بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

“6 أبريل” يوم الغضب

فيما اختفت مظاهر الإضراب العام عن شوارع القاهرة والمحافظات المصرية أمس، ووسط حصار أمني مكثف لكل محافظات مصر، انتشرت وتنوعت مظاهر “يوم الغضب” الذي دعت له حركة شباب 6 أبريل وعدد من القوى السياسية احتجاجا علي “الاستبداد وتدهور مستوى معيشة غالبية المصريين”.

في العاصمة

ففي القاهرة تجمع العشرات من النوبيين أمام وزارة الإعلام احتجاجا على صورتهم في وسائل الإعلام، والمطالبة بالعودة إلى أراضيهم حول بحيرة النوبة، فيما قامت قوات الأمن بحصارهم بالمئات من قوات الأمن المركزي في محاولة لمنعهم من تنظيم التظاهرة.

فيما أحكمت قوات الأمن قبضتها على مبنى اتحاد العمال بشارع الجلاء، ومنعت المظاهرة التي دعت إليها القوى السياسية أمام مقر الاتحاد، وقامت بإبعاد النشطاء العماليين والسياسيين من شارع الجلاء، وكانت القوى السياسية والعمالية قد دعت إلى التظاهرة احتجاجا على موقف الاتحاد الدائم الانحياز ضد العمال، وإلى جانب الحكومة ورجال الأعمال.

وانسحب 100 نائب من نواب مجلس الشعب من الجلسة أمس أثناء إلقاء الدكتور أحمد نظيف لكلمته، وجاء الانسحاب تضامنا مع دعوة الغضب، وتجمع أمام المجلس النواب المائة معتبرين أن نظيف قد أصر على إلقاء كلمته في هذا اليوم، حتى لا يلفت أنظار الناس إلى يوم الغضب.

كما تجمع أكثر من 500 شخص من مختلف القوى السياسية أمام مبنى مجلس الدولة في وقفة احتجاجية في أعقاب فحص نظر الطعن المقام من الحكومة ضد حكم القضاء الإداري بوقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل، وكان من أبرز الحاضرين الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد، والإعلامية بثينة كامل، وعدد من أعضاء حركة شباب 6 أبريل، وقد أعلن نور خلال الوقفة “إعلان القاهرة” الذي ضم مجموعة مطالب، تأتي على رأسها: الدعوة لجمعية تأسيسية – يُنتخب ثلثيها ويختار الثلث الأخير من أساتذة القانون الدستوري وقضاة المحكمة الدستورية – تكون مهمتها خلال عام هي وضع دستور جديد للبلاد، وفقا لأحدث المعايير الدولية، في الحقوق والحريات، وتقدم للجمعية التأسيسية للدستور، خلال العام التالي، اقتراحات بمشروعات قوانين لعرضها على البرلمان، تحدد ملامح التعديلات المطلوبة على القوانين المكملة للدستور، وأخصها قوانين مباشرة الحقوق السياسية، والأحزاب، وانتخاب رئيس الجمهورية ومجلس الشعب، وكافة القوانين المنظمة لإعلان الحريات العامة للشعب، والمنظمة لحقوقه الأساسية كأفراد وجماعات.

وعلى صعيد آخر قررت وزارة التعليم تحويل الموظفين الذين تغيبوا عن العمل يوم 6 أبريل إلى التحقيق، وذلك بعد تحذيرات سابقة أطلقتها الوزارة لمنع الموظفين من التغيب في هذا اليوم، فيما شارك العاملون بإدارة الصف التعليمية التابعة لمحافظة 6 أكتوبر في وقفة احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم، رافعين لافتات تؤكد المشاركة في يوم الغضب.

