براءات للقتلة واللصوص وأحكام ضد الثوار.. ومطاردة «أبلة فاهيتا»
الثورة المضادة تكشف المزيد من قبحها وحماقتها

بينما يستمر النظام في فعاليات “مهرجان البراءة للجميع”، فيبرئ جميع القتلة اللصوص، يصدر أحكاما بالحبس والغرامة ضد الثوار بتهمة التظاهر، كاشفا عن المزيد والمزيد من القبح الذي لم يعد يحتاج أو ربما لم يعد يفلح فيه أي تجميل.
أثارت أحكام البراءات التي صدرت لصالح المجرمين من رجال مبارك الأوفياء، كم من الغضب والمرارة، فبين عشية وضحاها أصبح مبارك وأبناؤه ملائكة مجنحة وحمائم بيضاء (في لبس الاستئناف) تنتظر الخروج من أقفاصها الخمسة نجوم.
براءات سابقة التجهيز
“أحمد عز”، على سبيل المثال، رمز الفساد المستشري الذي نهب المليارات وأشعل أسعار الحديد، ومن ثم المساكن، وأسهم كتفا بكتف مع جمال مبارك في توزيع ثروات البلاد على محاسيبهم، وأفسدوا الحياة السياسية بما لا يدع مجالا للشك، أصبح بجرة قلم “مواطن صالح”، وربما يطالب بالتعويض عن الفترة التي قضاها “ظلما” في السجن.
“محمد السني”، أمين الشرطة المتهم بقتل المواطنين أمام قسم الزاوية الحمراء، أحد أفقر الأحياء بالقاهرة، أصبح هو الآخر “مواطن صالح – بدبورة”، مثله مثل كل قتلة الثوار.
والأمثلة كثيرة.. القضاء الشامخ لا يدّخر جهدا في تبرئة كل المتهمين. والذين يمثلون في الواقع هم أصلاً قلة قليلة من بين عصابة مبارك غير محدودة النسل، وهو أمر توقعه الكثير من القانونيين منذ بداية المحاكمات، حيث تم تكييفها بعدد لا بأس به من الثغرات، التي تجعل براءتهم في النهاية تحصيل حاصل.
استنزاف الثورة: ملاحقة ومحاكمة الثوار
ولا يكتمل شموخ القضاء إلا باستصدار أحكام بسرعة البرق ضد المناضلين، بتهمة التظاهر، فبعد حبس أحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل، صدرت أحكاما ضد ماهينور المصري وحسن مصطفى، الأعضاء البارزين بحركة الاشتراكيين الثوريين، وسبعة آخرين من ثوار الإسكندرية الأبطال بالحبس سنتين وغرامة 50 ألف جنيه.
يحدث هذا بالتوازي مع عمل آلة القتل البشعة في الشوارع، لتُسقط المزيد من القتلى، وتطارد المتظاهرين في الشوارع جهارا ونهارا، وتقتحم الجامعات وتقتل الطلبة وتعتقلهم، وتهين كل من يعترض من الأساتذة، ولم تسلم الفتيات من السحل والتحرش بمنتهى الوقاحة.
التحريض والوقاحة.. شعار المرحلة
ولا يعلو فوق صوت الرصاص سوى أبواق الدعاية القذرة، التي تنضح بالتحريض ليلا نهارا، ليس ضد الإخوان وحدهم، بل ضد كل من يمت لهم بصلة ولو عائلية، وكل من يتظاهر معهم، أو حتى يتظاهر لأي سبب كان.
ينفتح المزاد فنجد وجوها “ليبرالية” و”يسارية” تزايد حتى على العسكر أنفسهم، فنجد مثلاً “ممدوح حمزة” يطالب باعتبار أي حركة مناهضة للنظام جماعة إرهابية، ويخرج عبيد البيادة من حزب التجمع لترديد وقاحات النظام ضد الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل، بينما يتفاخر أحدهم بأنه “محرض” على قتل الإخوان وسحب الجنسية من الاشتراكيين و6 أبريل.
مؤامرة بطعم “الفاهيتا”
تردد آلة الإعلام اسطوانة “التمويل” و”العمالة” ضد منظمات حقوق الإنسان، وحركة 6 أبريل، بغرض التشويه وشن الهجوم، وبالمناسبة أيضا لا مانع من انتهاك حرية المواطنين وتسجيل وإذاعة مكالماتهم الشخصية ومحادثتهم على الإنترنت، باعتبار أن من حق النظام أن يفعل أي شيء في سبيل حماية مصر من “المؤامرة الكونية” التي تُحاك ضدها، حتى تم الكشف عن الرأس المدبر لكل هذا: “أبلة فاهيتا”.
نظامنا الحاكم لا يرى مانع من المعونة الأمريكية ولا التسليح والتدريب الأمريكي، ولا معاهدة كامب ديفيد، ولا يرى خطورة في التطبيع واتفاقيات الكويز والغاز، ولا حتى في تهديد منابع النيل، لكنه يقيم الدنيا ولا يقعدها بسبب “أبلة فاهيتا”. ولكي تكتمل “المسخرة” تظهر “أبلة فاهيتا” شخصيا على فضائياتنا الغراء لتجري مواجهات ومناظرات مع المدعو سبايدر، العبقري الذي فك الشفرة، وحمداً لله أنه لم يربط بين اللون الأحمر لفودافون وبين الشيوعية!