بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مصر.. 160 عاما على البيان الشيوعي

علي الرغم أنه كان قد مر أكثر من 75 عام على كتابة كارل ماركس وفريدريك انجلز للبيان الشيوعي، وبداية تكوين التيار الماركسي في مصر عند مطلع عشرينيات القرن الماضي. الا ان البداية كانت مناسبة لدرجة تكاد تصل لحالة التطابق بين الواقع المصري وأطروحات البيان؛ سواء من حيث صعود نضالات الطبقة العاملة واكتسابها وعي كبير نسبيا بالمقارنة مع ماسبقها من نضالات عند عمال السجائر والترماي، أو من الجهة الأخري من الصراع في الردود القمعية للاحتلال الانجليزي والحكومة الوفدية.

واستمرت حالة التلاؤم مع الخصوصية المصرية منذ انطلاق الحركة العمالية المنظمة في ديسمبر 1899 ومنذ تأسيس الحزب الشيوعي الأول في 1921 وحتي كتابة هذه السطور. بل وازدادت درجة وضوح الصراع، التحالف الشيطاني بين الرأسماليات وأجهزة الدولة المختلفة – وحقاً لقد نجحت أوضاع الرأسمالية المصرية، والرأسمالية العالمية في التدليل علي دقة تحليل ماركس وانجلز – إنشاء التنظيمات الرأسمالية الجامعة لقد سيطروا علي العالم بمثلث الشر – منظمة التجارة العالمية والبنك وصندوق النقد الدوليين- بل لقد تخلصوا من أزماتهم الراسمالية بالحروب وبالمزيد من استغلال مقدرات شعوب الفناء الخلفي.

علي الجهة الاخري، نجحت الطبقة العاملة المصرية في قيادة صراع اجتماعي حقيقي أرق النظام المصري، في هذه الفترة الأخيرة التي لم تتجاوز العامين، كما نجحت في وضع خططها وتصوراتها لنضال المستقبل، من تأسيس نقابات مستقلة عن اجهزة الدولة الي فرض مطالب طبقية تجمع نضالها في تيار جارف واحد، وكانت البداية –كما تعودنا- من نصيب عمال المحلة الذين طرحوا مطلب رفع الحد الأدنى للأجور الي 1200 جنيه شهريا علي كافة عمال وأهالي المدينة، بل واستطاعت نضالات الطبقة العاملة التأثير علي الثقافة والمزاج العام للجماهير الكادحة، في إرساء ثقافة الاعتصام والاضراب عن الطعام عند أهالي القرى والأحياء الشعبية كما رأينا في البرلس والمنصورة وأرض الخلوتي وكفر العلو وقلعة الكبش.

لكن هل اكتملت الجبهة العمالية؟ إجابة البيان الشيوعي بعد مرور 160 عاما على كتابته واجابتنا أيضاً، مازال ينقصها الشعار الرئيسي « ياعمال العالم اتحدوا» يجب أن تجد وحدة الطبقة العاملة طريقها اليهم، بل يجب ان يظهر شعار تضامن عمال العالم كسلاح رئيسي في الصراع ضد الرأسمالية المحلية ومن ثم العالمية؛ بفضل الشركات متعددة الجنسية والتحالف الرأسمالي العالمي. نحن نكتب عن البيان الشيوعي وكلنا إيمان بأن هذا النقص سينتهي لا محالة، الشعار الرئيسي في طريقه لتوحيد الطبقة العاملة المصرية والعالمية، فالتضامن الدولي الذي تأجج بعد رد الحكومة الشرس علي أهالي المحلة يعني الكثير.