فيما تجمع المئات أمام نقابة الصحفيين، في الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها لجنة الحريات بالنقابة من أجل إلغاء الحبس في قضايا النشر، ووضع لائحة جديدة للأجور، وانضم إلى الوقفة عدد كبير من شباب 6 أبريل، وحركة كفاية، والاشتراكيين الثوريين، وحزبي الكرامة والجبهة الديمقراطية هاتفين “الإضراب مشروع مشروع.. ضد الفقر وضد الجوع”، وانضم للوقفة أكثر من مائة محامي، على رأسهم الدكتور أيمن نور وعدد من أعضاء حزب الغد.

فيما حاول أكثر من 150 من موظفي البريد بالعتبة تنظيم مظاهرة، إلا أن قوات الأمن قامت بتفريقهم ومنعتهم من التظاهر.

الدقهلية ودمياط

أما في المحافظات فقد تنوعت صور الغضب، ففي الدقهلية احتلت قوات الأمن المركزي شوارع مدينة المنصورة، وأمام مجمع المحاكم، وطوقت أسوار الجامعة أعداد كبيرة منها، وقام الطلاب بتنظيم مظاهرة ضخمة شارك فيها جماعة الأخوان المسلمين، وطلاب 6 أبريل، وحزب الجبهة الديمقراطية، فضلا عن عدد من أساتذة جامعة المنصورة.

وفي دمياط أضرب عدد كبير من طلاب جماعة الأخوان المسلمين عن حضور المحاضرات تضامنا مع الدعوى ليوم الغضب، فيما حاصرت قوات الأمن المركزي مبني الجامعة بأعداد كبيرة.

كفر الشيخ والفيوم

في كفر الشيخ منعت قوات الأمن هيئة الدفاع عن شباب 6 أبريل المعتقلين من حضور جلسة عرضهم علي نيابة بندر كفر الشيخ، وتم منع المصورين والصحفيين من تغطية جلسة التجديد، وكانت المحافظة قد تحولت إلى ثكنة عسكرية تحسبا لاندلاع المظاهرات في شوارع المحافظة.

وفي الفيوم خلت الشوارع من المارة بنسبة كبيرة تجاوبا مع دعوة الإضراب، وخوفا من الانتشار الأمني الكثيف في شوارع المحافظة، فيما انتظمت الغالبية العظمى من الموظفين في الحضور إلى العمل بعد تحذيرات سابقة بعدم الغياب، و إلا سيتم تحويل المتغيبين إلى الشئون القانونية.

مدن القناة

تحولت مدينة السويس إلى ما يشبه المدينة المهجورة، وسيطرت عليها حالة من الهدوء حيث أعلن بعض أصحاب المحلات المشاركة في الإضراب، وامتنعوا عن فتح محالهم التجارية، حيث تم إغلاق 100 محل منذ صباح اليوم، من ناحية أخرى امتنع عدد كبير من طلبة الأخوان المسلمين عن الذهاب للكلية، معلنين مشاركتهم الكاملة في يوم الغضب، ووصلت نسبة الغياب إلى 40%، في حين رفض العديد من طلبة كلية التجارة حضور المحاضرات مطالبين بتخفيض مصاريف الكلية وخفض أسعار الكتب، حيث بلغ أسعار بعض الكتب أكثر من 40 جنيه للكتاب.

وشهدت الإسماعيلية صباحا نشاط مكثف لسيارات الأمن والمرور في شوارع المحافظة وداخل المواقف لمنع أية محاولات من السائقين للامتناع والإضراب عن العمل. بينما توجه عدد كبير من أعضاء حركه كفاية بالإسماعيلية بقيادة إبراهيم الكومي وحسام رضا وسعاد حمودة، منسقي الحركة بالاسماعيلية، إلى القاهرة للانضمام إلى إضراب 6 أبريل، وقالت سعاد حمودة الناشطة السياسة وعضو حركة كفاية بالإسماعيلية أنهم توجهوا إلى القاهرة بسبب التهديدات والملاحقات الأمنية لهم بالاسماعيلية، وتحذيرهم من إعلان أو الدعوة إلى الإضراب، وقالت أنها بالرغم من ذلك قامت بوضع لافتة “إضراب 6 أبريل يوم الغضب الشعبي.. عاوزين حقنا يا ظلمة بعتوا البلد للصهاينة”، وأنها أغلقت الصيدلية الخاصة بها.

