بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

التهجير القسري من الشيخ جراح بفلسطين لكفر الدوار وترعة الزمر في مصر

تهجير

يوم الخميس اللي فات، العشرات من أهالي قرية مساكن المهاجرين بكفر الدوار تظاهروا أمام مجلس المدينة، بعد تسليمهم قرار من محافظة البحيرة بإخلاء منازلهم قبل يوم الثلاثاء (بكرة)، عشان يتم هدمها بهدف البدء في تنفيذ محور المحمودية، وأكد الأهالي إن القرار هينتج عنه تشريد أكثر من 180 أسرة وده بجانب قطع مصدر رزق العشرات بسبب إزالة عشرات المحال التجارية.

ده بيتزامن مع قطع المرافق -الماء والكهرباء- على منازل أهالي شارع ترعة الزمر، للضغط عليهم بعد رفضهم إخلاء منازلهم، وبحسب الأهالي تم تهديدهم من قبل الأمن الوطني لإخلاء منازلهم قبل نهاية الشهر لتوسعة شارع ترعة الزمر.

ايه هو التهجير القسري؟
التهجير القسري حسب القانون الدولي هو جريمة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية بهدف إخلاء أراضي معينة، أو ازالة مناطق سكنية جزئيًا أو كليًا وطرد سكانها بدون رضاهم وموافقتهم.

ورغم تجريم الدستور المصري في المادة 62 و63 للتهجير القسري بشكل واضح، إلا إن النظام مستمر في سياسات التهجير القسري منذ سنوات، ودايمًا التهجير ده بيكون بحجج غير منطقية وغير قانونية، وبتكون تحت مسمى “المصلحة العامة” أو “التطوير”!

بس السؤال التطوير في صالح مين؟ هل هو في صالح أهل المنطقة ولا في صالح شركات استثمارية ولا في صالح طبقة الـ 9% المتحكمة في كل ثروات مصر؟ ولو التطوير في صالح أهالي المنطقة ليه مش بيتم إشراك الأهالي في التطوير ده والنقاش معاهم؟ وليه لو الأهالي رفعوا دعوى قضائية الحكومة مش بتستنى نتيجة حكم القضاء؟ ليه أثناء عمليات الإزالة بيكون فيه عشرات المدرعات وعربيات الأمن المركزي ومئات الجنود من قطاعات أمنية مختلفة وبيوصل الأمر أحيانًا لحضور قوات خاصة وقوات تدخل سريع من الجيش؟ لو الموضوع تطوير فعلًا ليه الأهالي تقف قصاد كل ده وتقاوم، مع إن ده هيعرضهم للاعتقال لسنوات ومن الممكن يتسبب في مقتلهم، زي ما اتقتل أحد شباب جزيرة الوراق أثناء محاولة قوات الأمن تهجير الجزيرة في يوليو 2017، وتم الحكم على 35 من أهالي الجزيرة بأحكام قاسية جدًا تصل للمؤبد في ديسمبر الماضي.

ترعة الزمر وأهالي مساكن المهاجرين والوراق مش حالات فردية، دي ضمن سياسة التهجير القسري المستمرة منذ سنوات من قبل النظام، بدايةً من تهجير أهالي رفح والشيخ زويد بشمال سيناء وتهجير أهالي قرية الصيادين بالإسكندرية، وروض الفرج وعين الحياة ونزلة السمان ومنشية ناصر وشارع ترسا، وإزالة مناطق وعقارات تراثية زي عقارات القاهرة الخديوية أو مناطق في القاهرة التاريخية مثل السيدة عائشة وعشرات المناطق التانية اللي مش هيسعها البوست ده، وزي ما كان المشترك بين كل المناطق دي وبين حي الشيخ جراح هو التهجير وقمع الأهالي بكل الوسائل الممكنة بدايةً من قطع المرافق والحصار إلى التهديد واعتقال المئات والقتل، فالمقاومة أيضًا شيء مشترك، مثلًا مقاومة أهل جزيرة الوراق بدايةً من مسيرتهم الشبه يومية وتشكيل مجلس للعائلات للتحدث باسمهم وتنظيم مؤتمرات شعبية وصمودهم قصاد القمع والحصار من 2017 لحد دلوقتي. وأيضًا مقاومة أهل نجع أبو عصبة في الأقصر في مايو 2019 ضد تهجيرهم واستمروا في الاحتجاج لمدة اسبوع رغم التعامل العنيف معهم بالخرطوش والرصاص الحي، وقام الأهالي بقطع طريق معبد الكرنك والسكة الحديد، وفشلت كل الطرق في قمعهم؛ من الحصار الكامل للمنطقة وقطع المرافق عليها وفرض حظر التجول فيها بالليل واستدعاء مئات الجنود من المحافظات المحيطة لمساندة قوات الأمن والأمن مانجحش في تهجير المنطقة غير باعتقال المئات وبعد لقاء سري تم بين مشايخ العائلات بمنطقة الكرنك وقيادات في وزارة الداخلية والجيش من بينهم مساعد وزير الداخلية وتم التهديد في الاجتماع ده بتحويل العشرات للمحاكمات العسكرية.

في كل مدينة مصرية هناك “الشيخ جراح”.