مكاسب دعم المرشح الإصلاحي

في الأيام القليلة الماضية شهدت مصر معركة الانتخابات الرئاسية بين المرشح الإصلاحي حمدين صباحي ومرشح الثورة المضادة عبد الفتاح السيسي، وفي خلال هذه المعركة اختلفت القوى المحسوبة على الثورة بين مقاطع للانتخابات أو داعم للمرشح الإصلاحي ضد مرشح الثورة المضادة في ظل حالة من الجذر الثوري تسعى الثورة المضادة لترسيخها يوماً بعد يوم.
كان دفع عموم الشعب غير المثور إلى محاولة التغيير من خلال الصندوق هي خطوة أولية لدفعه إلى الشارع والمشاركة في التغيير الثوري من خلال تكتيكات الثورة، لابد للعموم أن يكشفوا أولاً عورات “الديموقراطية” البرجوازية من سيطرة رأس المال علي العملية برمتها بداية من الدعاية وحتى تهديدهم بأقواتهم في حالة عدم المشاركة، وقدرة محتكري السلاح والسلطة علي تغيير النتيجة متى أرادوا وكيف أرادوا.
إن وضع العموم غير المثور على أول عتبات سلم ممارسة التغيير هي أحد أكبر مستهدفات المشاركة في هذه العملية التي ندرك مسبقاً فسادها، وعدم مشاركة جزء كبير من هذه الكتلة لا يسمي مقاطعة وإنما يسمي عزوفا عن المشاركة في التغيير نتيجة إحباط لابد من محاربته إذا كان لهذه الثورة أن تستمر وتنجح من خلال مشاركة هذه الطبقه المُستغَلة من الشعب.
جزء كبير من الطبقة الكادحة المحبطة والعازفة عن المشاركة في التغيير تم إقحامها من خلال رأس المال المسيطر على وسائل الإنتاج التي يعملون بها، ليتم تهديدهم بلقمة العيش المرّة بالأساس، ليقوموا بدون قصد بتسيس الحركة الاجتماعية، ولتنتقل المعركة حيث السلطة الحقيقية.
علي الناحية الأخرى كانت هناك كتلة أخرى قد أخذت قراراً بالفعل بالسعي نحو التغيير وأخذ الخطوة في سلم التغيير من خلال اتخاذ الطريق الإصلاحي ودعم المرشح الإصلاحي في معركته الإنتخابية، فكان لابد من دعم هؤلاء الشباب في نضالهم ليصبحوا غصة في حلق الثورة المضادة تفضح ممارساتهم وتزويرهم وتكشف عورات ديموقراطيتهم الكاذبة، وقد كان رد فعل الدولة المعتاد باعتقالهم والاعتداء الجسدي على بعضهم، ليصبحوا أصحاب الفضل الأول في فضح هذا النظام، ويسيروا في طريق أكثر ثورية وأكثر بعداً عن الإصلاحية المترددة، ليتخذ هؤلاء الشباب موقعاً أكثر ثورية على يسار مرشحهم الإصلاحي.
يقول لينين: “اللاموقف هو موقف يخدم في غالب الأحيان الرجعية”، وهو ما كان واضحاً من خلال رفع المقاطعة شعاراً في مواجهة الثورة المضادة، لتستخدمه القوى الرجعية المطالبة بعودة المعزول في بياناتها وجدلياتها، فالمقاطعة جعلت موقف الثورة المضادة سيئاً ولكن في مواجهة تحالف دعم الشرعية وليس الثورة.