بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

القناة الجديدة.. من اللافائدة إلى الضرر

بدأ “الحفر ع الناشف” في قناة السويس الجديدة كالمشروع القومي الذي سينقذ اقتصاد مصر المتهالك، فهل هو كذلك؟

الآن يتم تهجير الأهالي، وكأن مأساة النوبة يتم إعادتها كبث مسجل، بالإضافة إلى تخريب أراضي زراعية تهالك أهلها لاستصلاحها، وكأن هذا الوطن لا يعترف بأهله. تنبح وسائل الإعلام بحفر القناة الموازية وفوائدها التي لا تحصي، لكي تكون موازية فتكون كالشوارع التي بها اتجاهين مع علمهم أن هناك 3 تفريعات للقناة تقوم بالدور نفسه، وما القناة الموازية إلا تفريعة أخرى أطول من نظيرتها القديمة.

يُقال أنها تواكب التقدم في سفن التجار حيث تسمح بعبور الحاويات العملاقة في حين أن رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، أعلن أن مرشدي قناة السويس حققوا نجاحا باهرا في دوران السفينة “EDITKH MAERSK” التي يبلغ طولها 396 متر وعرضها 57 متر بغاطس 49.2 قدم، مما يفتح الطريق إلى عبور الحاويات من فئة E-CLASS التي تضم أكبر الحاويات في العالم. فما الفائدة إذن من تلك القناة في حين توسعة القناة تتم دوريا عن طريق شركة الكراكات التابعة لهيئة قناة السويس؟ وما علاقة حفر قناة السويس الجديدة بتنمية محور قناة السويس وتحويله من مجرد مجرى ملاحي إلى مركز صناعي حيث إقامة 42 مشروعا واستصلاح وزراعة 4 مليون فدان؟

لم يكتفِ المشورع أنه بلا فائدة حقيقية للبلاد، لكنه تسبب في هدم 1500 منزل من أصل 5 آلاف مهددين بنفس المصير في مدينة القنطرة شرق وقرية الأبطال، كما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، وكعادة الدولة يتم القبض على من يعترض على قراراتها، وكان مبرر رئيس مركز ومدينة القنطرة شرق عبد الله الزغبي أن: “الأهالي تعدت على هذه الأراضي وإنها في الأصل ملك لهيئة قناة السويس”.

يقول أحد الأهالي إنه “قضى في هذه الأرض 30 سنة، ولم يعلموا أنهم تعدوا على أراضي الدولة سوى الآن”.

قاموا بتخريب مزارع عانى أهلها في استصلاحها وزراعتها سنين طويلة، فكيف ينادوا باستصلاح 4 ملايين فدان وقد قاموا بتبوير أراضي تم استصلاحها بالفعل؟! في حين أن رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة يطل علينا قائلا أن بإمكانه تعديل المجرى بأن يتفادى ذلك، لكن مصلحة الوطن فوق كل شيئ.

وبذكر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فلا يهم بالطبع أن الإعلان عن المشروع والبدء بالفعل فيه دون إتمام أي دراسات سواء هندسية اقتصادية أو بيئية – بالبركة هنبدأ الحفر – ليس مهما أيضا، فبعد أيام قليلة من بدء المشروع ظهرت المياه الجوفية بل ورشيح مياه القناة الأصلية لقربها من مكان القناة الجديدة فضربت بـ “الحفر ع الناشف” عرض الحائط، مع العلم أن هذه الهيئة تشرف على إنشاء نفق “الثلاثيني” في الإسماعيلية – بعيد نسبيا عن القناة – وتأخرت في العمل به بسبب المياة الجوفية نتيجة الرشح، فما بالك بالحفر بجوار القناة وكأن المنهج “العبعاطي” لا يعرف التعلم من الأخطاء.

لم تتوقف المهزلة هنا بل بدأت، على الأرجح، فمن المفترض أن المشروع وضع جدولا يتنهي خلال 3 سنوات، لكن الرئيس يريده بعد عام واحد.

إذن، فهو عام واحد!

مصادر:
خبر موقع العربية عن تدوير السفينة العملاقة
http://www.alarabiya.net/articles/2012/10/05/242006.html

تقرير الجارديان
http://www.theguardian.com/world/2014/sep/03/egyptians-evicted-without-compensation-suez-canal-project

تقرير موقع مصراوي يحتوي على أراء الأهالى و رئيس مركز القنطرة شرق ورئيس الهيئة الهندسية
http://weladelbalad.masrawy.com/mobile/Governorates/details/2014/8/26/330671/150-أسرة-مهددة-بالتشرد-بسبب-قناة-السويس-الجديدة-والهيئة-الهندسية-لا-تعويضات

تقرير لموقع جريدة الوطن
http://www.elwatannews.com/news/details/548856

ظهور المياه فى منطقه الحفر
http://www.elwatannews.com/news/details/566457