برنامجي للتغيير
كلمة لابد منها
نواب مجلس الشعب في مصر أنواع. هناك “النائب النائم”، و”النائب الصامت”، و”نائب القروض”، و”نائب سميحة”، و”نائب المخدرات”. هناك أيضا النائب المختفي الذي يظهر بكثافة أثناء حملة الانتخابات ثم يختفي بعدها ليظهر – إن شاء الله – بعد خمس سنوات. هناك كذلك النائب المحتفي – بالحاء – الذي يحتفي بالسلطة مهما فعلت، حتى لو عذبت الآلاف في المعتقلات أو لو تحالفت مع إسرائيل وباعت لها الغاز والبترول.
وفي تقسيم آخر، هناك نائب رجال الأعمال الذي يستخدم المجلس كسلم يصعد عليه إلى رجال السلطة ليتمكن من عقد الصفقات ونهب الأموال. وهناك نائب لجنة السياسات الذي يمرر في المجلس ما اتفقت عليه شلة الحكام ورجال الأعمال. وهناك نائب الحزب الوطني المطيع الذي يؤمن أن مصر بدون مبارك ولا حاجة وأن السلطة – كالزبون – دائما على حق.
من سأكون أنا من بين هؤلاء إذا دخلت “المجلس الموقر”؟
أنا بالطبع، وبالقطع، أرفض أن أكون نائبا للمخدرات أو للقروض أو لرجال الأعمال أو للجنة السياسيات. هدفي أن أكون “نائبا للشعب”. أحلم أن أحمل هذا اللقب فعلا لا قولا. حاسبوني إن أخطأت أو إذا لم أنفذ ما أقوله. ولكن أنا أتعهد أن أكون واحد من الحفنة القليلة من النواب الذين ينوبون فعلا عن الشعب ويدافعون عن مصالحه.
كنائب للشعب سأقف ضد خصخصة المصانع والخدمات العامة؛ سأطالب بتوظيف كل العاطلين؛ سأطالب بأجر عادل للعمال وبإيجار عادل للمساكن والمحلات والأراضي الزراعية؛ سأطالب بعودة الدعم وبضبط الأسعار؛ وسأطالب بتعليم مجاني وبخدمات صحية مجانية.
كنائب للشعب سأطالب بالحرية والديمقراطية؛ سأطالب بانتخابات حرة نزيهة تحت إشراف قضائي كامل؛ سأناضل من أجل حرية تكوين الأحزاب والنقابات؛ سأكافح من أجل ضمان كل الحريات للشعب؛ سأطالب بقوانين تجرّم التعذيب في أقسام الشرطة وبالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين؛ وسأقف مع حقوق الأقباط والنساء وكل المضطهدين؛ كنائب للشعب سأقف ضد التطبيع مع إسرائيل؛ وسأقف ضد الهيمنة الأمريكية ومع المقاومة الفلسطينية والعراقية والأفغانية.
برنامجي في سطور العدل
غير مقبول أن يعود مجتمع النصف في المائة الذي كان سائدا قبل ثورة يوليو. لن نسمح بأن ينهبنا وينهب قوت أولادنا حفنة من اللصوص. التوزيع العادل للثروة هو هدفي. أولا اللصوص والفاسدون والمفسدون لابد أن يحاكموا ويوضعوا في السجون. ثانيا لابد من مواجهة البطالة من خلال خطة استثمار هدفها تشغيل كل العاطلين. ثالثا لابد من إيقاف برنامج الخصخصة وضخ الأموال في القطاع العام، بل وإعادة تأميم المصانع المعطّلة والمفلسة والاحتكارية، ولابد من إدارة المصانع والشركات العامة إدارة شعبية ديمقراطية تحقق مصالح جموع العمال. رابعا لابد من إعطاء الأرض لمن يفلحونها من خلال إصلاح زراعي جديد يوقف طرد الفلاحين من الأرض ويدعم فقراءهم. خامسا لابد من رفع الضرائب على الأغنياء. البليونيرات لابد أن يدفعوا، والكادحين من حقهم أن يستفيدوا. سادسا لابد أن يعود الدعم وُتفرض تسعيرة جبرية على السلع الأساسية. سابعا لابد أن يتوفر – من خلال سياسات الدولة – أجر عادل متناسب مع الأسعار لكل عامل، ومعاش مناسب لكل مسن، وتأمين صحي شامل لكل مواطن، وتعليم مجاني لكل طالب علم، ومسكن مناسب لكل أسرة.
هدفي إعادة الثروة لأصحابها من العمال والفلاحين والموظفين والتجار الصغار والعاطلين.
