البرمجيات الحرة.. هل تستحق الدعم؟

البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر هي نوع من البرمجيات يتيح للمستخدم التعرف على ما يسمى بـ“الشفرة المصدرية” للبرنامج واعطائه الحق فى تعديلها، وقبل أن تقرر دعم هذه البرمجيات أم لا يجب أن تعرف لماذا ظهر هذا النوع من البرمجيات؟
بدأت الفكره عندما وجد ريتشارد ستالمان، رائد البرمجيات الحرة، أن البرمجيات “مغلقة المصدر” تتحكم في المستخدم وكأنها تملكه وليس العكس وهذا الذي جعل ستالمان في عام 1983 يبدأ مشروعه المسمى بـ“جنو” الذي أراد به أن يظهر للعالم نوعاً جديداً من الحرية، هي حرية الحوسبة. وتكمن هذه الحرية في أن يكون للشخص الحق في تملك البرامج وتطويرها ونشرها، وأشار إلى تبعات وارتباط هذه المعركة من أجل “تحرير” البرمجيات وبين تحرير الحق في المعرفة وتمكين الإنسان من الاستفادة من الإنجازات العلمية بدون حكرها على النخبة والشركات الرأسمالية الاحتكارية.
لماذا يجب التخلي عن الأنظمة “مغلقة المصدر”؟
ببساطه لأنه بمجرد تثبيت هذه الأنظمة (مثل “ويندوز”) على حواسبنا وهواتفنا الذكية تصبح أجهزتنا وخصوصيتنا خارجة عن سيطرتنا كمستخدمين، إذ أن هذه الأنظمة تملك آليات وأبواب خلفية تتيح لها تعقب المستخدم. وهنا لا نتحدث عن أنظمة الكمبيوتر فقط، بل أيضاً عن أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، فنجد مثلاً فى نظام “آي أو إس” IOS الذي يعمل على أجهزة “آبل” مثل “الآي فون” أنه يعطي الحق للشركة في معرفة البرامج التي يعمل بها المستخدم بل ويمكنها أيضاً أن تحذف بعض البرنامج التي لا تساير رؤيتها الإقتصادية، أو بمعنى آخر البرامج التي لا تدفع مقابل أن يتم استخدامها، ونجد أيضاً جهاز “أمازون كيندل” الذى يعطي الحق لشركة أمازون معرفة الكتب التي تقرأها أو تشتريها.
لينكس:
هو النواة التي تبنى عليها الأنظمه مفتوحة المصدر مثل (أوبونتو، فيدورا).
وبعكس الأنظمة “مغلقة المصدر” أو “البرمجيات الاحتكارية” مثل “ويندوز”، بُني لينكس بشكل تعاونى بين مجموعة من مطوري البرمجيات، تلك الطريقة التي جعلت من لينكس النظام الأكثر تطوراً.
فنجد مثلاً أوبونتو، وهو النسخه الأكثر انتشاراً للينكس، تطرح تطويراً للنسخة كل ستة أشهر تقريباً بعكس الأنظمة الأخرى الاحتكارية مثل شركة مايكروسوفت التي أستغرقت لطرح النسخة السابعة من ويندوز 4 سنوات رغم استياء المستخدمين من النسخة التي سبقتها “فيستا”.
وهذا الشكل التعاوني الذى بنى وتطور به لينيكس يعكس مدى نجاح المشروعات التي تبنى على “التعاون” لا “التنافس”، وهو أسلوب للتفكير وللعمل يمثل نواةً لأسلوب عمل مجتمعنا الاشتراكي في المستقبل… كل فرد يستخدم لينيكس مطالب بنشره وتطويره، لأن الحرية التي تكتسبها من هذه الأنظمة لا يمكن أن تكون كاملة، إلا في سعي المجتمع كله لنيلها.
لماذا يجب أن نستخدم لينيكس؟
هنا يمكن أن نتكلم في محورين، الأول تقني، حيث أن لينيكس استطاع أن يشبع حاجات المستخدم مجانا بطريقة تحفظ أمنه وخصوصيته، ويكفى أن نقول أنه خالٍ ومؤمن من أي فيروسات.
المحور الآخر هو يرتبط بالشكل التعاوني المبني عليه لينكس، والذي يعكس إمكانية نجاح تجربة التعاونيات التي نسعى إليها وننادي بها ضمن تكتيتكات الثوار في الصراع الاجتماعي.
