السيطرة على الأجساد وحبس مستخدمات التيك توك

مؤخرًا اتحكم على مودة الأدهم وحنين حسام بالسجن سنتين وغرامة 300 ألف جنيه بتهمة التعدي على قيم الأسرة المصرية. بسبب فيديوهت ليهم على تيك توك. وبعدهم بيوم اتحكم على منار سامي ب3 سنين وغرامة 300 ألف جنيه مع وقف التنفيذ واتوجهت لهم تهم تانية قبل التهمة الرسمية وهما الدعارة والإتجار بالبشر وغسيل الأموال والفسق والفجور. وبدأ الإعلام ومؤسسات الدولة بتكرار الحجج اللي هما متمش اتهامهم بيها في الآخر كنوع من أنواع التطبيع مع القمع.
تهمة الإتجار بالبشر:
المفاجأة إن الحكم غير قانوني وغير دستوري. غير قانوني لإن مفيش أدلة على التهم اللي اتوجهت لحنين أو لمودة زي الإتجار بالبشر، بحسب القانون لازم يكون في جانب مادي أو تم إجبار ناس من قِبل مودة وحنين إنهم يمارسوا الدعارة بمقابل مادي، وده محصلش ومفيش أدلة والتهمة دي مكنتش موجودة من ضمن التهم اللي تم توجيها لهما في المحاكم.
تهمة غسيل الأموال:
كان في زي اتهامات أو الإعلان عن وجود شبهات بتهم غسيل أموال بسبب ثروة مودة، وكانت من ضمن “التهم” إنها عندها عربية وشقة. ببساطة الربح على الإنترنت شيء ممكن وسهل، وممكن يبقى يجي من أشكال مختلفة من المحتوى زي الطبخ أو الغنا أو الرقص أو حتى من مجرد عرض رأي في حاجة معينة أو تسويق منتج معين على منصات كتيرة ومختلفة؛ يوتيوب وتيك توك و لايكي وانستجرام. كل ما عدد المتابعين بيزيد كل ما نسبة الفلوس اللي بيحصل عليها المؤثر أو صاحب الصفحة بيزيد وبيدخل في نطاق التسويق والإعلانات. فثروة مودة الآدهم مقارنةً بالمتابعين على كل منصة معقولة جدا والنيابة ملقتش دليل على التهمة دي بالمناسبة، لإنها لو كان معاها دليل كان البنك المركزي بيديها صلاحية الإطلاع على أرصدة المتهم في البنوك. ولإن الأدلة مكنتش كافية أو مكنتش موجودة، اضطريت النيابة إنها تطلب من مودة ومن حق المتهم إنه يوافق أو يرفض في الحالة دي.
الدعارة:
اتوجهت تهم الدعارة لمودة وحنين بس بطريقة مختلفة. حنين اتوجه لها تهمة الدعارة بسبب ڤيديو عملته بتعلن فيه إن بقى عندها وكالة خاصة بيها على لايكي وبتقول للبنات تحمل التطبيق ده وإنهم هيطلعلهم ربح مادي مقابل الڤيديوهات.
طبعا أول حاجة هتتقال أهيه دي دعارة، بس القانون بيعرف الدعارة بإنها استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي… وده مش متحقق هنا.
يعني إيه وكالة الأول؟
الوكالة هي إن الشخص يبقى مسؤول عن كذا حد تاني بيعمل ڤيديوهات وبالتالي بيبقى ليه نسبة من أرباح الأشخاص التانية. ودي مش دعارة.
هي حنين قالت إيه؟
حنين قالت بالنص: إنها عايزة بنات تشتغل باحترام وإنها مش عايزة دلع قدام الكاميرا. “ده شغل يا بنات مش تعارف أو هزار” والسن
ميقلش عن ١٨ سنة وإنها هتشتغل مذيعة، مينفعش تطلع اللايڤ بلبس خارج، “مفيش تجاوزات هنا” .. “واللي داخل عمل حسابه على قلة الأدب ده مش عندي هنا” وكملت إنها مش عايزة بنات بيقلعوا عشان يجيبوا دعم وناس.
