يومياتي في معركة توكيلات الرئاسة (الجزء الثاني)

توجهت صباحاً إلى مكتب الشهر العقاري، برفقة صديقي الذي تعرفت عليه أمس، خلال انتظارنا الطويل أمام مكتب الشهر العقاري، لتوثيق توكيل لطنطاوي، حيث لم يتمكن صديقي من توثيق توكيله، ولايزال يناضل من أجل ذلك حتى كتابة هذه السطور، رغم نصيحة الطبيب له بالبقاء في المنزل بسبب مرضه.
استقبلني عنصر الأمن متسائلاً عن سبب تواجدي، بعد توثيق التوكيل الخاص بي، ونصحني أن ألحق بعملي، فعللت تواجدي بمرافقة صديقي الذي لم يتمكن من توثيق توكيله، وبأنني ليس لدي عمل اليوم “مفيش شغل”، ولم يلق هذا إرتياحاً من قِبل رجل الأمن، كان هذا بادياً على تعبيرات وجهه، فلم يعد لطيفاً.
لاحظ عنصر الأمن أني أراقبه، وهو يقوم بتصوير بطاقات كل من يريد توثيق توكيل لطنطاوي، ثم يقوم بإرسالها لأحد ما عن طريق “الواتس”، ولا أدري هل كان يرسلها إلى حسين بيه، الذي كان يحادثه دائماً، أم كان يرسلها إلى جهة أخرى، لم أستطع إلا معرفة إسم حسين بيه حسبما دون اسمه على الهاتف، فقد كان يبتعد عني رجل الأمن عند تلقيه مكالمة من”البيه”، لم يعد رجل الأمن يطيقني، وطلب مني ألا أجلس بجواره.
رغم انحصار فرص طنطاوي في جمع التوكيلات الشعبية، للترشح للرئاسة، بفعل السُلطة، فقد جددت معركة التوكيلات، الأمل الذي دأب السيسي على قتله منذ أول يوم لحكمه، هذا الأمل الذي رئيته في عينيّ عم محمد بعد نجاحه وصبره الدؤوب أمام بوابة الشهر العقاري، لنحو ثمان ساعات، وهو رجل مُسن، حتى انتزع توكيله، فعاد شاباً فرحاً، وهو يقول أن هذا التوكيل من أجل مستقبل أولاده، فرحت معه إلى حد النشوة.
لايزال الأمل موجوداً، فقد أخبرتني بذلك ساره زميلة معركة التوكيلات، عندما اختبأت وسط حشود السيسي، بعد انتشار البلطجية، لتخويف الناس من إستقبال طنطاوي، وعند حضور طنطاوي انضمت إلى مؤيديه، نجحت زميلتي في خطتها، ولم تغادر، كما كانت تريد السلطة.
لمعركة التوكيلات حكايات ومواقف لاتنسي ، أحداث يملؤها الأمل، لست واهماً بأن السيسي سيترك الحكم عن طريق الإنتخابات، ولكني على يقين، أن مرحلة إزاحة هذا الكابوس، قد بدأت، إذا حافظنا على هذا الأمل الذي وُلد، يحيا الأمل.
* جميع الأسماء الواردة “مُستعارة”