المتحولون من أبناء مبارك

لا تخلو محافظة حتى الآن من تكريم شهداء الثورة. لكن في هذه المرة من يقوم بتكريم الشهداء هو الحزب الوطني، والذي قام نوابه بتأجير بلطجية ضربوا وقتلوا المتظاهرين يوم الأربعاء الدامي 2 فبراير!. أعلن الحزب سريعا "إقالة الفاسدين" برغم أن نوابه الإثنين لم يستقيلوا قبل القبض عليهم ولم يبلغهم الحزب بذلك! لكن حتى بعد إقالة الرموز المتورطة في الفساد, ماذا عن التحول في المواقف للقيادات الحالية والذي هو نفسه فساد؟ ماذا عن تصريحات المتحدث الرسمي باسم الحزب نبيل لوقا الذي انكر في عهد مبارك حالات التعذيب داخل أقسام الشرطة واليوم يرحب بالثورة على الديكتاتور؟ ماذا عن نواب الحزب الذين احتلوا مقاعد البرلمان بمساندة بلطجية الداخلية واليوم يرحبون بالتعديلات الدستورية؟ ماذا عن الدفاع المستميت لأعضاء الحزب من أجل مخطط التوريث واليوم يتكلمون باسم حزب ثورة 25يناير ويكرمون الشهداء بكل المحافظات؟ هل يمكن أن نأمن على ثورتنا في أيدي هؤلاء المتحولين الذين يجيدون الارتباط بالسلطة أيا كانت؟ الحزب الوطني لم يستطع تطهير نفسه بإقالة رموزه الفاسدة، بل زاد مستنقعه فسادا بالتحول السياسي. وهو منذ نشأته بقرار من السادات، وارتباطه بنظامه ونظام مبارك، لم يمارس عمل سياسي حقيقي واعتمد على الأموال في شراء الأصوات وفي الدعاية المفضوحة. فثلاثون عاما من الفقر والاستغلال، وفرض الضرائب وغلاء الأسعار والخصخصة وبيع البلد وتصدير الغاز لاسرائيل، تكفي لرفض الحزب, وملايين الجنيهات المنهوبة لتمويله تكفي لحل هذا الحزب. نجاح الشعب المصري في خلع الفاسد مبارك ليست هي الخطوة الأخيرة في الثورة، وعلينا أن ندرك أن الثورة مازالت مستمرة في وجه هؤلاء المتحولين الذين يعقدون مؤتمراتهم للدخول في انتخابات مجلس الشعب القادم ليعيدوا إنتاج فسادهم، وعلينا أن نعترف أن ثورتنا لن تنتهي إلا بإقصاء ومحاكمة كل جذور الفساد في المصانع والشركات والجامعات والأحزاب. معا نناضل من أجل حل الحزب الوطني ومن أجل محاكمة هؤلاء المنافقين.
اقرأ أيضاً من جريدة الاشتراكي العدد 52، 18 فبراير 2011: سكتوا دهوراً.. ونطقوا تكفيراً
فليرحل الأمريكان من البحرين