الأندرويد:
هو نظام تشغيل مفتوح المصدر يعتمد على نواة لينيكس ويعمل على أجهزة المحمول والأجهزة اللوحية، ويعد الأندرويد من أفضل أنظمة تشغيل المحمول وقدرت تقارير في عام 2012 أن كل 100 جهاز يعمل على نظام أندرويد مقابله 4 أجهزة تعمل على نظام ويندوز فون، ونجد أيضاً أن عدد النسخ المفعلة لنظام أندرويد قد وصل إلى 900 مليون نسخه بحسب ما خرج به مؤتمر Google I/O 2013 للمطورين .
وأوضح سندار بيتشاي رئيس قسم تطوير أندرويد وكروم في شركة جوجل، أن عدد النسخ المفعلة للأندرويد لليوم الواحد تصل لمليون نسخة، أي زادت نصف مليار نسخه تحديداً من المؤتمر الماضي.
وفى السنوات الأخيرة نجد الكثير من شركات أجهزة المحمول تعتمد على نظام أندرويد، وذلك لسهولة تطويره وملائمته لأجهزتهم وتصل سهولة ومرونة تطويره أن بعض المستخدمين يطوروا نسخاً للأندرويد بأنفسهم لتلائم احتياجتهم، وبالتالي نجد المئات من نسخ البرامج والتطبيقات المعدلة على الإنترنت.
المصادرالمفتوحة بديل ثوري:
استطاعت المصادر المفتوحة أن تطرح نفسها كبديلاً ثوريا لبعض المشاكل التي واجهت الحكومة مؤخرا.ً فنجد أن حكومة هشام قنديل قد أهدرت أكثر من 270 مليون جنيه مصري لتجديد تراخيص برامج وتطبيقات مايكروسوفت سيئة الجودة المستخدمة فى الهيئات الحكومية، وهنا يطرح السؤال لماذا لا تكون الأنظمه مفتوحة المصدر بديلاً لهذه التعاقدات فى ظل الأزمه الإقتصادية التي لا يفوت الرئيس مرسي مناسبة إلا ويتحدث عنها.
تجربة الجامعة الألمانية:
واجه طلاب الجامعة الألمانية بعض المشاكل مع مراكز الطباعة في الجامعة، كانت إحدى هذه المشاكل الفيروسات التي طالما أهدرت مجهود ساعات وساعات للطلبة في أجهزة الجامعة المتهالكة. وهنا كان نظام لينيكس هو البديل العملي والثوري لهذه المشكلة، فقام الطلبة بتوفير بعض الأجهزة التي تعمل به مما قضى على المشكلة. ونجحت التجربة في جذب قطاع من طلبة الجامعة لفكرة “التعاونيات”، ومدى فاعليتها في مواجهة الفشل الذي يشوب خدمات الجامعة.
كيف تدعم أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر؟
– إذا كنت مستخدم عادي، يمكنك إرسال آرائك ومقترحاتك لتحسين أداء هذه البرمجيات إلى بريد المطورين الخاص بالبرنامج.
– وإذا كنت مطور برمجيات يمكنك المساعدة في تطوير هذه البرمجيات أو إيجاد بديل للبرمجيات التي ليس لها بديل مفتوح المصدر. ويمكنك المساعدة حتى في ترجمة البرامج إلى اللغات الغير داعمة لها أو حتى تصميم شعارات وخلفيات.
بعض تطبيقات للأندرويد ننصح باستخدامها: لمستخدمي الأندرويد، يمكنكم الذهاب إلى Google Play وتحميل البرامج الآتية:
– Text Secure: يقوم بتشفير الرسائل النصية القصيرة (SMS) الصادرة من المرسل إلي المرسل إليه، والعكس. طالما الراسل والمرسل إليه يقومان بالتواصل عبر هذا التطبيق.
– Red Phone: يقوم بتشفير المكالمات التليفونية الصادرة من المتصل إلي المتصل به، والعكس. طالما المتصل والمتصل به لديهما تطبيق Red Phone ويقومان بإجراء المكالمة عبر التطبيق. (إجراء المكالمات تتم عن طريق الـ3G أو Wi-Fi).
– AVIRA: يمكن التحكم في هاتفك المحمول عن طريق الكمبيوتر في المنزل أو أي مكان إذا فقد أو صودر، فيمكن غلق لوحة المفاتيح أو محو البيانات أو تحديد الموقع الجغرافي للهاتف.