بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

الشارع المصري والتضامن مع غزة

800 ألف متظاهر في مصر يصرخون من أجل غزة .. الاحزاب الرسمية اكتفت بالشجب والاستنكار.. الإخوان المسلمون يرفضون الهتاف ضد النظام.. مشيعي جنازة الضابط المصري أُجبِروا على التنديد بحماس

في أول أيام القصف الجوي اندلعت مظاهرة عاجلة بلغ عددها حوالي 8000 آلاف متظاهر من كافة القوى السياسية كجماعة الإخوان المسلمين، منظمة الاشتراكيين الثوريين، مركز آفاق اشتراكية، بالإضافة لعدد ضخم من الصحفيين، ومجموعة من موظفي الضرائب العقارية. وبالطبع، قامت قوات الأمن بمحاصرة المظاهرة التي كسرت الكردون الأمني وقطعت شارع عبد الخالق لمدة تجاوزت الساعتين. وكانت المظاهرة الأولى كافية لأن توضح مدى تمسك جماعة الإخوان المسلمين بإتباع تعليمات قوات الأمن، حتي ولو جاء هذه على حساب نجاح المظاهرة، امتنعوا عن النزول من سلم نقابة الصحفيين، حتي بعد كسر الكردون الأمني، وامتنعوا عن ترديد الهتافات المعادية للنظام الحاكم، حتى أنهم انسحبوا من المظاهرة فجأة دون تنسيق مع باقي المتظاهرين، لدرجة حدوث بعض تصادمات مع الباقي أثناء الانسحاب السريع والمفاجئ.

اليوم الثاني بدأت ذروة الأحداث في الظهور، قام طلاب جامعة القاهرة بمظاهرة حشدت 2000 طالب، وقام طلاب جامعة الأزهر بالقاهرة بمظاهرة بلغت 5000 آلاف طالب، ومظاهرة جامعة عين شمس التي بلغت 2000 طالب، ومظاهرة القوى السياسية أمام مجلس الشعب ونقابة الأطباء التي بلغت 5000 آلاف متظاهر، وفي الاسكندرية جاب حوالي 40 ألف متظاهرة عدة أحياء بالمدينة، وطلاب جامعة أسيوط الذين حشدوا مظاهرة قوامها 10 آلاف طالب، وفي مدينة الفيوم حوالي 2000 متظاهر، وجامعة الفيوم شهت مظاهرة لـ 1500 طالب، والمئات في جامعة بنها، و 3000 متظاهر في جامعة 6 أكتوبر، والمئات في شبرا الخيمة، والمئات من المحاميين في بورسعيد، و حوالي 8 آلاف متظاهر في كفر الشيخ، و4000 في المنوفية، و5000 في دمياط، و3000 في المحلة، هذا ليتعدى عدد المتظاهرين في هذا اليوم وحده أكثر من 155 ألف متظاهر في أكثر من 18 موقع، منهم سبعة جامعات ، واتسعت المظاهرات لتشمل عدد من المحافظات. أيضا ظهر موقف عدد من الأحزاب السياسية الرسمية المصرية في هذا اليوم كأحزاب الجبهة والتجمع والوفد والناصري، الذين اكتفوا باصدار بيانات شجب وإدانه للكارثة الانسانية.

لم تنقطع هذه الحالة في اليوم الثالث، الذي شهد تظاهر أكثر من 100 ألف متظاهر في مدينة الإسكندرية، في المظاهرة طافت معظم أنحاء المدينة، العصافرة، وسيدي بشر، وسيدي جابر، والابراهيمية، والمنشية، وطوسون، والحضرة، ومحرم بك. وفي عدد من قرى الشرقية تظاهر أكثر من 20 ألف متظاهر، أما في مدينة الزقازيق نفسها تظاهر 30 ألف مواطن، والمنيا شهدت تظاهر 3000 مواطن. وأمام نقابة المحاميين في القاهرة تظاهر 7000 مواطن تنديداً بالمذبحة الصهيونية. هذا ليبلغ عدد المتظاهرين في هذا اليوم الي 160 ألف في حوالي ستة مواقع.

وفي سياق متصل أصدرت 19 منظمة حقوقية دولية بياناً مشتركاً طالبت في الحكومات العربية بقطع كافة العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية والكيان الصهيوني. ومن جانب آخر قام عدد من مستخدمي الانترنت المصريين والجزائريين باختراق اكثر من 150 موقع صهيوني، رافعين فيها أعلام فلسطين ومصر والجزائر.

