بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

كهرباء مصر الحائرة بين انقطاع إمدادات الغاز وأزمة الدولار

إصطفت السيدات ممن تم حشدهن لتحرير توكيلات للسيسي صفاً واحداً، بعد أن طلب منهن ذلك أحد الأشخاص، لتصوير فيديو للتأييد، قبل أن يطلب من إحداهن أن تُزغرد “زغرطي يا حاجه”، فجاء رد السيدة صادماً، وأسمعت الحاضرين وابلاً من الإنتقادات اللاذعة، كان من ضمنها “يعني ازغرد والكهربا مقطوعة!”، عبرت السيدة البسيطة عن أوجاع الناس، والتي كان من ضِمنها الامتعاض من إنقطاع الكهرباء المُتكرر.

من الكهرباء التي قُطعت عمداً، عن مكاتب الشهر العقاري، إلى عودة إنقطاعها مؤخراً عن كافة أنحاء البلاد، بعد أن مَر علينا صيف قاسِ، قُطعت خلاله الكهرباء، وفق جداول زمنية، في تطور لم نشهده من قبل، بينما حاولت الدولة تبرير إنقطاع التيار الكهربائي، خلال الفترة الماضية، بإرتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات إستهلاك الكهرباء، مما اضُطرت معه وفقاً لهذه الظروف، إلى تطبيق ما يُسمى سياسة تخفيف الأحمال، ولكن هل سياسة تخفيف الأحمال، أو إنقطاع الكهرباء، أمراُ حتمياُ، ولا مفر منه، أم أن الكهرباء تُقطع عنا عمداً؟

يجيب على هذا السؤال عبد الفتاح السيسي، فخلال مؤتمر “حكاية وطن”، الشهر الماضي، طرح السيسي هذا السؤال، قبل أن يجيب على نفسه، بأن الدولة يُمكنها ألا تنفذ سياسة تخفيف الأحمال، وألا يتم قطع الكهرباء، نهائياً، ولكن الدولة بحاجة إلى الدولار، فبحسب السيسي، توفر الدولة 300 مليون دولار شهرياُ، نتيجة لفترات انقطاع التيار الكهربائي، قبل أن يُشرح “أن هي دي حكايتي، وهوه ده حالي”.

وفقاً لما أعلنته الدولة من قبل، كان من المقرر أن تنتهي فترة انقطاع الكهرباء، أوائل الشهر الماضي، ولكن خلال الأيام الماضية، تمت العودة إلى خطة قطع الكهرباء يوميا، بدون اعلان عن ذلك، حتى أمس، حيث صرح سامح الخشن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء في تصريحه أمس، فإن زيادة فترة إنقطاع الكهرباء، جاء لعدة أسباب، منها زيادة درجات الحرارة عن مثيلاتها في نفس الفترة من العام الماضي، مما أدى لزيادة إستهلاك الكهرباء، بالتزامن مع انخفاض الطاقة المُولدة من المصادر الجديدة والمتجددة “الرياح-الطاقة الشمسية-المائية”، بدون أن يوضح الخشن ، أسباب إنخفاض الطاقة المُولدة من المصادر التى تُعد طبيعية، أو دلالات ذلك.

يأتي تصريح الخشن عن انخفاض الطاقة المولدة من المصادر الجديدة والمتجددة، بعد أيام من توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة البناء البلجيكية “جان دي نال” في 24 من الشهر الجاري، للبدء في دراسات مشروع تصدير الكهرباء من الطاقة المتجددة من مصر إلى أوروبا عبر خط بالبحر الأبيض المتوسط بقدرة لا تقل عن 2 غيغا واط، في إطار التوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع الدول الأخرى، بحسب بيان لمجلس الوزراء المصري.

بينما تتضارب تصريحات الخشن أمس حول إرجاع أسباب إنقطاع الكهرباء، عما أعلنه رئيس مجلس الوزراء سابقاً، من أن تخفيف الأحمال سيستمر، طالما استمرت درجات الحرارة، أعلى من 35 درجة، وهو ما لم يعد متواجداً الآن، فوفقاً لهيئة الأرصاد تتراوح معدلات درجة الحرارة هذا الأسبوع ما بين 29 إلى 31 درجة بالقاهرة ومحافظات الوجه البحري، والارتفاع الوحيد لدرجات الحرارة لأعلى من 35 درجة سيكون في جنوب الصعيد فقط.

وفي إطار عودة إنقطاع الكهرباء، أوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء، أمس أن كميات الغاز التي تستوردها مصر انخفضت مؤخرا من 800 مليون قدم مكعب غاز يوميا إلى صفر، بدون أن يوضح مصدر إستيراد الغاز أو أسباب انقطاعه.

وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية، علقت الإنتاج من حقل الغاز الطبيعي “تمار” بسبب الحرب الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، قبل أن تعلن شركة “شيفرون” لاحقاً عن إغلاق حقل الغاز، وتعليق الصادرات عبر خط أنابيب شرق المتوسط EMG، والذي يمتد من عسقلان جنوب إسرائيل إلى مصر، حيث تعتمد مصر على واردات الغاز الفلسطيني المسروق من جانب العدو الصهيوني، لتلبية احتياجاتها المحلية فضلا عن تسييله وإعادة تصديره.

يستمر انقطاع الكهرباء عن الشعب المصري، بعد أن وضع عبد الفتاح السيسي إحتياجات مصر من الغاز، بيد العدو الصهيوني، الذي يصدر لنا الغاز الفلسطيني المسروق، وبينما تستمر الدولة في عقد الاتفاقيات لتصدير الكهرباء من الطاقة المتجددة، إلى أوروبا، يدفع ثمن هذه السياسات الملايين من الشعب، وفي هذه العتمة يستعد الجنرال لتنصيب نفسه لولاية أخرى، في جمهوريته الجديدة المُظلمة.