كتاب إنجازات «مرسي»: 282 حالة تعذيب.. 161 قتيل.. 3460 معتقل سياسي

إنجازات “مرسي”: 282 حالة تعذيب.. 161 قتيل.. و3460 معتقل
ماذا يقول الرئيس الملتحي والذي يشبهه مريدوه بالخلفاء الراشدين، بشأن أكثر من مائتي قتيل؟
ماذا يقول الإخوان الذين أصدعوا رؤوسنا تباكياً على تاريخ تعذيب آبائهم المؤسسين في الستينات- وما أدراك ما الستينات – بشأن 3460 معتقل؟ وكيف يستطيع مرسي أن يمارس كل هذا الكذب والتدليس حينما يقول في خطابه الأربعاء 26 يونيو أن لا وجود للمعتقلين السياسيين في مصر اليوم؟
رصد مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، أن نصف العام الأول من حكم السيد مرسي (30 يونيو 2012 – 31 ديسمبر 2012) قد شهد 77 حالة تعذيب و56 حالة قتل من جانب الأمن، بينما شهد أقل من نصف عام من 2013 (1 يناير 2013 – 31 مايو 2013) أربعة أضعاف الذين تعرضوا للتعذيب (282) وثلاثة أضعاف القتلى (161)، أي أن أهم إنجازات السيد الإخواني الرئيس في 11 شهراً فقط (359 حالة تعذيب) و(217 حالة قتل).
ولكن هؤلاء فقط من وردت عنهم معلومات في الصحافة، ولا أحد يعلم كم غيرهم تعرضوا للاعتقال أو التعذيب أو حتى القتل، ولم يسمع أحد صرخاتهم ولا بكاء أطفالهم وأقاربهم.
85 سلخانة، شملت أقسام ومراكز ونقط شرطة، ومقرات أمن الدولة، وسجون، ومعسكرات أمن مركزي وكمائن على الطرق، وسيارات الترحيلات، وحتى مقرات الأمن بالجامعات (عين شمس والقاهرة والنيل)، بل وحتى المحاكم ومنها دار القضاء العالي. ولم تتضمن القوائم كل حوادث الضرب والإصابة والسحل في الشوارع، وبالطبع لا تتضمن الإهانت والمعاملة المشبعة بالتشفي من جانب رجال الشرطة.
والأسماء هي هي
نفس السلخانات التي عاث فيها الجلادون في عصر مبارك تعذيباً وقتلاً، على رأسها قسم شرطة سيدي جابر، وقسم الأربعين الذي أحرقته جماهير السويس سخطاً وكراهية لتاريخه الدموي، وبقى خاوياً على عروشه لأكثر من عام، لم تلوث قدم شرطي أرض السويس.
شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً، في سيناء ومطروح، في الدلتا والصعيد.. ما لم تصله شبكات المرافق والخدمات، وصلته خدمة التعذيب أينما كان، فشركة المرعبين غير المحدودة متعطشة لصراخ المواطنين، رجالاً ونساءاً.. شباباً وشيوخاً وأطفالاً، حيث تعرض 383 طفل للاعتقال خلال شهرين في مطلع 2013.
لقد عاد – أو بمعنى أدق واصل – الجلادون أبناء عصر مبارك كل قذاراتهم في عهد الرئيس الشيخ ذو الكرامات والمريدين، هؤلاء المريدين الذين جمعوا الأضاحي البشرية من أبناء وطنهم فعذبوهم في سلخانة قطاع خاص في مسجد بلال بن رباح في المقطم، والقائد إبراهيم بالإسكندرية، وذبحوهم وفقأوا عيونهم أمام الاتحادية “دوار مولانا المرسي”.
فالشخص الذي وصل إلى القصر راكباً على الثورة، والذي يرتكب كل حماقاته باسم الثورة، احتفل بأول ذكرى للثورة في عهد معاليه بطريقة جديدة، حيث تم اعتقال 1250 متظاهر، حسب حملة “حقي يا دولة” خلال أسبوع الثورة المباركة (25يناير- 2 فبراير 2013) بينما أكدت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر أن عدد من تم اعتقالهم في عهد الرئيس محمد مرسي، وحتى نهاية مايو 2013، يصل إلي 3460 معتقلاً. بينما رصد مركز النديم 217 حالة قتل مباشر أو قتل من جراء التعذيب.
إلى هذا الحد بلغت وحشية الأمن في عهد نظام الإخوان، والأرقام مهما كانت مريعة، ومهما تصور ذهننا حجم الحالات التي تتعرض للتعذيب والقتل في الخفاء، كل هذا لا يصور كم الألم؛ فوراء كل “رقم” مما سبق أسرة تتألم وتتمزق، أطفال يبكون ويتيتمون أو يتشردون، أمهات كتب عليهن لبس السواد وكتمان النار في جوفهن، لأن “صوت المرأة عورة” في شرع النظام الجديد.
ولكن لا.. صوت المرأة ثورة.. وصوت الثورة ليس عورة.. بل العورة هي فيمن تباكوا على ما تعرضوا له من تعذيب بينما يعانقون الآن جلاديهم ويتكاتفون ضد المواطنين، الذين نسوا أو تناسوا أن شرارة الثورة اندلعت بسبب حادث تعذيب “خالد سعيد”.
جادل البعض حول مشاركة الفلول، أيتام وأرامل مبارك وخُدام العسكر، في هذا اليوم، وطالبنا بعدم رفضهم أو الهتاف ضدهم بزعم شق الصف.. سنقول له “نعم” لن نهتف ضدهم.. ولكن.. سنهتف ضد الجلادين من رجال مبارك ومرسي، سنهتف ضد الاعتقالات في عهد مبارك والعسكر ومرسي، سنطالب بحق كل من تأذى بأي شكل في سجون النظام سواء ارتدى بدلة أو زي عسكري أو جلباباً.
هذه هي الثورة وهذا هو مسارها، الذي سيفرز الصفوف ويطهرها..