حل كاريكاتيري لكوارث السكة الحديد.. الحكومة تقامر بحياة المصريين

في خطوة أقرب للسخرية منها إلى الواقع، قررت هيئة السكة الحديد ترك العربة الأخيرة من كل القطارات فارغة من الركاب، وذلك لتقليل عدد ضحايا كوارث تصادم القطارات، بحسب تصريحات مسؤولين لوسائل إعلام مصرية، بدلًا من معالجة المشكلة الأساسية، ألا وهي صيانة وتطوير منظومة السكة الحديد التي يستخدمها الكثيرين من المصريين (920 رحلة لما يقرب من مليون راكب يوميًا).
الحكومة تهرب من مسئوليتها كي تبقي أولوياتها كما هي، ومرافق الشرائح الأدنى من المجتمع في ذيل هذه الأولويات. هذا ليس جديدًا؛ كان السيسي قد عبَّرَ عن تجاهل المرافق المُوجَّهة لعامة الشعب حين قال في أحد مؤتمراته في مايو 2017: ”بدل ما نصرف 10 مليار لتطوير السكة الحديد، نحطهم في البنك وناخد مليار جنيه فوائد“، في حين أعلن السيسي منذ أشهر عن مشروع القطار الكهربائي السريع الذي ستنفِّذه شركة سيمنز الألمانية، والذي يربط العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، بتكلفة تبلغ نحو 360 مليار جنيه.
يعاني مرفق السكة الحديد من عقود من الإهمال في الأمن الصناعي، وتخفيض الإنفاق على الخدمات المقدَّمة للمواطنين أدى إلى وقوع العديد من كوارث تصادم القطارات ببعضها البعض ونتج عنها مئات الوفيات والإصابات. حصدت حوادث القطارات أرواح ما يقارب الـ 700 مواطنًا في عشر حوادث فقط هم الأكبر على الإطلاق؛ بدايةً بحريق قطار العياط عام 2002، الذي راح ضحيته 373 شهيد، مرورًا بحادث قطار رمسيس منذ عامين، وحادث قطار سوهاج في مارس الماضي الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا ما بين قتيل ومصاب، وخروج قطار كان متجهًا من القاهرة إلى المنصورة عن القضبان مما تسبب في سقوط عدد من الإصابات دون وفيات، وحادث طوخ في أبريل الماضي الذي أدى إلى وفاة وإصابة العشرات.