ففين الدعارة هنا؟ مفيش. وتم اسقاط التهمة دي من عليها بسبب عدم وجود أدلة.
كل المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بيعلنوا عن تطبيقات كتيرة وبياخدوا فلوس على إنهم يشجعوا الناس إنهم ينزلوا التطبيق ده.
وبالنسبة لمودة الأدهم، فالتهمة اللي اتوجهت لها هي ممارسة الجنس بدون تمييز. وإن التهمة دي أولا غير دستورية عشان بتناقض قانون تاني وهي إن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج مش جريمة في القانون المصري وثانيا فيها تحيز ضد النساء لإن الرجل مبيخضعش للعقوبة دي.
وبردو التهمة اسقطت من عليها لعدم وجود أدلة، ولإن النيابة معندهاش أدلة تدينها، طلبت المحكمة من مودة الأدهم بالخضوع لكشف العذرية كشوف العذرية هو نوع من الاغتصاب بس تحت وطأة القانون. وبسبب عدم وجود أي أدلة في كل الاتهامات دي، تم اتهامهم بـ”التعدي على قيم الأسرة المصرية” بس.
القيم دي إيه؟ قيمة عدم معاقبة المتحرشين زي عمرو وردة؟ ولا التنكيل بالمعارضين؟ ولا القمع العسكري؟ ولا التمييز واضطهاد النساء في مصر في القانون والعمل والدراسة؟ القيم اللي بتطلع محسن السكري وطلعت مصطفى عفو رئاسي؟ القيم اللي فيها معظم النساء في مصر تعرضوا للتحرش؟ ولا القيم اللي غرمت حبيب العادلي ٥٠٠ ج في المحكمة بسبب الاستيلاء على الأموال. أنهي قيم؟ الأكيد إنها مش قيم ال١٪ من أصحاب المصانع والشركات والطبقة الغنية اللي عايشة في انعزال عن باقي المجتمع. ولا قيم السب والقذف اللي بيحصل في التلفزيون من أعضاء مجلس النواب بس مينفعش أصل دول معاهم حصانة ولا قيم استغلال الطبقة اللي تحت؟ ..الخ
الأحكام مش بس غير دستورية لإنها مطاطية قابل للتأويل. ولإن القيم شيء نسبي بيختلف من أسرة لأسرة، ومينفعش التعميم اللي دايمًا بيطول الأفقر. وفي تجاهل تام من المجلس القومي للمرأة، وده يخليهم متواطئين في ظلم البنات دي، لإنهم بيدافعوا عن الستات اللي على مزاج الدولة وبرضى الدولة.
الحكم طبقي وذكوري وهدفه السيطرة على أجساد النساء، بدأ من فكرة انتقامية وذكورية إن إزاي واحدة ست من طبقة اجتماعية فقيرة تقدر يبقى عندها دخل وتعبر عن نفسها بحرية ومحدش يبقى وصي عليها وتتمتع بالامتيازات اللي عند الناس اللي فوق دول، بس الحاجات دي مش بتاعت كل الناس، الحاجات دي بتاعتهم هما وبس. مينفعش يبقى في ناس بتفكر بطريقة غير طريقة الدولة، بتتفرج على رقص غير الرقص اللي الدولة توافق عليه. والفسق والفجور ما هي إلا حجة جديدة لفرض سيطرتهم على جسم النساء. وبالمناسبة الفسق والفجور في القانون المصري ملوش علاقة من قريب أو من بعيد بلبس المرأة أو تصرفاتها وله تعريف تاني خالص.
حنين ومودة وكل مستخدمات تيك توك محبوسات ليهم كل الحق والحرية إنهم يعبروا عن أنفسهن.