تؤكد على أنها "سمحت" وبشكل "مؤقت"
“إذن” إسرائيل.. شرط دخول القوات المصرية أراضيها

على خلفية ما اعتبرته إسرائيل “فوضى” في سيناء، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال جولة قام بها على الحدود يوم الثلاثاء 23 يوليو أن إسرائيل “سمحت” لمصر بإدخال كتيبتي مشاة من أجل مطاردة الجماعات الإرهابية.
ويأتي هذا التصريح بعد أسبوع من تصريح مشابه، وقد جاء خلال جولة تفقد خلالها وزير الدفاع، بصحبة قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، منظومة الصواريخ “القبة الحديدية” التي تم نشرها في إيلات. وقد شددت الصحف الإسرائيلية على الصيغة الحرفية لتصريح يعلون بأن إسر ائيل “سمحت” لمصر بإدخال قوات “مؤقتاً” برغم “مخالفة ذلك لاتفاقية السلام”.
يعود بنا ذلك مجدداً للحديث عن كامب ديفيد سيئة الصيت. فعندما أعلن السادات وقف إطلاق النار (28 أكتوبر 1973)، كان في سيناء 80 ألف جندي، وألف دبابة، لكنه أمر بإعادة 90% منها إلى الضفة الغربية، وقد أصر الإسرائيليون على عقد أولى لقاءات التفاوض في الكيلو 101 طريق السويس – القاهرة. وفي النهاية قسمت معاهدة كامب ديفيد، التي مررها السادات بألاعيب مفضوحة، خريطة سيناء إلى ثلاثة شرائح طولية:
- منطقة (أ) المحصورة بين قناة السويس والخط 58 كم، وغير مسموح لمصر بوجود أكثر من فرقة مشاة – ميكانيكي واحدة، بل وتحديد مكوناتها، حيث لا يجب أن تزيد عن 22 ألف جندي مشاة و230 دبابة و126 مدفع ميداني و126 مدفع 37مم مضاد للطائرات و480 مركبة.
- منطقة (ب) تقع شرق المنطقة (أ) بعرض 109 كم. غير مسموح لمصر فيها بأكثر من 4000 من حرس الحدود بسلاح خفيف.
- منطقة (ج) تقع شرق المنطقة (ب) بعرض 33 كم وتنتهي عند الحدود الغربية بين مصر وفلسطين المحتلة. وتسمح فيها المعاهدة بوجود “شرطة” مصرية، وغير مسموح نهائياً بوجود أي فرد من القوات المسلحة المصرية.
ولم تنص المعاهدة على مناطق موازية على الجانب الإسرائيلي، وبقيت التحرشات الاسرائيلية بالحدود غير معلنة في زمن مبارك، ولذلك لم تكن اعتداءات إسرائيل على الجنود المصريين في أغسطس2011، إلا استفزازاً متجدداً.
ولم تسمح إسرائيل بإدخال ولو جندي واحد فوق ما نصت عليه المعاهدة، إلا لحماية مبارك، حيث “سمحت” للمجلس العسكري، بإدخال ما لا يقل عن سبعة آلاف عسكري لحماية مبارك في منتجعه بشرم الشيخ بعد التنحي.
وقد أصبحت كامب ديفيد معاهدة “فوق دستورية”، ارتبطت بالمعونة الأمريكية التي أوجدت حفنة من رجال الأعمال المسيطرين على الاقتصاد، ولا يجرؤ أحد على المساس بها، وقبولها شرط الاقتراب من القصر؛ فبعد العسكر، جاء الإخوان وقد ألقوا بكل الجعجعة والشعارات عن تحرير الاقصى في سلة المهملات، وزادوا الطين بلة بالتواطؤ مع الجماعات المسلحة في سيناء، فقط لحماية وجودهم.
تقع سيناء الآن فريسة سهلة، وقد شلت المعاهدة المشئومة إرادتها وانتهكت سيادة مصر عليها، بينما ترتكب الجماعات الإرهابية، التي لم تتجرأ على إطلاق رصاصة لتحرير فلسطين، جرائمها دعماً لجماعة الإخوان.
الأولى هو النضال من أجل إعادة السيادة الوطنية الكاملة عليها، وإدماجها دمجاً حقيقياً في خريطة البلاد المستقبلية، وهو ليس بمستحيل.