بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

كشف حساب 2006

يناير حماس.. المقاومة ليست للمساومة

في 26 يناير، فازت “حماس” باكتساح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، فيما اعتبر زلزالا سياسيا. ومنذ ذلك التاريخ، وقد بدأ تنفيذ مخطط من ثلاث محاور لـتركيع “حماس”: الأول هو سلاح “التجويع”، والثاني معركة لتكسير العظام راح ضحيتها 300 قتيل و4500 مصاب في غزة وحدها. وكان إطلاق شبح الحرب الأهلية هو المحور الأخير. وقد يتصور محمود عباس، أنه بمطالبته بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، قد حسم صراع الداخل لصالحه، إلا أن “حماس” بدعوتها لأنصارها للخروج للشارع للاعتراض على هذا القرار، قد أكدت مرة أخرى أن الكلمة الأخيرة ستكون للجماهير.

فبراير كارثة العبارة.. جشع الأرباح وقتل الفقراء

في يوم 3 فبراير، التهم البحر الأحمر “السلام 98” و1414 راكبا، في أكبر كارثة نقل في التاريخ المصري. إذا أمعنا النظر في كون العبارة قديمة، بلا تجهيزات، هاربة من معايير الجودة، مملوكة لشركة لها باع في إغراق السفن، سنجد أن كل هذه التفاصيل لم تكن لتجتمع إلا في حالة واحدة هي: فقر ركاب العبارة. فصناعة النقل عبر البحر الأحمر، تحقق أرباحها من احتياج من تركوا النجوع بحثا عن فرصة عمل في الخليج، إلى وسيلة نقل رخيصة. وفقر هؤلاء يفسر تطورات الأحداث بعد غرق العبارة: قمع أهالي الضحايا.. التسويف في صرف التعويضات.. هروب مالك العبارة، وببراءته من دم الضحايا!

مارس أنفلونزا الطيور.. موت وخراب ديار

في 17 مارس، توفيت آمال أول ضحية لأنفلونزا الطيور. أو هي الضحية الأولى التي تم الإعلان عنها، فالحكومة تعاملت مع مسألة عدد المصابين بتعتيم رهيب. لكن الطيور عاندت الحكومة وبدأت في النفوق بشكل جماعي. فكان القمع هو نصيب الفقراء الذين لا يجدون حلا لنقص البروتين، ومصدرا للدخل، سوى بتربية الدواجن. ثم جاء قرار منع بيع الدواجن ليدمر قطاع الدواجن وليشريد 4 ملايين عامل. كما اتضح مع استمرار سقوط ضحايا للمرض حتى يومنا هذا، أن الحكومة ليس لديها أدنى استعداد للقيام بإجراءات جادة لمواجهته. خاصة وأنه مرض لا يصيب إلا الفقراء.

أبريل أسبوع الآلام بدأ مبكرا في الإسكندرية

في 14 إبريل، وقع اعتداء على ثلاث كنائس في الإسكندرية، أسفر عن مقتل أحد الأقباط الذين كانوا يحتفلون بانتهاء الصوم وجرح آخرين. الاعتداء قام به، وفق رواية وزارة الداخلية، مختل عقليا، نفذ الحادث على طريقة الكاوبوى الأمريكي، دون أن يعترضه أحد من المارة أو ترصده أعين رجال الأمن! جنازة ضحية الحادث تحولت إلى مظاهرة تطالب بذكر الجاني الحقيقي وبعدم اضطهاد الأقباط. ولكن الاضطهاد لم يتوقف وأصبحت سيدي بشر منطقة حرب أهلية، اقتصر دور الأمن فيها على اعتقال عدد كبير من الأقباط والمسلمين، قرروا مواجهة بعضهم البعض بدلا من مواجهة من يضطهدهم جميعا!

مايو حركة القضاة.. جزء من ورطة النظام والمعارضة

في 18 مايو، صدر حكم مجلس الصلاحية ببراءة مكي وبتوجيه اللوم للبسطويسي. جاء الحكم بعد معركة طويلة، بدأت عندما أعلن القضاة عن اعتصام مفتوح ودعوا قوى الشعب لدعم مطالبهم. وكانت الاستجابة لدعوة القضاة قوية. فلأول مرة منذ سنوات تمت عملية تنسيق واسعة النطاق بين كافة القوى السياسية. ولكن ولأن هذه المعركة كانت تهدد “شرعية” النظام مباشرة، جاء رد فعله قويا هو الآخر، فتم اعتقال ما يقترب من 800 من كافة القوى المعارضة . الأيام التالية أوضحت حدود هذه المعركة. فالقضاة، كغيرهم، من الممكن أن يقوموا بدور المفجر لحركة أوسع. ولكن ما لم تتسع هذه الحركة لتضم أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير، فقل على التغيير يا رحمن يا رحيم!

يونيو مات الزرقاوي.. وبقيت المقاومة العراقية

في 7 يونيو، تم الإعلان عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي. بعد غزو العراق، تحول الزرقاوي إلى أسطورة تجمع ما بين القدرات الخارقة والشر المطلق. فقد أصبح، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، مسئولا عن أكثر من 25 عملية “إرهابية” ناجحة في العراق، وهو القيادة الفعلية لـ”المتمردين السنيين”، والسبب الرئيسي وراء الفتنة الطائفية المندلعة اليوم بأرض الرافدين. لكن بعد أن تخلصت الولايات المتحدة من الزرقاوي، لم يتوقف العنف ولا الفوضى ولا الطائفية في العراق. لأن سبب كل هذا ببساطة هو الاحتلال نفسه. وطالما بقي الاحتلال سيبقى “العنف”، أو بتعبير أدق ستبقى المقاومة.

