمي لجيل كامل”. ازدهر المليارديرات في الوقت الذي عانى فيه الأشخاص العادية من فقدان الوظائف، وتخفيض المرتبات.

أصبح 670 شخصًا على مستوى العالم مليارديرات في العام 2020. يقول التقرير: “يعكس العدد الكبير من المليارديرات الجدد عامًا شهد أكبر نمو مطلق في عدد الأفراد المليارديرات منذ أن بدأت سجلاتنا في عام 2012”. وأقرت “Wealth-X” أن دعم الحكومات المادي للشركات الكبرى وطبقة الأثرياء لعب دورًا أساسيًا في زيادة تلك الثروات، أو حسب وصف التقرير “أدى التحفيز النقدي الهائل من البنوك المركزية العالمية وإجراءات الدعم الحكومية الموسعة إلى اندفاع كبير في الأسواق المالية، بعد الانهيار الأولي الناتج عن الوباء. وأنهت جميع مؤشرات الأسهم الرئيسية تقريبًا العام محققة عوائد جيدة، مع تعافٍ قوي في فئات الأصول الأخرى”.

وأضاف التقرير أن وباء كورونا “جلب ثروةً غير متوقعة للمليارديرات، مدعومًا بفيضان التحفيز النقدي وتضخم الأرباح في القطاعات الرئيسية التي شكلت موجة جديدة من المليارديرات الشباب”.

علاوة على ذلك، زادت معدلات اللامساواة بين المليارديرات. تقول “Wealth-X” أن 212 شخص بين أصحاب المليارات، يمتلك كلًا منهم ثروة صافية تتجاوز الـ 10 مليار دولار. تشكل المجموعة فائقة الثراء حوالي 6.6% من مجموع أصحاب المليارات، ولكنهم يمتلكون 36% من مجموع ثروات المليارديرات على مستوى العالم. يعادل مجموع تلك الثروات المقدر بـ 2.65 تريليون جنيه استرليني “القيمة السوقية السنوية للاقتصاد الألماني، رابع أكبر اقتصاد في العالم. وينحصر ثلث تلك القيمة بين أيدي 19 شخص فقط يمتلك كلًا منهم ثروة تزيد عن 50 مليار دولار” حسب وصف التقرير.

ليس معظم المليارديرات روادًا في مجال التكنولوجيا أو “مبتكرين”. يلاحظ التقرير أن “القطاع المصرفي والمالي لا يزال بفارق كبير الأكثر أهمية بين المليارديرات في العالم. إنه محور التركيز الرئيسي للصناعة لما يزيد قليلاً عن 20% من الأفراد. ويأتي تمثيل الملياردير في التكتلات الصناعية في المرتبة الثانية، مع وجود فجوة معتدلة بعد ذلك في العقارات والتكنولوجيا”. ومن المتوقع أن يستمر ذلك “في ضوء الدور المعزز بشكل كبير للبنوك المركزية في العالم في دعم أسواق الأصول”.

ومن المدهش أن كل تلك الأرقام في النهاية غالبًا ما تكون توقعات أقل من الوضع الحقيقي. وجد تحليل أجرته مؤسسة أوكسفام، منذ شهر، أن مليارديرات العالم يملكون ثروة مجمعة تقدر بـ10 تريليون جنيه إسترليني (13.7 تريليون دولار)، مقارنة بـ5.9 تريليون إسترليني (7.8 تريليون دولار) في بداية الجائحة، أي بمعدل زيادة يقترب من 69%. ويضيف تقرير أوكسفام أن “فرض ضريبة لمرة واحدة بنسبة 99% على مكاسب ثروة المليارديرات أثناء الوباء يمكن أن يدفع ثمن اللقاح لكل شخص على وجه الأرض للتطعيم ضد كوفيد-19”. ويمكنها “تقديم منحة نقدية قدرها 15 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 20 ألف دولار) لجميع العمال العاطلين عن العمل”.

* المقال بقلم: تشارلي كيمبر – صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية