أحمد شفيق رمز للفساد.. علينــا إسقاطه

تتعالى الأصوات الغاضبة المطالبة بإسقاط رئيس الوزراء “أحمد شفيق” وحكومته وفي المقابل يتردد سؤال لماذا؟ لما الإصرار على إسقاط شفيق إذا كان الأمر لن يتعدى عدة أشهر حتى إن المجلس العسكري وعد الجماهير أن حكومة شفيق لن تشرف على الإنتخابات القادمة، الحقيقة أن حكومة شفيق ليست حكومة لتسيير الأعمال إنها حكومة لتهريب الأموال وإلا فاليفسر لنا أحداً لما وقع إختيار الطاغية المخلوع مبارك عليه لرئاسة الوزارة في وقت حرج مثل الذي كان يمر به إلا إذا كان ضامناً لولاءه، إن وجود شفيق في رئاسة الوزراء أتاح لمبارك الفرصة لتهريب ما تبقى من أموال والتخلص من مستندات من شأنها فضح الكثير من خفايا النظام داخلياً وخارجياُ.
لقد ظهر شفيق على شاشات التلفزيون قبل رحيل الطاغية المخلوع معادياً للثورة وموكداً على عدم رحيله، واصفاً مطالبة الثوار للرئيس بالتنحي بالأمر غير المقبول، كيف إذاً يتحول رجل الرئيس المخلص إلى الرجل المسئول عن التغيير الآن، والمسئول عن تنفيذ مطالب الثوار، الثوار الذين سبق وأن سخر منهم ومن ثورتهم، بل وتشير أصابع الاتهام إليه بالمشاركة في إرسال البلطجية يوم الأربعاء الثاني من فبراير (والمعروف بموقعة الجمل) بالتعاون مع أعضاء مجلس الشعب للهجوم على الثوار في ميدان التحرير فقتل منهم العديد على يد البلطجية والقناصة، هل هذا هو الرجل المؤتمن الآن على الثورة ومطالبها.
الحقيقة إن الذي يفعله شفيق الآن هو إعادة لتنظيم نظام مبارك بشكل جديد، شكلاً لن ينخدع به الثوار، في ظل شفيق لازالت كوادر الحزب الوطني القديمة تعمل على إعادة تنظيم صفوف الحزب وبناءه من جديد، كيف لم يتم حل هذا الحزب بعد ما ثبت من تورط لكوادره الصغيرة والكبيرة في أعمال فساد وبلطجة وأبرزها إنتخابات مجلس الشعب السابقة، إلى الآن وزير الخارجية في حكومة شفيق هو الوزير المباركي “أبو الغيط” الذي حاول تشويه الثورة المصرية مدعياً أن الثوار قلة مندسة ممولة من الخارج مرة من إيران وأخرى من حماس.
ودعونا ننظر لاختيارات شفيق للوزراء الجدد وزير الداخلية “محمود وجدي” المعروف بمهندس التعذيب في معتقلات الداخلية يظهر على شاشات التلفزيون بعد أيام من توليه الوزارة مؤكداً على براءة الشرطة من دم الشهداء واصفاً ما قاموا به من قتل عمد للمتظاهرين بالدفاع عن النفس، ها نحن نرى أحد رجاله وهو مدير أمن دمنهور وهو يصف الضباط بأسياد الشعب ويتوعدنا بالمحاسبة وقطع اليد لمن “تجرأ على سيده” على حد قوله ثم نجد وزير الداخلية يكتفي بنقله، دون محاسبة أو عقاب مما يؤكد بقاء النظام كسابق عهده وإصرار جهاز الشرطة وأمن الدولة على مواصلة أساليبهم القمعية في التعامل مع المواطنين. ما معنى أن يختار “ممدوح مرعي” وزيراً للعدل وهو المعروف بأنه أخفى ملفات فساد كثيرة كانت تطول مسئولين في النظام السابق، حتى أنه أصدر أوامره بوقف التحقيقات في بعض قضايا الفساد مما دفع حوالي 56 قاضي من القضاة الشرفاء للتقدم ببلاغ ضده إلى النائب العام، ما معنى ان يقع اختياره على “محمود لطيف” العضو السابق في مجلس إدارة الشركة المسئولة عن تصدير الغاز للكيان الصهيوني ليصبح وزيراً للبترول.ما معنى ان يظل رجال محسوبين على النظام السابق وكانوا من أبرز فاسديه أمثال صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي، لازالوا بعيداً عن طائلة القانون ولم يخضعوا للمحاسبة، وكل هذا معناه يظهر بوضوح وهو إعاده تشكيل نظام مبارك والمحافظة على كل مكتسبات رجاله الفاسدين بوجوه جديدة لخداع الجماهير.
إن دعاوي مثل كفاءة رئيس الوزراء في إدارة شركة “مصر للطيران” لن تخدعنا أيضاً وإلا فاليحكم العالم رؤساء شركات الطيران الأول في العالم، لن نتحدث عن فساد أزكمت رائحته الأنوف، عن التورط في استغلال النفوذ والمحسوبية، عن صداقة مشبوهة بعائلة الرئيس المخلوع حتى أن شفيق كان من مهندسي مخطط التوريث.
ولكن لا يزال يؤكد شفيق لنا كل يوم أنه التلميذ النجيب لرئيسه المخلوع الذي أقسم أمامه يمين الولاء، ويعطينا كل يوم سبباً جديداً يعزز من إصرارنا على إسقاطه.
إن جماهير الشعب المصري التي انتفضت وأسقطت مبارك، هي التي تطالب الآن بإسقاط شفيق وحكومته، الجماهير لا تطلب من المجلس العسكري، الجماهير تطالب باسم الشرعية الثورية، الشرعية الثورية التي فرضتها الثورة والتي فرضها مئات القتلى وآلاف المصابين والمفقودين، وحين تطالب الشرعية الثورية على الجميع الانصياع.