الحرية
في بلدنا من يقول “لا” يوضع في المعتقل. في بلدنا العامل ليست لديه قدرة على الدفاع عن مصالحه، والفلاح يُطرد من الأرض بدون أن يسمع أحد شكواه، والشباب عاطل ولا أحد يلتفت لمطالبه. الحرية بالنسبة لي هي الوسيلة التي ستمكن العامل والفلاح والعاطل والمظلوم من إسماع صوتهم ومن إعلان رأيهم ومن الدفاع عن مصالحهم. الحرية هي أن تكون للعامل نقابة مستقلة، وللفلاح اتحاد حر، وللعاطل جماعة قوية. الحرية هي أن تصبح الشرطة فعلا في خدمة الشعب وأن يُسجن كل ضابط ساهم أو يساهم في تعذيب أو قهر واحد من أبناء شعبنا. الحرية هي أن يُلغى قانون الطوارئ وتُطلق حرية تكوين الأحزاب. الحرية أن يُمنح أبناء شعبنا حرية إصدار الصحف والتعبير عن الرأي. الحرية أن تكون الانتخابات نزيهة بدون تزوير وتحت إشراف قضاء مستقل. الحرية أن يحق للشعب أن يحاكم رئيس الجمهورية على جرائمه بحق الشعب وأن يُنتخب انتخابا حرا وأن يخضع للرقابة وألا يحق له ترشيح نفسه أكثر من مرتين. الحرية أن تتحول مصر إلى النظام البرلماني بحيث تكون للحكومة المشكلة من حزب الأغلبية البرلمانية كل السلطة في حين تكون رئاسة الدولة منصبا شرفيا. الحرية أن يُنتخب كل مسئول من العمدة إلى عميد الكلية إلى المحافظ إلى رئيس الحي. الحرية أن تُصفى كل مراكز القوى وأن تنتهي سيطرة رجال الأعمال على السلطة.
هدفي هو أن يحكم شعبنا نفسه بنفسه بواسطة مجالس شعبية حقيقية تعبر عن مصالحه. المساواة
كل المواطنين متساوين. القبطي والمسلم سواء. المرأة والرجل سواء. لا أحد فوق القانون. ولا قانون يميز بين مصري وآخر. أنا مع دولة للمواطنين المتساوين. دولة تحمي حق الجميع في الوجود وفي التعبير عن أنفسهم. دولة لا توزع فيها الحصص أو الأنصبة وفقا للجنس أو اللون أو الدين، وإنما وفقا لمبادئ العدل والمساواة.
هدفي هو أن يصبح الجميع متساوين وأن نقضي على كل أشكال الاضطهاد في مجتمعنا ضد أمريكا.. ضد إسرائيل
أمريكا وإسرائيل عدوتان. أمريكا تحتل العراق وأفغانستان وتنهب شعوب العالم الفقيرة. وإسرائيل تحتل فلسطين وتقتل أبناءها. الدولتان متحالفتان على نهب شعوب العالم. الدولتان متحالفتان على ضرب حركات التحرر. وعلى دعم حفنة اللصوص الذين يحكمونا. والنضال ضدهما فرض علينا حتى نتحرر من الهيمنة والاستعمار ومن النهب والإفقار.
هدفي هو النضال ضد العربدة الصهيونية والاستعمار الأمريكي ودعم المقاومة في فلسطين والعراق. التغيير بيد الجماهير
نضال الجماهير هو الطريق إلى التغيير. نضال الجماهير هو الضامن أن يكون البرلمان صوتا للشعب. فلأن نضال أصحاب الحقوق هو الطريق إلى انتزاع الحقوق، فإن نائب الشعب الحقيقي هو ذلك الذي يدعم الكفاح الجماهيري المستقل. فالحقوق تُنتزع ولا تُستجدى. والبرلمان فقط عامل مساعد. البرلمان يخدمنا إذا ما استطعنا من خلاله أن نكشف للجماهير فساد النظام، وأن نرفع صوتنا عاليا ضد الظلم والظالمين، وأن نقوم بتعبئة الناس للكفاح من أجل العدل والحرية.
هدفي هو إعلاء صوت الكادحين، وكفاح الكادحين، من تحت قبة البرلمان.
وأخيرا.. أصحاب السلطة من الفاسدين والظلمة لن يرحلوا بسهولة. دون نضال طويل وشاق. أنا مستعد لهذا النضال. فقط ضعوا أيديكم في يدي وهيا بنا نخوض المعركة الطويل.
مرشح التغيير – المناضل الاشتراكي كمال خليل انتخابات مجلس الشعب ـ دائرة إمبابة – فئات ـ أكتوبر/نوفمبر 2005