بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

السيسي والاتحاد الأوروبي.. إيد واحدة

- صورة أرشيفية

أيد قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بداية مفاوضات رسمية مع النظام المصري حول أزمة اللاجئين. هدف المفاوضات هو الوصول إلى اتفاق يتضمن دور رئيسي للنظام المصري في وقف تدفق اللاجئين الأفارقة والعرب إلى أوروبا في مقابل مساعدات واستثمارات أوروبية لمصر. وسيلتقي دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي بعبد الفتاح السيسي في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا بعد لقائهما في القاهرة الأسبوع الماضي ومعهم المستشار النمساوي سيباستيان كورتز وهو رئيس لحزب الشعب النمساوي اليميني العنصري المعادي للمهاجرين والمسلمين.

وقد أعلن كورتز أن “شركاء أقوياء وفاعلين مثل الحكومة المصرية” يمكنهم وقف تدفق اللاجئين وقد أشاد بعبد الفتاح السيسي كأول رئيس أفريقي يقبل التفاوض حول محاربة ما يسمونه باللجوء غير القانوني.

وطبعًا المقصود بالدور المصري هو دور عسكري وبوليسي لمنع اللاجئين من البدء في رحلات عبور المتوسط نحو الشواطئ الأوروبية.

في هذه الدراما نجد في الجانب الأوروبي حكومات يمينية عنصرية تضخم من خطورة قضية اللاجئين بإدعائات كاذبة حول كونهم سببًا في البطالة وانتشار الإرهاب وتهديد الثقافة وأسلوب الحياة الأوروبيين. واللاجئون هم مجرد كبش فداء جديد لتوجيه غضب قطاع واسع من الطبقات العاملة الأوروبية نحوه وبعيدًا عن سياسات الليبرالية الجديدة والتقشف التي تنتهجها تلك الحكومات وهي السبب الرئيسي لمعاناة عمال وفقراء أوروبا.

إن المنطق الأوروبي واضح وبسيط: بدلًا من أن نغرق نحن (الأوروبيون) سفن اللاجئين في البحر المتوسط ونمنع وصولهم لشواطئ القارة ثم نضع من يتمكن من الوصول في معسكرات اعتقال وبالتالي تتسخ أيدينا بجرائم ضد حقوق الإنسان، فلنبعد كل ذلك عن قارتنا بالتعاقد مع ديكتاتور عسكري على أبواب القارة السمراء لا مانع لديه للعب دور المرتزقة وبالطبع فبما أن أيديه ملطخة بدماء الشعب المصري، فلا مانع لديه من إسالة دماء الشعوب الشقيقة في قارتنا المنكوبة.

دور المرتزقة ليس جديدًا بالنسبة للنظام المصري. فمنذ اتفاقيات كامب ديفيد والنظام المصري يسترزق من خلال دوره الإقليمي في خدمة مصالح الدول الكبرى. فمن حماية دولة إسرائيل وحدودها، إلى دور الجيش المصري في “تحرير الكويت”، إلى التنازل عن الجزر وتقديم خدمات “مسافة السكة” لمملكة الظلام السعودية، إلى المشاركة في حصار غزة وشعبها، إلى ما نراه اليوم من مشروع مصري أوروبي قذر لتعميق دور مصر كسجن كبير. وكل ذلك من أجل مساعدات واستثمارات إقتصادية تبقي على النظام الطبقي الرأسمالي ودولته الفاشلة في مصر وتساعد على استمرار القمع والإفقار للشعب المصري.

زعماء أوروبا “المتحضرة” و”الديمقراطية” ينتهجون سياسات يمينية وعنصرية ويساعدون على صعود اليمين الفاشي في قارتهم. أما في قارتنا فيتحالفون مع ديكتاتور مصر وأمثاله لقتل وسحق وسجن الفقراء ومنعهم من الاقتراب من شواطئهم.

علي المناضلين اليساريين والديمقراطيين على ضفتي البحر المتوسط العمل المشترك لمناهضة العنصرية والفاشية والتضامن مع اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب والفقر والفساد في بلدانهم والعمل المشترك أيضاً ضد الديكتاتورية والاستبداد وسياسات الإفقار الرأسمالية في البلدان الأفريقية وعلى رأسها مصر السيسي.