رجل مبارك حليف الصهاينة أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية

اختار وزراء الخارجية العرب أول أمس الخميس وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، خلفًا لنبيل العربي، اعتبارًا من 1 يوليو المقبل. تولى أبو الغيط منصب وزير الخارجية في حكومة نظيف منذ يوليو 2004، واستمر في حكومة شفيق التي عيّنها الديكتاتور مبارك قبيل رحيله، ثم رحل عن الحكومة في مارس 2011 حينما أطاحت الثورة بحكومة شفيق.
لم يختلف أبو الغيط كثيرًا عمن سبقوه من وزراء، ولم يختلف كذلك عمن سبقوه في منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فيما عدا كونه الأكثر تبجحًا في علاقته بالكيان الصهيوني، وعداءً لحركات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم حركة حماس التي اعتبر وجودها غير شرعي، كما هاجمها عقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي استمرت 23 يومًا، منذ 27 ديسمبر 2008 وحتى 18 يناير 2009، وراح ضحيتها حوالي 1420 شهيدًا (حوالي 0.1% من سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليون ونصف نسمة آنذاك) وأكثر من 5450 مُصاب (حوالي 0.4% من السكان).
وفي عام 2009، هاجم أبو الغيط حماس وحزب الله معًا، مُتهمًا إياهما بالسعي لإشعال الصراع في الشرق الأوسط. كما اعترف أن مصر أفشلت عمدًا قمة عربية مُكتملة النصاب حول غزّة كانت ستُعقد في قطر، مُبررًا ذلك بأن تلك القمة كانت “ستهدد العمل العربي المُشترك”.
وفي عهده أيضًا عرفت مصر أسوأ أزمة سياسية مع حزب الله، بلغت ذروتها بعد الإعلان عن القبض على ما عُرف إعلاميًّا بـ”خلية سامي شهاب”. لأبي الغيط علاقات قوية بدوائر السلطة في إسرائيل، عبر دوره في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية أثناء توليه وزارة الخارجية.
وبجانب عدائه الواضح للمقاومة الإسلامية حماس وحزب الله، فهو صديق وفي لإسرائيل وخير ممثل لتطبيع النظام المصري مع الصهاينة، بل والأكثر من ذلك كونه دعم عدوان إسرائيل على غزة عام 2008 علنًا، حين أُعلنت الحرب على القطاع المنكوب أثناء لقائه بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في القاهرة.
من المعروف أيضًا عداؤه الواضح للثورة بتصريحاته التي دافع بها عن نظام المخلوع مبارك، رافضًا وصف هذه الاحتجاجات الهادرة بـ”الثورة” أو تشبيهها بما حدث في تونس، وأطلق تصريحه الشهير “مصر ليست تونس”، وفي تصريح آخر قال أن “25 يناير أحلت بكوارث على الوطن”.
يعود أبو الغيط الآن إلى الساحة السياسية، مع كثيرٍ من رجال مبارك، بعد أن أجبرته الثورة على خلع ثوب الدبلوماسية المسمومة التي كان يمثلها مع الكيان الصهيوني وارتداء “البيجامة” ليبتعد لفترة ليست بالقصيرة هي عمر الثورة.
جاء اختيار أبي الغيط الآن مناسبًا تمامًا لنظام الثورة المضادة بقيادة السفاح عبد الفتاح السيسي الذي طالما أعرب عن التزام الدولة المصرية بالحفاظ على أمن إسرائيل، فضلًا عن تصويت مصر لمنح إسرائيل عضوية لجنة بالأمم المتحدة. جاء هذا الاختيار مناسبًا كذلك لدول البترودولار التي تعادي حركات المقاومة وتمارس كل أشكال التطبيع مع الصهاينة، فجاء الرجل المناسب للمكان المناسب والسياسات المناسبة.
كان النظام المصري قد رشَّح أبا الغيط لهذا المنصب منذ البداية في إطار سعيه لاسترضاء الكيان الصهيوني – بوابة نيل الرضا الأوروبي والأمريكي – بعد توتر العلاقات المصرية مع الغرب.