«أبناء المنحنى الجنوبي».. لن ننسى

بالرغم من تعاقب الأحداث، بالرغم من حالة الحداد الدائم، لم ننسى ولن نتناسى كما يفعل ويحاول البعض.
تتعالي صيحات المهللين بالطلعة الجوية على ليبيا، وكأننا في دولة لا ترعى الإرهاب وتنميه! وكأن تلك الدولة بمؤسساتها الإرهابية مع اختلاف التوظيف لم تقوم بمذبحة فاقت مذبحة داعش عددا! إذا كان مشهد إعدام المصريين على يد التنظيم الإرهابي داعش قد أثار المشاعر، سأعيد عليكم مشهدًا سيحاولون بشتى الطرق محوه بحديثهم عن الحرب علي الإرهاب، هؤلاء الذين يقيمون حالة من التعبئة العامة وملأوا الفضاء عويلا على ضحايا ليبيا، ونحن أكثر منهم حزنا على ضحايا الإرهاب بمختلف عن رعاته، هؤلاء الذين لم يقيموا الحداد من أجل شهداء على يد تنظيم إرهابي هم ظهيره الإعلامي، بل طالبوا باستكمال مسابقة الدوري كأن شئ لم يكن.
الثامن من فبراير، الساعة الخامسة وبضع دقائق، ربما الخامسة والنصف، فالزحام داخل الممر لم يجعلني أتأكد كم هي الساعة بالضبط.. قنبلتان من الغاز داخل ممرٍ يكتسي باللون الأبيض تبدأ معهم فعاليات مذبحة الدفاع الجوي.
لن ألتفت للرد على تعليقات ومبررات فاقت الفاجعة نفسها، فلن تستطيع أن تسمع كلماتك من به صمم، ولكننا سنظل نوثق لهم ونناضل معهم..
2007 كانت انطلاقة «وايت نايتس» أبناء «المنحنى الجنوبي» (مدرج الثالثة يمين)، فكرة اجتمع عليها الآلاف من كل حدب وصوب وأعلنوها “أخوة فى الدم”.
استطاعوا من خلالها أن ينشروا عقلية مختلفة بعد أن باتت متعتهم الوحيدة، كرة القدم، ترس فى عجلة الرأسمالية يتحكم بها ذوي السلطة والمال، لتبدء معها “ثورة من داخل المدرج”، قاوموا خلالها قمع الداخلية، وناضلوا ضد منظومة رياضية تجارية فاسدة خاضعة لنظام كل أهدافة هو تحقيق الربح لتتوجه لهم عدسات الإعلام بكل ما لذ وطاب من تشويه وتلفيق اتهامات.
لتأتي بعد ذلك ثورة الخامس والعشرين من يناير لتخرج معها هذه المجموعات من داخل المدرج إلى ميادين الثورة ليتقدموا الصفوف مع الشباب ولنا فى الميادين ذكرى.
أبناء «المنحنى الجنوبي» شكلوا خطرا على نظام دولة قمعية لم تتوانى عن محاربتهم بكل أشكال القمع الدامية، يحاولون الآن القضاء على تلك المجموعة بتلفيق الاتهامات والملاحقات الأمنية وارتكاب المذابح.
وإذا كان النضال ضد فساد رئيس النادي السابق ممدوح عباس لم يخلف لنا إلا فقدان الشهيد عمرو حسين وكلب النظام مرتضى منصور، فنحن ندرك تماما أن دماء شهداء المنحنى الجنوبي بدايةً بـ«مكوة» و«شهاب» الي شهداء مذبحة الدفاع الجوي لن تأتي إلا بمحاكمات ثورية، وإذا كان القضاء على عهده مع النظام، فنحن أيضا على عهدنا مع الثورة.
لمن لا يعرفهم:
عمرو حسين شهيد الوايت نايتس الذي مات عند بوابات نادي الزمالك في انتفاضة الجماهير ضد مجلس إدارة ممدوح عباس سبتمبر 2013.
محمد شعبان «مكوة» شهيد جمعة الغضب في ميدان الأربعين بالسويس.
شهاب أحمد استشهد فى أحداث محمد محمود الأولى.
هؤلاء هم جزء من كثير قدمهم مدرج المنحنى الجنوبي خلال سنوات من الثورة.. لن ننسى.