يوليو دموع صاحبة الجلالة

في 10 يوليو، أقر تعديلا قانونيا يشدد عقوبة الغرامة في قضايا السب والقذف بطريق النشر ويلغي عقوبة الحبس. لكن التعديل استحدث عقوبة الحبس على نشر صور خادشة للحياء. وأبقى على المواد القائمة في قانون العقوبات التي تجيز الحبس في حالة التعرض للحياة الخاصة “للمواطنين” أو المسلك الخاص للموظفين العموميين، وتلك التي تجيز الحبس لإهانة رؤساء وملوك الدول الأجنبية. استطاع النظام تمرير هذا القانون، الذي يبقي على سيطرته على الصحافة، ذلك أن رد فعل الجماعة الصحفية كان متواضعا، كما أنها لم تستطع وضع مطالبها على جدول أعمال حركة التغيير، بل أن تيارا ساد بينها بعدم التورط في مساندة حركات التغيير حتى لا يتم استعداء النظام!

أغسطس النصر للمقاومة.. النصر لحزب الله

في 14 أغسطس، خرج علينا بوش ليؤكد أن “إسرائيل هزمت حزب الله في حرب لبنان!”، في إشارة للقرار 1701 الذي يفرض انسحاب الحزب من الجنوب اللبناني، ويحمله مسئولية الحرب، ولا يشير إلى جرائم إسرائيل خلالها. لكن بمنأى عن هذا القرار الظالم، كان الواقع يؤكد حقيقة مختلفة؛ كان يؤكد خروج حزب الله من الحرب أقوى مما كان، وخروج إسرائيل بخسائر غير مسبوقة وبإضعاف للهيبة قلما حدث. لم ينتصر حزب الله خلال الحرب على إسرائيل وأمريكا فقط، ولكنه انتصر أيضا على الأنظمة العربية التي لا تعرف سوى الخضوع. والآن هو يواجه تحالف 14 آذار بضراوة. فالصراع ضد العدو في الخارج لم يكن ليحسم دون حسم الصراع ضد العدو في الداخل.

سبتمبر حوادث قطارات بالجملة

في 22 سبتمبر، تصام قطار بشاحنة شمال القاهرة. وفي الخامس من نفس الشهر تصادم قطاري بضائع وركاب بمنطقة “تل اليهودية” بين محطتى “الشوبك” و”أبو زعبل”، وذلك قبل مرور 14 يوما على كارثة تصادم قطاري الركاب فى قليوب، لتتفجر أزمة السكك الحديدية في مصر بعد أن ظلت كامنة على مدى أربع سنوات منذ كارثة قطار الصعيد المفجعة. الحكومة حاولت استغلال الأزمة صنيعتها لتدفع بخطط خصخصة تضمن المزيد من الأرباح لرجال الأعمال على حساب المستهلكين. والمعركة ضد هذه الخطط، هي معركة كل كادحي مصر، بدءا من الـ70 ألف عامل بهيئة السكك الحديدية، إلى كل طالب فقير وعامل وموظف تنقله القطارات يوميا.

أكتوبر سعار العيد

في أول أيام العيد، تحرش جمع من الشباب بالنساء، في وسط القاهرة. حدث هذا بعد أيام من اكتشاف أن مياه الشرب اختلطت بمياه المجارى في عدة محافظات، مما أدى إلى دخول عشرات إلى المستشفيات ووفاة بعضهم. الواقعتين تؤكدان أن نظام مبارك قد أدى إلى هبوط نسبة لا يستهان بها من المصريين إلى ما يكاد يشبه منزلة الحيوانات. فهؤلاء شباب ليس لديهم ما يفقدونه: لا أسرة ولا وظيفة ولا مال. ولا أمل لهم فى الحصول على أى شيء من هذا. بينما تحتكر فئة محظوظة الأكل والشرب والأفراح والإعلام، الذي تجاهل ما حدث حتى تناقلت الدنيا كلها الخبر. والداخلية من جانبها أكدت أنها لم تتلق أي بلاغات، وتستنتج من ذلك أن أحداث العيد.. لم تحدث!

نوفمبر في الجامعة والمصنع.. تصميم على التغيير

في 8 نوفمبر، جرت الانتخابات الطلابية، متزامنة مع الانتخابات العمالية. وفي الحالتين كانت هناك عوامل متعددة مشتركة. ابتداءا من التضييق في الترشيح على كافة مرشحي المعارضة خاصة مرشحي الإخوان، نهاية بتزوير نتائج الانتخابات. كانت الاحتجاجات على مسار الطلاب أعلى من كل عام. لكن الأهم هذه المرة هو التطور الذي يشهده الاتحاد الطلابي الحر وهو الاتحاد الموازي الذي يتمتع بتأييد الإخوان واليسار ويبدو أنه صار يجذب المزيد من الطلاب العاديين. وعلى الجانب العمالي فإن تصاعد النضالات يبشر بـ”شتاء عمالي ساخن”. هذا التصاعد يمكن أن يشكل بداية للدفع في طريق انتزاع العمال لتنظيماتهم العمالية الحرة التي تدافع بحق عن مصالحهم وإرادتهم.

ديسمبر انتصار عمال المحلة