وعلى الرغم من الدعاية التي اطلقتها آلة الدولة الاعلامية حول مقتل الضابط المصري عند معبر صلاح الدين، في سياق محاولة يائسة منها لتحويل مجري الأحداث، لم تختلف أحداث اليوم الرابع كثيرا سوى بدايته بجنازة عسكرية وشعبية ضخمة في محافظة كفر الشيخ لتشييع جثمان الضابط المصري القتيل برصاص مجهول حتى الآن، وهنا يذكر أن جريدة «البديل» المصرية التي تابعت الأحداث، نقلت عن مراسلها بكفر الشيخ شهادة لعدد من مشيعي الضابط القتيل، بأن ضباط في نقطة الشرطة قاموا بتوزيع لافتات عليهم، وإجبارهم للسير في الجنازة حاملين عبارات تتهم حركة حماس المقاومة بقتل الضابط «الشهيد».

وفي القاهرة اندلعت حوالي سبعة مظاهرات صباحاً لا تقل إحداهم عن 5000 متظاهر، كانت أحد تلك المظاهرات أمام نقابة الصحفيين بالتنسيق بين حركة الكرامة ومنظمة الاشتراكيين الثوريين وجماعة الاخوان المسلمين، وكان هناك إصرار من جماعة الأخوان المسلمين على البعد عن الهتاف ضد النظام المصري، على الرغم من ابداء موافقتهم عليه قبل المظاهرة، حتى قاموا بمنع عدد من الحضور بترديد هتاف « يسقط يسقط حسني مبارك»، لكن هذا الحادث أظهر حالة التذمر عند قواعد الجماعة، ومخالفة ارادات القيادة، بعد أن ردد عدد منهم كافة الهتافات المعارضة للنظام، وبحماسة أكبر لم يكسرها سوى كلمة من أحد القايادات- «تكبير»- فتنطلق التكبيرات لتشوش على أي هتاف لم يرضوا عنه. كما نظمت حركة مقاومة، في جامعة حلوان، مظاهرة كبيرة نسبياً، وصلت إلى أكثر من ألف طالب، رغم امتحانات منتصف العام الدراسي.

تفاعلا مع نداء أحزاب التجمع و الناصري في مدينة السويس تظاهر المئات في شوارع المدينة، وفي مدينة كوم امبو في اسوان تظاهر 3000 مواطن، وفي بنها قاد حزب التجمع مظاهر بلغت 1000 مواطن، وفي الشرقية شهدت المحافظة نحو 30 وقفة احتجاجية حشدت جميعهم حوالي 50 الف مواطن، وجامعة الزقازيق تظاهر المئات من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، غير الالاف في جامعة اسيوط والمئات في جامعة المنيا، وفي الدقهلية تظاهر حوالي 7000 آلاف مواطن، والمئات في المنوفية، و8000 آلاف في الغربية و5000 في المحلة.

كما شهد هذا اليوم تصعيد جديد من قبل قوات الامن التي اختطفت العشرات من مظاهرة قام بها تلاميذ ومدرسي العريش لعدة ساعات قبل أن تفرج عنهم. هذا ليكون مجموع المتظاهرين في هذا اليوم أكثر من 160 ألف متظاهر في حوالي 40 موقع، منهم ثلاثة جامعات.

