بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عويل وبكاء على كرونشتاد

« السابق التالي »

الطابع المضاد للثورة لتمرد كرونشتاد

لم يكن ثمة طبعا حواجز لا يمكن اجتيازها تفصل بين مختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية في كرونشاد.و كان لا يزال في كرونشاد عدد معين من العمال الاختصاصيين والفنيين الاهتمام بالآليات. لكن حتى هؤلاء قد اختيروا بطريقة الاختيار السلبي بوصفهم غير موثوق بهم سياسيا وقليلي النفع للحرب الأهلية. وجاء بعض “قادة” الانتفاضة من بين هذه العناصر.وعلى أي حال فان هذا الظرف الطبيعي والحتمي كليا الدي يشير إليه بعض التاهمين بازدهاء لا يغير بشيء من ملامح التمرد اللابروليتارية. وإذا لم نخدع أنفسنا بالشعارات المتبجحة والأوصاف المغلوطة الخ، رأينا أن انتفاضة كرونشاد لم تكن غير ردة فعل مسلحة من قبل البرجوازية الصغيرة ضد قساوة الثورة الاجتماعية وصرامة الديكتاتورية البروليتارية.

كان هذا بالضبط معنى شعار كرونشتاد : “السوفيتات بدون الشيوعيين”، الذي تباه مباشرة ليس الاشتراكيون- الثوريون فحسب، بل أيضا وسواء الليبراليون البرجوازيون. فقد فهم الأستاذ ميليوكوف، بصفته ممثلا للرأسمال البعيد النظر نسبيا، أن تحرير السوفياتات من قيادة البلاشفة كان يعني لو تم تدمير السوفيتات ذاتها بعد وقت قصير. وقد أثبتت ذالك تجربة السوفياتات الروسية خلال فترة السيطرة المنشفية والاشتراكية – الثورية وبصورة أوضح من بعد ذلك تجربة السوفياتات الألمانية والأسترالية تحت سيطرة الاشتراكيين- الديمقراطيين. ان سوفياتات اشتراكية ثورية – فوضوية كما بإمكانها أن تلعب دور جسر بين ديكتاتورية البروليتاريا والردة الرأسمالية. ولم يكن بإمكانها لعب أي دور آخر مهما كانت “أفكار” المشتركين بها. إن انتفاضة كرونشتاد كان لها بالتالي طابع مضاد للثورة.

ومن وجهة النظر الطبقية التي ـ بدون إهانة السادة الانتقائيين ـ تبقى هي المقياس الأساسي ليس للسياسة فحسب بل للتاريخ أيضا، انه من المهم للغاية مقارنة تصرف كرونشتاد بتصرف بتروغراد في تلك الأيام العصيبة. كانت شريحة العمال القيادية بكاملها قد سحبت أيضا من بتروغراد. وساد الجوع والبرد في العاصمة المهجورة، وربما بشكل أكثر حدة مما في موسكو. كانت مرحلة بطولية ومأساوية. وكان الجميع جائعين وسريعي الانفعال. كان الجميع مستاءين. وفي المصانع كان ثمة تذمر خافت فحاول منظمون سريون مرسلون من قبل الاشتراكيين – الثوريين والضباط البيض أن يربطوا الانتفاضة العسكرية بحركة العمال المتذمرين. وكتبت صحيفة كرونشتاد عن متاريس في بتروغراد وعن آلاف يتم قتلها، وأعلنت صحافة العالم أجمع الشيء نفسه، أما في الواقع فعكس ذالك بالضبط حصل. ان انتفاضة كرونشتاد لم تجتذب عمال بتروغراد. لابل نفروا منها، فالانقسام تم على أسس طبقية، وشعر العمال مباشرة أن متمردي كرونشتاد كانوا يقفون على الجهة المقابلة من المتاريس ــ فأيدوا السلطة السوفياتية. إن انعزال كرونشتاد السياسي كان هو السبب في ترددها الداخلي وهزيمتها العسكرية.

« السابق التالي »