بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

مؤتمر التوريث

تمخض الجبل فولد فأرا، هذا أفضل ما يقال عما جرى في مؤتمر الحزب الوطني. بدءوا بضجة حول ديموقراطية الحزب، وأجروا –كما ادعوا- انتخابات في كل المستويات الحزبية بدءا من لجانه القاعدية وصولا لمندوبي المؤتمر.

والحقيقة أن لا انتخابات جرت ولا يحزنون، وأن ما حدث هو إقصاء العصابات القديمة واستبدالها بعصابات جديدة من البلطجية والمرتزقة الذين يتبعون الأقطاب الصاعدة ـ جمال مبارك وشريكه أحمد عز. بعدها انعقد المؤتمر بحضور ستة آلاف مندوب وسط ضجة إعلامية وشعارات رنانة ملأت تليفزيوناتهم وصحفهم، وواصل إصلاحهم “الديمقراطي” مسيرته فأجروا انتخابات لرئاسة الحزب بمرشح وحيد أوحد، هو مبارك الشيخ، الذي نجح بالطبع نجاحا ساحقا ولم يعترض عليه سوى تسعة مندوبين من ضمن الستة آلاف! أما أكثر الأمور إثارة للسخرية فكانت كلمة جمال مبارك، الذي تبجح معلنا “أن كل شيء تمام” فقد أنجز الحزب كل ما ورد في وعود مبارك الانتخابية، ووصل معدل النمو إلى ما يزيد عن 7%، وصار كل الفقراء في مصر –الذين هم بالطبع الهم الأول للحزب الوطني- يشعرون بنتائج الإصلاحات!! هكذا بكل صفاقة يحدثنا وريث العرش عن إنجازات حزبه العائلي، الذي يطبق على أنفاسنا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما. وكأن المائة خمسة وعشرون شابا الذين غرقوا على سواحل إيطاليا عشية مؤتمرهم الميمون كانوا يغامرون بأرواحهم بلا سبب، فلا فقر ولا بطالة ولا موت من الجوع! وكأن اضرابات العمال ومعارك الفلاحين واحتجاجات الفقراء، التي لم يعد يمر يوم دون أن نشهد المزيد منها، تحدث فعلا بمؤامرات من “قلة منحرفة”!

مؤتمر الحزب الوطني كان ضجيجا بلا طحن، والكل يعرف –ويتحدث- عن الهدف منه: ربات البيوت المكتويات بنار الأسعار، والموظفين والفلاحين والعمال الذين تشتعل احتجاجاتهم، والفقراء الذين يغامرون بأعمارهم بحثا عن طوق للنجاة، وأيضا الإمبريالية والصحافة الغربية.. الكل يعرف أن الهدف من هذا المؤتمر وجدواه الوحيدة هو إطلاق العد التنازلي لتوريث العرش.. لكن ورغم كل محاولات تجميل وجههم الديكتاتوري القبيح، فلازال مشروع التوريث رهن بما يجري في الشارع، ولازالت كل الاحتمالات مفتوحة.