«موكا».. تنكيل النظام بالمعتقلين بالتدوير وغرف التأديب

عبد الرحمن طارق، الشهير بـ”موكا”، العضو السابق في حركة المعارضة البارزة شباب 6 أبريل، أعلن في بداية شهر ديسمبر الماضي إضرابه عن الطعام أثناء احتجازه في قسم عابدين بعد ضمه على ذمة القضية رقم 1056 لسنة 2020 بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ودعم وتمويل الإرهاب.. وبدأت معاناته مع التدوير في العديد من القضايا.
دائرة التدوير المفرغة
عقب اعتقاله في سبتمبر 2019، وأثناء قضائه فترة التدابير الاحترازية تنفيذًا للحكم الصادر ضده في قضية أحداث مجلس الشورى، اختفى وقتها من محيط قسم قصر النيل، وظهر على ذمة القضية 1331 لسنة 2019، وبدأت عملية تدويره من قضية لأخرى، بالطريقة نفسها حيث يُخلى سبيله ثم يُخفى تمامًا ليظهر على ذمة قضية جديدة.
حصل على إخلاء سبيل في 10 مارس الماضي، بتدابير احترازية في القضية 1331 لسنة 2019 لكن القرار لم يُنفَّذ، وظل محبوسًا لأكثر من شهر، ليتم تدويره للمرة الثانية على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020.
قبل إتمامه عامًا في الحبس الاحتياطي، حصل على إخلاء سبيل، لكن هذه المرة أيضًا لم يُنفَّذ القرار، ويتعرَّض للاختفاء القسري، لينتهي الأمر بظهوره على ذمة القضية الأخيرة رقم 1056 لسنة 2020.
محاولة الانتحار للتخلص من التعنت ولعنة التدوير
قالت شقيقته، سارة طارق، إن عبد الرحمن حاول الانتحار في محبسه، وأُنقِذَ ونُقِلَ إلى مستشفى السجن، وذلك بعد وضعه في التأديب الانفرادي. وأفادت بأن المشكلة بدأت عندما حاولت إدخال شاحن راديو لشقيقها، لكن الضابط اعتبر ذلك محاولة إدخال شاحن للهاتف المحمول للتشابه الكبير بينهما، فقرر إلغاء الزيارة وإيداعه التأديب.
وأضافت: “عرفت بعدها أن موكا دخل تأديب 24 ساعة، انتظرت لكي أزوره مرة ثانية، لكي أفهم ما حدث، لكن تفاجئت بخبر محاولة انتحاره”. وأكَّدَت أن أخاها حاول إنهاء حياته للتخلص من كل ما يتعرض له.
قضى “موكا” ثلاث سنوات حبس بسبب مشاركته في مظاهرة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين أمام الجمعية التأسيسية للدستور 2014 وحكمت المحكمة عليه بمثلهم بالمراقبة الشرطية وهي أن يقوم بتسليم نفسه يوميًا من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة صباح اليوم التالي، وكان ملتزمًا بتنفيذ العقوبة المكملة من وقت خروجه من السجن في القضية المذكورة، واعتُقِلَ للمرة الثانية في 10 سبتمبر 2019 من أمام قسم قصر النيل، وتبع ذلك الحبس احتياطيًا على ذمة التحقيقات في القضية 1331 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
موكا واحدٌ من بين عشرات الآلاف من المعتقلين الذين يتعرَّض المئات والآلاف منهم للتدوير في قضايا مُلفَّقة بغرض إمعان النظام في التنكيل بهم.