بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ساحة سياسية

جالاوي: الأمن المصري صادر ربع محتويات القافلة

قافلة شريان الحياة تواجه أعداء الحياة في مصر وتل أبيب

أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ، في تصريحات أدلى بها في واشنطن أن «مصر لن تسمح بأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا مهما يكن مصدرها، أو نوعية القائمين عليها». وأاضاف أابو الغيط أن «أعضاء قافلة شريان الحياة 3، التي نظمها النائب البريطاني جورج جالاوي، قاموا بأفعال عدوانية بل إجرامية على ارض مصر». كانت السلطات المصرية قد أعلنت أمس الجمعة، أن النائب البريطاني جورج جالاوي «شخص غير مرغوب فيه في مصر».

وأكد بيان أعلنه منظمو القافلة في أن السلطات المصرية «طردت» جالاوي، بعد إجباره على الدخول إلى حافلة كانت في انتظاره بمجرد دخوله من معبر رفح الحدودي، بين مصر وقطاع غزة، ثم نقله إلى مطار القاهرة، هو محاط بعناصر أمنية. وأفاد مسؤول أمني أن ست آليات للشرطة صاحبته إلى القاهرة. وأعلنت الخارجية المصرية أن النائب بات «شخصا غير مرغوب فيه» وانه «لن يسمح له مستقبلا بالدخول إلى مصر». كما اتهمت اجهزة الاعلام الحكومية ، أو تلك الموالية للنظام، جورج جالوي بأنه عميل لإسرائيل!. ونقلت صحيفة «التليجراف» البريطانية عن جالاوي قوله فور وصوله مطار هيثرو لندن «إنه وسام شرف أن ترحلني الديكتاتورية الصغيرة».

ليست قافلة «شريان الحياة3» القافلة الأولى، التي يعرقل الأمن المصري دخولها إلى الشعب الفلسطيني المحاصر، فقد تكرر الأمر، وكلنا يتذكر رفض حكومة مبارك دخول قوافل الإغاثة، أثناء العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، ديسمبر2008-يناير2009، ووافق بعد ضغوط عدة، وبعد أن أتفضح تواطؤه أمام أعين الجميع.

أما فيما يخص قافلة شريان الحياة، فقد وضعت الحكومة الكثير من الشروط والقيود التعجيزية عليها، حيث رفضت حكومة مبارك دخولها من معبر نيوبع، بدون سبب واضح، ورضخت القافلة إلى شروط نظام مبارك، واضطرت إلى العودة إلى دمشق لتبحر إلى ميناء العريش، مما زاد تكلفت القافلة بنصف مليون دولار، اشترطت الحكومة ، التي تخشى من شعبها، من أن يجد الشعب المصري المقهور، القافلة ليسارع بتقديم العون إلى أهالينا في غزة، فاشترطت على القافلة عدم التنسيق أو اشتراك مصريين في القافلة، وبالفعل وافق أعضاء القافلة، لكن بعد كل هذا وجد منظمو القافلة أن حكومة مبارك تضع شروطًا غير منطقية، أقل ما توصف بأنها شروط إسرائيلية، منها رفض مرور عدد من أعضاء القافلة إلى غزة، والسؤال لماذا؟ ثانيا اشتراط الحكومة أن عدد من الحافلات لابد من أن تحصل على الموافقة من إسرائيل، و كما صرح جالوي بأن مايقرب من ربع ماتحتويه القافلة قد تم مصادرته من قبل الأمن المصري دون مبرر.

اعتصم أعضاء القافلة في ميناء العريش، وأصروا على دخول القافلة بكاملها، وعندها حدثت احتكاكات من قبل رجال الأمن بأعضاء القافلة، وأصيب عدد منهم. وأخيرًا دخلت المساعدات.

إن القضية ليست في ترحيل جالاوي، وفي التعامل الغير لائق مع أعضاء القافلة، التي جاءوا من أقصى بقاع الأرض، بغرض كسر الحصار المفروض، على أخوتنا في فلسطين، لكن القضية واضحة وضوح الشمس، فالنظام المصري، الذي يشارك بكلتا يديه، في خنق المقاومة، وحصارها، وغرق حتى أذنيه في تنفيذ أوامر الأمريكان والصهاينة، وآخرها إنشاء الجدار الفولازي، والتمهيد لإخلاء المدن الحدودية. لا يجد إلا الساحة الإعلامية، المحلية الصنع والاستهلاك، ليبرر مواقفه المشينة، ويطنطن بمصطلحات «الكرامة» والسيادة» و«دم الشهيد»، فالكرامة والسيادة لا تُهدر، في راي النظام، بارجل الأمريكان والصهاينة، لكنها تهدر، بدخول الفلسطينيين اللاجئين، أو بمرورو المساعادات، كما أن دم الشهيد يكون غالي فحسب في المواقف، التي يحتمل أن يكون الجاني فلسطيني، فما أسرع أن يطلق النظام التهم لحماس، أما إذا كان برصاص إسرائيلي، فقد لا نسمع بالمرة بأن هناك من قتل على الحدود، ومن ماتوا في العبارة، والقطار، فلا ثمن لهم، ومن ماتوا على السواحل الأوروبية، من شباب مصر، فبمنتهى السهولة خرجت الفتاوى الحكومية، تنزع عنهم، حتى حق الشهادة، في صك حرمان مشين. أخيرا فإن الجلبة المبتذلة التي يفتعلها النظام، على غرار «خدوهم بالصوت، لا يغلبوكم»، من أجل التغطية على ما يحدث، وما سيحدث على الحدود.