برلمانيون وسياسيون بريطانيون يرفضون زيارة السيسي لبلادهم

أعلن أمس الجمعة عشرون نائبا برلمانيا من خمسة أحزاب بريطانية معارضة رفضهم لدعوة رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون لعبد الفتاح السيسي لزيارة بريطانيا “لمناقشة مصالح مشتركة”، فيما لم يحدد موعد الزيارة حتى الآن.
وقالوا في بيان لهم أن المجلس “قد أصيب بالفزع بعد توجيه رئيس الوزراء دعوة رسمية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة المملكة المتحدة؛ والذي يلاحظ أنه، وبصفته عضوا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم وقتها، أيد الرئيس السيسي حل البرلمان المصري في عام 2012 وأطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي في انقلاب عسكري في 2013، كما يلاحظ أن مرسي هو واحد من مئات من خصوم الرئيس السيسى المحكوم عليهم بالإعدام في محاكمات تصفها منظمات حقوق الإنسان بغير العادلة إلى حد بعيد. ويعتقد أن تقديم دعوة رسمية للرئيس السيسى يرسل رسالة للنظام المصري أن مثل هذه الإنتهاكات ستكون مقبولة لدى الحكومة؛ كما يشعر بالقلق من مواصلة الحكومة ترخيص تصدير المعدات العسكرية والأمنية لمصر. ويدعو رئيس الوزراء للتراجع عن الدعوة، للضغط على الحكومة المصرية لتتخذ خطوات فورية لإثبات التزامها تجاه الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك إلغاء جميع أحكام الإعدام، وإيقاف ترخيص تصدير المعدات إلى الجيش وقوات الأمن المصرية”.
وكانت مجموعة من النقابات العمالية والاتحادات الطلابية ومجموعات من النشطاء والحركات السياسية، قد أعلنوا أيضا، في بيان مشترك، رفضهم لزيارة السيسي لبريطانيا بعد “ارتكابه لمذابح وجرائم ضد الإنسانية” ودعوا البريطانيين إلي التضامن مع الشعب المصري في نضاله ضد النظام القمعي الحاكم في مصر والتوقيع علي البيان، الذي يقوم بقتل واعتقال معارضيه، كما يشارك في فرض الحصار على قطاع غزة وتجويع الفلسطينيين”.
رئاسة وزراء بريطانيا التي وجهت الدعوة إلى الرئيس السيسي في اليوم التالي للحكم على الرئيس الأسبق محمد مرسي وآخرين من قيادات الإخوان المسلمين بالإعدام شنقا، لم تستطع تبرير دعوة السيسي لزيارة المملكة أمام إلحاح الصحفيين إلا بأنه سيكون متاحا أمام رئيس الوزراء “الإعراب عن قلقه تجاه وضع حقوق الإنسان في مصر” أثناء الزيارة.
النظام المصري الذي يعتبر حليفا قويا لبريطانيا في الشرق الأوسط خصوصا بعد توقيع اتفاقية مع الشركة البريطانية “بريتيش جاز” تساوي ما يقرب من 12 مليار دولار سيواجه بلا شك دعوات تظاهر بدأ النشطاء والحركات السياسية البريطانية في إطلاقها من الآن من قبل حتى إعلان موعد الزيارة. وتظل زيارة السيسي لألمانيا غير بعيدة عن الذاكرة، حيث رفض نوربيرت لامرت رئيس البرلمان الألماني لقائه بسبب سوء أوضاع حقوق الإنسان في مصر واعتقال المعارضين وإعدام عدد كبير منهم.
في زيارته الأخيرة لألمانيا، كانت صحيفة دير شبيجل الألمانية قد وصفت الرئيس السيسي “بالضيف ثقيل الظل”، كما أصدرت العديد من مؤسسات المجتمع المدني بيانات ترفض الزيارة وتعدد جرائم نظامه في مصر بحق معارضيه. السيسي الذي حاول تخفيف حدة الرفض الشعبي لزيارته من خلال إحضار مستقبليه معه من مصر لتوفير الترحيب الملائم، الوفد الذي تكون من مجموعة من الممثلين والإعلاميين المصريين، وعلى رأسهم أحمد موسي المحكوم عليه وقتها بالسجن لمدة سنتين، فشل رغم ذلك في توفير حرارة الاستقبال التي كان يتمناها، فيما واجه هتاف طالبة الطب “فجر العادلي”: “السيسي قاتل”، و”يسقط حكم العسكر”.