بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

أوزان المصريين: أحدث وصفات السيسي لإلقاء العبء على المواطن

خرج علينا عبد الفتاح السيسي بتصريحات حول أوزان المصريين في مرتين في فترة أقل من شهر، الأولى أثناء مؤتمر الشباب العالمي بشرم الشيخ، والثانية قبل أيام، مشيرًا إلى ضرورة ممارسة الرياضة.

مثل العادة ما يقوله السيسي يبدو في صورة الحق الذي يُراد به الباطل. ولع السيسي برياضة ركوب العجل لا تُقارَن حتى بولع مبارك في ممارسة رياضة الإسكواش، ولكنها تقارن برغبة وولع كل ديكتاتور عسكري على مرِّ التاريخ بدايةً من هتلر الذي كان يرى في ضعف السكان جسديًا عبء اقتصادي لا تتحمَّله الدولة، وبناء عليه انتشر شعار “جسدك يخص الأمة”، مرورًا بفيديلا في الأرجنتين، جميعهم يشعر بأن الدولة يجب أن تكون مثل المعسكر.

لا يمكن بطبيعة الحال فصل كلام السيسي عن السياق السياسي المحيط، فلو كان المرغوب هو تحفيز الشعب على ممارسة الرياضة، لكان هذا الكلام ليُوجَّه في جلسةٍ خاصة مع وزير الرياضة، الذي بدوره يضع خطةً لإنشاء ملاعب تناسب المواطن محدود الدخل، لكن الرغبة هنا هي إلقاء العبء الاقتصادي على المواطن.. أنت لا تعمل بكد لأنك سمين، وأولادك سيصبحون مثلك.

حتى الرياضة التي يمارسها السيسي “ركوب الدراجات” أصبحت من المحرمات على أغلبية الشعب، فلا طرق خاصة للدراجات، ولا أموال لشراء دراجة لطفلك، اللهم إذا كنت من البقية الباقية من الشرائح العليا من الطبقة المتوسطة، فدراجة قليلة التكلفة يتعدى ثمنها الأن بضعة آلاف من الجنيهات.. هل نأكل أم نشتري دراجة إرضاءً للزعيم؟

الغالب في أحاديث السيسي الأخيرة هو تحقير الشعب والحط من شأنه، فنحن لا نستحق حقوق الإنسان، ولا الديمقراطية، ولا نستطيع التطور علميًا، ولا نملك تعليمًا، وأيضًا لا نمارس الرياضة.. نحن عبء على القائد العسكري وهو يقول ذلك داخليًا وخارجيًا.

في التوقيت نفسه الذي تحدَّث فيه السيسي عن ضرورة ممارسة الرياضة، كانت وزارة الزراعة تنفذ خطتها بإزالة ٢٤٠٠ ملعب خماسي، أغلبهم في مناطق الصعيد، قد يقول البعض لأنها أقيمت على أراض مخالفة. إذن ما هي خطة الدولة في خلق بديل لكل ملعب يتم إزالته؟ لا شيء سوى لوم المواطن.

وفي التوقيت نفسه أيضًا لا تزال الدولة تحارب عودة الجماهير للملاعب. السيسي لا يريد شبابًا يمارسون الرياضة بشكلٍ عام، بل يريد ممارسة الرياضة كما يراها. بالطبع محافظات مصر ليست مثل شوارع شرم الشيخ، لكن رجلًا لا يؤمن بدراسة الجدوى لا يمكن مساءلته حول تصريحاته بطبيعة الحال.