بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ساحة سياسية

موطن للفشل الكلوي وفيروس سي

مأساة قرية الجنينة بالدقهلية

أين الدولة؟ هكذا يصرخ أهالي قرية الجنينة بمركز منية النصر التابع لمحافظة الدقهلية، حيث أن الدولة بعيدة تماما عن تقديم أي خدمة إليهم ولا توفر لهم أي حق من حقوقهم حتى أبسط الحقوق في مياه شرب نظيفة.

مأساة حقيقية يعيشها أهالي القرية من سوء مياه الشرب وسوء مياه الري التي تروي أراضيهم ، ويذكر الأهالي أنهم في هذه المأساة منذ أكثر من 10 سنوات وسط تجاهل كامل من الحكومة حيث محطات تحلية المياه غير صالحة للعمل وتأدية دورها، والمواسير التي تنقل المياه تالفة ومتهالكة وتختلط بها مياه الصرف الصحي.

وذكر رضوان محمود رضوان، وهو موظف بمركز شباب الجنينة، أن المياه التي يشربها أهالي القرية غير صالحة للشرب وتسببت في إصابة أعداد ضخمة من أهالي البلد بأمراض الفشل الكلوي وفيروس سي والسرطان، كما أن أكثر من نسبة 70٪ من الوفيات في القرية كانت بتلك الأمراض، وأن أبوه وأخوه توفوا بتلك الأمراض وأخته التي لم تتجاوز الثمانية عشر عاما مصابة بفيروس سي، وإن كل أربع أشخاص منهم ثلاثة مصابون بتلك الأمراض.

وقام الأهالي محاولة منهم لحل أزمة تفشي مرض الفشل الكلوي ببناء مركز لعلاج الفشل الكلوي بالجهود الذاتية فقط لمحاولة استيعاب أعداد المصابين الكبيرة التي تزداد كل يوم ولم يكتمل المركز بعد وسط انسحاب كامل للدولة من تقديم أي واجب من واجباتها.

وعلق محمد عبد الحميد، موظف بمركز شباب الجنينة ويعاني من فيروس سي، أن الإصابة لا تأتي من مياه الشرب فقط ولكن عن طريق مياه الصرف التي يروي الفلاحين بها أراضيهم وتتسبب يف إصابتهم عند نزولهم أراضيهم وملامسة تلك المياه لأجسادهم، ويكمل قائلا أن الدكتور ماهر محمد إبراهيم، العميد السابق لكلية الزراعة بجامعة المنصورة، قام بتحليل التربة وكانت نتيجة التحليل أن تلك الأراضي لن تعد صالحة للزراعة بعد 5 سنوات نتيجة لريها بمياه الصرف وهذا ما يحدث الآن.

ويقول كابتن أحمد أبو العينين، مراقب في مطار القاهرة وأحد أهالي القرية، أنهم ذهبوا منذ شهرين لمحافظ الدقهلية وعندما طلبوا منه حل للأزمة اتصل برئيس الوزراء إبراهيم محلب وكلمه وطلب إبراهيم محلب من كابتن أحمد الانتظار والتحمل. وأكمل كابتن أحمد أن الموت والمرض لا ينتظر ولا يتحمل والازمة تتفاقم.

وهذه الأزمة والكارثة لا تتعلق بقرية الجنينة فقط، بل بأكثر من أربعين قرية أخرى يتجاوز عدد سكانهم النصف مليون نسمة ومازالت الأزمة بلا حل. وأكد الأهالي أن لم تقم الدولة بأي خطوة لحل تلك الأزمة فأنهم سيقومون بالتصعيد..