بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

المحمول في مواجهة ماسبيرو (2)

ذكر تقرير صادر عن رويترز الأحد 12 فبراير بأن عدد مستخدمي المحمول في مصر وصل إلى 81.7 مليون مصري. أي نتحدث عن حوالي 96٪ من المصريين يمتلكون أو يستخدمون المحمول، في بلد يقبع حوالي 40٪ من السكان تحت خط الفقر وحوالي 30٪ لا يقرأون أو يكتبون.

قفز إلى ذهني فور قراءة الخبر نظرية تروتسكي في “التطور الرأسمالي المركب واللا متكافئ”، ومصر مثال صارخ عليها. فتجد مصنع غزل ونسيج متطور على بعد خطوات من فلاح يزرع أرضه بالشادوف، تجد السيارة بجانب الحنطور في نفس الشارع، وعامل أمي لكنه يستعمل جهاز المحمول.

لا يعد الأمر مجرد تسلية نظرية نتحدث بها في الندوات، ولكن يجب أن تضع الحركة الاشتراكية نصب أعينها تلك التناقضات عند تحديد آفاق الحركة. فثورة الإتصالات تحتم على الحركة الأخذ بما هو حديث ومتوفر للوصول أفكارها ودعايتها لأكبر دائرة واسعة من الناس.

في 1917 كان كل مجلس عمالي في روسيا يتشاور مع آخر عن طريق ساعي بريد يحمل خطاب على حصان، وكانت أخبار الثورة تأخذ أحيانا أسابيع بل شهور للوصول إلى بعض مناطق روسيا مترامية الأطراف، وإلى باقي أنحاء العالم. وكان وصول تلك الأخبار عن إنتصارات العمال الروس حافزا قويا مشجعا للعمال في باقي أنحاء روسيا والعالم كي يتحركوا ويحذو حذو الثوار في موسكو وبتروجراد.

فما بالكم اليوم، ونحن نستطيع بث مظاهراتنا بثا حيا على الإنترنت وإرسال رسائل محمولة إلى دوائر أصدقائنا ومعارفنا، وتصوير الأحداث ورفعها إلى النت فورا على الشبكات الإجتماعية.

إنتشار المحمول وأدوات الإتصال بين عامة الشعب يصب مباشرة في مصلحة الثورة، وفي ظل احتكار النظام والرأسماليون لوسائل الإعلام التقليدية، يجب على الاشتراكيين عدم تضييع أي فرصة لنشر أفكارهم ودعايتهم عبر تلك قنوات الإتصال تلك التي سمحت بها تكنولوجيا الإتصالات.

كان ماركس على حق حينما قال الرأسمالية تخلق حفاري قبورها. تطهير الشركات والمؤسسات.