بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

القمع سلاحهم.. والتضامن سلاحنا

مازالت الدولة مستمرة في تصعيد حملتها القمعية ضد المعارضين، وضد حرية الرأي. فالهجوم على الإخوان متواصل، والوقوف بالمرصاد لأصحاب الرأي المعارض أصبح شعار المرحلة. ولعل آخر الأمثلة على ذلك هو الحكم بالسجن أربع سنوات ضد المدون عبد الكريم عامر، بتهمة ازدراء الأديان وإهانة رئيس الجمهورية، وكذلك حكم الغرامة الذي صدر ضد إبراهيم عيسى بسبب ما نشر في جريدة الدستور واعتبر كذلك إهانة للرئيس. الصورة بهذا الشكل مفزعة، فالدولة قررت شن حملة إرهاب جديدة ضد كل من يرفع صوته بالرفض، وهو ما يعني أن أحلام التغيير التي راودت الحركة السياسية في مصر على مدار السنوات القليلة الماضية، قد ذهبت مع الريح.

إلا أن الصورة هكذا ناقصة. ففي المقابل هناك موجة من تصاعد الاحتجاجات والنضالات العمالية غير المسبوقة في مصر على مدار العشرين عاما الماضية. فقد استطاع العمال التصدي لهجوم الدولة الشرس على حقوقهم ومكتسباتهم. فقد أطلق عمال المحلة شرارة النضال العمالي لتنتشر كالنار في الهشيم في جميع أنحاء مصر. بل إن موجة الاحتجاجات شملت كذلك فئات أخرى. فرأينا مؤخرا صيادي كفر شيخ يتظاهرون، ومواطنين يقومون بمسيرة إلى مجلس الشعب احتجاجا على إغلاق مخبز في منطقتهم، وغير هذا من تحركات الجماهير المستغلة والمضطهدة. الصورة هكذا تصبح مختلفة تماماً. فهناك من يتصدى لهجوم الدولة الشرس، ويحقق انتصارا. هناك من يقول “نحن هنا” ويتحرك للهجوم والدفاع عن حقوقه.

فهل تستطيع الحركة السياسية أن تتعلم الدرس من الطبقة العاملة التي قلبت الموازيين؟ هل تستطيع استغلال هذه اللحظة التي تواجه فيها الدولة المارد العمالي، للسعي لربط نفسها بهذا المارد للاستقواء به، والتعلم منه؟ وهل يمكن أن تبدأ في تجميع قواها هي الأخرى من أجل مواجهة حملة القمع المتصاعدة؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات يجب أن تكون بالإيجاب لأن هذا هو طريق النجاة الوحيد أمام كل المعارضين الآن.