وبدأ اليوم الخامس بقمع المظاهرة التي دعا لها التحالف الاشتراكي، وإلقاء القبض علي حوالي 15 ناشط، وصحفي، وسحل عدد آخر من المتظاهرين، أما الذين أفلتوا من قبضة الأمن قاموا بمظاهرة ضمت عشرات استطاعت السير من أمام مقر جامعة الدول العربية- التي كانت تشهد اجتماع وزراء الخارجية العرب- حتي نقابة المحاميين، وشاركوا في وقفة احتجاجية ضمت حوالي 10 الاف متظاهر من جماعة الاخوان المسلمين. الا أن القت قوات الامن المركزي القبض علي 400 من كوادر الجماعة التي التزمت الصمت والوقوف علي الرصيف على الرغم من عجز قوات الأمن عن محاصرتهم جميعاً، وأيضا ظهرت هنا علامة أخري من تذمر قواعد الجماعه علي قياداتهم الذين حاولوا توجيه المتظاهرين من أمام صيدلية الاسعاف الى أمام نقابة المحاميين، الا انهم رفضوا التوجيه واستمروا في الهتاف، هذا وقد اشتبكت قوات الأمن بعنف مع المتظاهرين، وألحقت اصابات بالعشرات في صفوفهم، هذا ولم يختلف الوضع كثيرا عن ما حدث في الفيوم والقاء القبض علي 55 من كوادر جماعة الإخوان المسلمين، لكن تظاهر 10 آلاف من مواطني الاسكندرية و 300 في الفيوم و 5000 في المحلة و3000 في مدينة ابو كبير بالشرقية و2500 في دمياط و2000 في اسوزان و 5000 في بورسعيد و المئات من كوادر حزبي التجمع والناصري في الاسماعيلية أفلتوا من هذا القمع، واكتفت قوات الامن بمحاصرتهم ومنعهم من التحرك فحسب. وبهذا يصبح عدد متظاهري اليوم الخامس حوالي 30 ألف متظاهر وحوالي 500 معتقل افرج عن 15 منهم، في نفس اليوم.

وفي اليوم السادس اختطفت قوات الامن العشرات من طلبة المدارس الثانوية الذين تظاهروا في مدينة الغردقة قبل أن تعيد الافراج عنهم. وتظاهر عشرات الالاف في مدينة الإسكندرية في مسيرة طافت عدة مناطق من المدينة، هذا غير 10 الاف متظاهر في محافظة البحيرة، والمئات من المحاميين في محافظة الدقهلية، والعشرات من النشطاء الذين تظاهروا في بورسعيد تلبية لدعوة حركة كفاية بالمحافظة، و2000 مواطن في مدينة 6 أكتوبر، بالإضافة إلي 200 محامي في طنطا.

وفي اليوم السابع –يوم الجمعة- حولت قوات الأمن مدينة القاهرة الي ثكنة عسكرية كبيرة، اتفقت كافة التقديرات علي انها تعدت قوة الحصار في الايام الماضية مجتمعه في محافظة القاهرة. لدرجة مضاعفة قوات تأمين منزل السفير الصهيوني بالمعادي عدة مرات. وبدأ اليوم باعتقال 21 من قيادات جماعة الاخوان المسلمين من منازلهم و 170 من كوادر الجماعة، و 300 مواطن من أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس، و ضرب العشرات، وتم سحلهم في الشوارع، بالإضافة إلى اعتقال العشرات الاخرين من جامع الأزهر، ذلك بعد أن اقتحمت عناصر الامن ساحة المسجد –منتعلين أحذيتهم- وسحلوا العشرات من داخل المسجد، قبل أن ينقلوا جميعا لعربات الترحيلات. وعلى الرغم من ذلك نجح 1000 متظاهر في الوقوف في شارع كلوت بك المجاور لمسجد الفتح، أيضا تظاهر 200 مواطن في ميدان العتبة، وقام المئات من حركة حقي في جامعة القاهرة بكسر بوابه الجامعه مرتين في ذات اليوم وقاموا بإحراق العلم الصهيوني فوق باب الجامعه وأمام الألوف من قوات الأمن المركزي، مما دعي حرس السفارة الصيونية للاستنفار وقيامهم بتفتيش المارين فوق كوبري الجامعة، كما تظاهر المئات في شبرا الخيمة.

وفي الاسكندرية تظاهر نحو 40 ألف متظاهر في الفيوم حوالي 10 الاف متظاهر آخرين، وعدة الاف في السويس، و15 ألف في طنطا، و 4000 في المنوفية، وعدة آلاف في أسيوط، ومثلهم في الدقهلية وعشرات الالاف في القليوية. هذا لتكون حصيلة اليوم 650 معتقل و حوالي 150 ألف متظاهر.

وبهذا تكون الأصوات المصرية التي صرخت علي مدار سبعة أيام تعدت 800 ألف متظاهر في كافة أنحاء مصر. تعامل الآمن معهم بالتصعيد من الحصار، مروراً بالسحل، إلى الاعتقال. كما ظهرت المواقف الرسمية لكل من الأحزاب الرسمية والحركات والاحتجاجية بالإضافة إلى جماعة الأخوان المسلمين.

يجب ألا ننسي انه لا يزال أكثر من 1200 معتقل في سجون الدولة البوليسية على خلفية التضامن مع غزة.