وفي بورسعيد ووسط حصار أمني أعلن أعضاء حزب الغد منفردين التفاعل الميداني مع الحركة ومطالبها وتجمعوا في مقر الغد ببورسعيد، وأعلنوا اعتصامهم بالمقر منذ مساء 5 أبريل.

وقال إسلام ناجي منسق 6 أبريل ببورسعيد من داخل محبسه بقسم شرطة العرب، أن النيابة العامة وجهت إليه تهم تكدير الأمن العام، والحض على كراهية النظام، وقلب نظام الحكم وتلويث البيئة.

المنوفية

شهدت محافظة المنوفية، منذ فجر اليوم الإثنين 6 أبريل، حصارا أمنيا مشددا، وانتشرت أعداد كبيرة من عربات الأمن المركزي وسيارات الشرطة، كما تم تشديد الرقابة على كل المنافذ بمداخل ومخارج المدن، وعمل أكمنة ثابتة ومتحركة، شارك فيها عدد كبير من ضباط الأمن، وتم تفتيش السيارات القادمة من وإلى المدن من القرى المختلفة، وتم حصار معظم ميادين مدينة شبين الكوم، والتي تم الإعلان مسبقا عن تنظيم احتجاجات بها من جانب الأحزاب والقوى السياسية والنقابات، وحركتي كفاية و6 أبريل بالمنوفية، وقد تم حصار ميدان شرف، أكبر ميادين شبين الكوم، وشهد ديوان عام المحافظة تواجد أمني مكثف، وكذلك محكمة شبين الكوم، بعدما أعلن المحامون بالمنوفية عن تنظيم احتجاجات على سلم المحكمة، وكذلك شهد مجمع الكليات النظرية، ومصنع غزل شبين الكوم، وعدد من الإدارات التعليمية بالمحافظة حصارا أمنيا شديدا، وظهرت كالمعتاد أعداد كبيرة من البلطجية والمسجلين بجوار قوات الأمن تحسبا لأية مظاهرات أو تجمعات.

وعلى جانب آخر اعتقلت قوات الأمن، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، ممدوح النظامي منسق حركة كفاية بالمنوفية، بتهمة توزيع بيان يحرض على الإضراب، بعدما أعلن عن اشتراك الحركة في الاحتجاجات.

المحلة

شهدت المحلة، بعكس العام الماضي، هدوءا نسبيا هذا اليوم، حيث لم يغلق سوى عدد محدود من المحلات، وأكدت مصادر في المصالح الحكومية المختلفة أن نسبة الغياب لم تتجاوز الـ10%، خاصة مع التهديدات التي تلقاها الموظفون، في حين وصلت نسبة الغياب في المدارس نحو الـ70%، وظهرت الشوارع مزدحمة وقت الذروة كالعادة، أما عن التواجد الأمني فقد انسحبت القوات الأمنية من شوارع المحلة، وعسكرت داخل المدينة العمالية الأولى «المستعمرة»، ومدرسة مبارك كول، مع نشر عناصر أمنية ترتدى ملابس مدنية بشوارع المحلة انتشرت بالميادين والمقاهي والمناطق الشعبية، بالإضافة إلى سيارات الشرطة التي جابت الشوارع، في حين تجمع عشرات المواطنين بشارع العباسي القديم أمام كاميرا أحد الفضائيات، مما أثار المخاوف الأمنية من انفجار الوضع فقاموا بالقبض واحتجاز طاقم الفريق ومصادرة الكاميرات، كما فُرضت الأكمنة المروية على مداخل ومخارج المحلة من اتجاهات مدن وقرى طنطا وسمنود وقطور وزفتى.