بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مصر على حافة المجاعة

“بعد رغيف العيش فاضل إيه!”، جملة تسمعها كل صباح ومساء في كل مكان في مصر ـ بالطبع حيث يسكن الفقراء ـ بعد أن وصل الحال بالمصريين إلى الموت على أبواب المخابز وفي طوابير الخبز في محاولة للحصول على رغيف عيش، فأكثر من 15 مصري قتلوا أمام طوابير طويلة خلال الشهر الماضي وهم يكافحون من أجل الحصول على بضعة أرغفة يطعمون بها أسرهم.

فبعد الارتفاع الفاحش لأسعار كل السلع لم يعد أمام الفقراء سوى “العيش الحاف” يسكتون به جوعهم، إلا أنه يبدو أن حكومة رجال الأعمال لم تهتم حتى بتوفير هذا الخبز الحاف للمواطن الفقير، وكأن هناك خطة منظمة لامتصاص دماء هؤلاء الفقراء حتي القطرة الأخيرة، فهذه الحكومة التي أشعلت نار الأسعار حتي حرقت الأخضر واليابس في حياة العاطلين عن العمل الذين لا يجدوا قوتهم من الأصل أو حياة العمال الذين لا تكفي أجورهم حتى الأسبوع الأول من الشهر، أو الفلاحين الذين بارت أراضيهم من ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة من سماد وتقاوي، بالإضافة إلى انقطاع مياه الري.

هذه الحكومة هي نفسها التي ترعي مصالح رجال الأعمال وتقدم لهم المزايا والإعفاءات كل يوم وتقدم لهم الدعم في صوره ـ النقدي والعيني ـ على أطباق من الفضة والذهب، دون أن يهتز لها جفن حول ضحايا مجاعة الخبز الذين يسقطون كل يوم في سبيل كسرة خبز. إن الغضب الذي يوجهه الفقراء ضد بعضهم البعض في طوابير الخبز ومع سائقي الميكروباص بعد ارتفاع سعر الأجرة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، ومع البقال نتيجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، هذا الغليان سوف ينفجر قريبا في وجه نظام مبارك وحكومة رجال أعماله، سوف يتجه في الاتجاه الصحيح للقضاء على جذر من يستغلونهم ويحولون حياتهم إلى جحيم.