بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

انتفاضة أهالي بورسعيد تدخل في منعطف جديد

مع دخول انتفاضة أهالي بورسعيد أسبوعها الثالث، دخلت أمس الأحداث فى المدينة إلى منعطف جديد بعد تهريب المتهمين فى قضية مجزرة استاد بورسعيد من سجن بورسعيد العمومى إلى سجون أخرى خارج المحافظة فى سيارات ملاكي فجر أمس، بحجة تفادي وقوع اشتباكات حول السجن بعد النطق بالحكم فى جلسة 9 مارس القادم، بالرغم من وجود أعداد ضخمة من قوات الجيش هذه المرة والتي تغلق المنطقة تماما حول السجن بمئات الأمتار.

بمجرد انتشار الخبر في الصباح قام المتظاهرون بحصار مبنى مديرية الأمن وألقوا عليه الحجارة، وأطلقت قوات الأمن الغاز والخرطوش والرخام من أعلى المبانى، وتبدأ حالة من الكر والفر بين المتظاهرين ومدرعات الداخلية فى منطقة مديرية الأمن وأمام مبنى ديوان المحافظة والذى تقوم قوة من الجيش بتأمينه، مما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات بين المتظاهرين من بينها حالتى وفاة.

لم تبال قوات الداخلية بوجود المتظاهرين ملتحمين تماما بقوات الجيش فى منطقة ديوان المحافظة وأفرطت فى إلقاء قنابل الغاز مما أسفر عن وقوع الكثير من حالات الإختناق بين صغار جنود الجيش والذين كان المتظاهرون يحرصون على إسعافهم ونقلهم للمستشفيات باستمرار.

أدى أسلوب قوات الداخلية فى التعامل بالإضافة إلى إلتحام جنود الجيش بصورة كبيرة مع المتظاهرين – الذين طالبوهم بالتدخل لحمايتهم بالمناشدة أحيانا وبالسباب أحيانا أخرى- إلى وقوع الجنود وصغار الضباط تحت ضغط نفسى شديد خاصة مع تساقط العديد منهم تحت وطأة قنابل الغاز، وبات مشهدا متكررا خلال النهار قيام بعض جنود الجيش بالتقاط الأحجار وإلقائها تجاه قوات الداخلية مع المتظاهرين.

مع حلول الظلام تمادت مدرعات الداخلية فى مطاردة المتظاهرين وإلقاء قنابل الغاز والخرطوش حتى أصبحت على بعد أمتار قليلة من قوات الجيش، لتنفلت الأمور تماما ويرد الجنود باطلاق النار تجاه مدرعات الداخلية وتتحرك مدرعات الجيش لتطارد مدرعات الداخلية فى مشهد عجيب وتعيدها إلى محيط مديرية الأمن وسط هتافات المتظاهرين، وترد قوات الأمن باطلاق النار ويخرج الوضع عن السيطرة وتقع اصابات مؤكدة بين الطرفين، وتهرع قيادات كبيرة من القوات المسلحة إلى المكان لاحتواء الموقف، وتهدأ الأمور تماما حتى بين صفوف المتظاهرين، وتصدر القوات المسلحة بيانا ينفى حدوث أى اشتباكات بين الطرفين ويتهم طرفا ثالثا، لتقوم قوة الجيش بالابتعاد مرة أخرى عن المكان وتعود الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن حتى الساعات الأولى من الصباح مما أسفر عن احتراق جزء من المبنى المجاور لمديرية الأمن، وقوع المزيد من الإصابات بين المتظاهرين، مما يرجح احتمال ارتفاع حالات الوفاة.