النضال الطبقي في فرنسا 1848 – 1850
إن كل باب هام إلى هذا الحد أو ذاك من تاريخ الثورة في 1848 – 1849، باستثناء بعض الفصول، يحمل العنوان التالي: هزيمة الثورة!
ولكن ليست الثورة هي التي هلكت في هذه الهزائم. فقد هلكت بقايا التقاليد مما قبل الثورة، ونتائج العلاقات الاجتماعية التي لم تبلغ بعد من التأزم درجة التناقضات الطبقية الحادة، وهلكت الأشخاص، والأوهام، والتصورات، والمشاريع التي لم يتحرر منها حزب الثورة قبل ثورة شباط (فبراير)، والتي لم يكن من الممكن أن يحرره منها انتصار شباط، بل فقط جملة من الهزائم.
وبكلمة، سارت الثورة إلى الأمام وشقت الطريق لنفسها، لا بمكاسبها المضحكة المبكية المباشرة، بل، بالعكس، بكونها أدت إلى نشوء ثورة مضادة متراصة وقوية، أدت إلى ظهور عدو كان حزب الانقلاب يتحول في سياق النضال ضده بالذات إلى حزب ثوري حقًا.
وأن الغاية من المقالات التالية هي تقديم البرهان على ذلك.