برنامج السيسي: الدم.. والحديد والنار

عندما خرج السيسي معلنا “خلع الزي العسكري” تمهيدًا لاعتلائه عرش البلاد، أعلن بكل ثقة أنه ليس لديه برنامج محدد، لكنه وخلال تسعة أشهر من توليه مقاليد الحكم فعليا، لم يتعامل سوى بالدم والحديد والنار.

ففي العيد الثالث للثورة، حصد جنرال الموت أرواح 110 إنسان، ليُضافوا إلى 3248 قتيل هي محصلة القتلى في عهد السيسي حتى نهاية يناير 2014 فحسب. تعددت ملابسات القتل بين فض مظاهرات أو مداهمات مسلحة أو القتل غير المبرر خلال الاعتقال أو داخل مقرات الاحتجاز، أو في مواجهات بين المدنيين والشرطة والجيش.

وحسب تقارير “ويكي ثورة“، التي تقوم بتوثيق أحداث ثورة يناير، استنادا إلى وثائق إعلامية وتقارير حقوقية ومن جانب نشطاء متطوعين، وكذلك بيانات وزارة الصحة أو جهات الأمن، علاوة على التواصل مع أقارب بعض الضحايا، شمل عدد القتلى الذي تم حصره 2588 قتيل في أحداث سياسية، و288 خلال مداهمات أمنية على خلفية سياسية، و41 قتيل في أحداث طائفية، و80 حالة قتل ووفاة داخل مقرات الاحتجاز، 28 قتيل نتيجة الاستعمال المفرط للقوة، و281 ضحايا تفجيرات، و105 ضحايا حوادث إهمال وتقصير جسيم من مؤسسات الدولة المسئولة، ولم تتضمن التقارير ضحايا سانت كاترين.

وقد شمل الحصر أحد عشر صحفيا واثنين وسبعين سيدة و164 قاصرا و299 طالبا.

وعن الطلاب تحديدا، فمن بين الرقم المذكور 233 طالب وطالبة في القاهرة والجيزة، ويشمل شهداء الطلاب 204 طالبا وطالبة جامعيين، و53 طالبا بالمرحلة الثانوية، و9 بالمرحلة الإعدادية وطالبة بالمرحلة الابتدائية. ومن بين شهداء الطلاب بالجامعة كان من نصيب الجامعات الحكومية 84 شهيد وجامعة الأزهر بأفرعها 73 شهيدا، علاوة على 9 بالجامعات الخاصة و24 بالمعاهد، وكان سبب الوفاة للضحايا الذين سقطوا في الحرم الجامعي هو الإصابة في مقتل بطلق ناري.

كانت أكثر الأيام الدموية على الإطلاق هو يوم 14 أغسطس 2013، يوم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة (1542 قتيل)، يليه يوم 16 أغسطس (365 قتيل)، أما في 2014 فكان في الذكرى الثالثة للثورة هو أكثر الأيام من حيث عدد القتلى (110 قتيل) يليه يوم 24 يناير، اليوم السابق (33 قتيل)، ثم الثالث من يناير نفسه (28 قتيل).

شهدت كافة محافظات الجمهورية تقريبا سقوط شهداء، في المقدمة كانت القاهرة (1643) تلتها الجيزة (356) والإسكندرية (176) وشمال سيناء (172) مقابل عشرة في جنوب سيناء، و106 بالمنيا، وتنتهي القائمة بالمنوفية (قتيل واحد).

شهدت محافظة القاهرة مقتل 73 من القُصّر تلتها الجيزة (21)، ثم الإسكندرية (13)، وبني سويف (11). ومن النساء سقطت 21 سيدة وفتاة في القاهرة، تلتها الجيزة (19)، ثم الإسكندرية (6)، وبني سويف (4).

مصابين بالآلاف
أما عن المصابين، فقد ذكر تقرير “ويكي ثورة” الذي تم تحديثه حتى 28 فبراير 2014، سقوط 18,535 مصابا خلال الشهور الثمانية الأولى لحكم السيسي، وقعت الإصابات خلال اعتداءات من جانب الجيش والشرطة على تظاهرات، واحتجاجات اجتماعية وعمالية، أو مداهمات أمنية للاعتقال على خلفية سياسية، أو أحداث طائفية.

من إجمالي عدد المصابين، هناك 17,251 مصابا في أحداث سياسية، 94 مصابا خلال مداهمات أمنية على خلفية سياسية، و149 في أحداث طائفية، و48 خلال احتجاجات اجتماعية وعمالية، وعشرة إصابات بسبب العنف داخل أماكن احتجاز وثلاثة مصابين بسبب الاستخدام المفرط للقوة و 854 مصاب في تفجيرات. علاوة على 127 مصاب في حوادث إهمال جسيم وتقصير من مؤسسات الدولة.

المحاكمات في عهد السيسي
بلغ عدد المقبوض عليهم والملاحقين قضائيا، حتى نهاية 2013 فحسب، 21,317 حالة قبض واعتقال وملاحقة قضائية، خلال 2129 واقعة قبض مختلفة. أما عن المحاكمات، خلال الفترة من 3 يوليو 2013 إلى 25مارس 2014، جرت 339 محاكمة، شملت 9,220 شخص، تمت تبرئة 1,066 منهم، وإدانة 2,938، ولا يزال 5,216 تحت المحاكمة. وتم فرض عقوبات مالية بأكثر من 37 ونصف مليون جنيه، وحوالي مليونان ونصف مليون جنيه كفالات في الدرجات القضائية، خلاف الكفالات المفروضة قبل الإحالة للقضاء.

ومن بين المحالين للقضاء هناك 8,435 متهمين في أحداث سياسية، 466 مدني تمت محاكمتهم في محاكمات عسكرية، و319 خلال حظر التجوال.

ولعل أقصى العقوبات هي إحالة أوراق 528 متهم للمفتي – 398 منهم غيابيا – على خلفية أحداث قسم مطاي في 14 أغسطس 2013، تليها قضية خلية المنصورة حيث حُكم على 26 متهم من بين 27 متهم بالإعدام بتهمة تفجير قناة السويس.

وكان شهر أغسطس 2013 أكثر الشهور التي تم فيها التحويل للمحاكمات (3651 متهم) يليها شهر يوليو 2013 (832 متهم) وأكثر الشهور في عام 2014 هو شهر يناير (412 متهم).

جدير بالذكر أنه خلال فترة حكم المجلس العسكري (من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2012) سقط 438 شهيد. بينما عدد القتلى الذين سقطوا في أقل من شهر من حكم السيسي (يوليو 2013) 425.

وقد أشار تقرير “ويكي ثورة” إلى عدد من المبادرات التي اهتمت بحصر الشهداء والمصابين والمعتقلين، وهي: “جبهة الدفاع عن متظاهري مصر” التي تضم عديد من المنظمات الحقوقية, وحملة “وطن بلا تعذيب” وحملة “أنا ضد التعذيب” ومبادرات “اعرفوهم” و”احكيلي عن شهيد” و”أنا مباشر” و”DeadBoard”, وتقرير”عشرة أيام من الدم”.