شهادة مناضلة عن: المعركة الانتخابية لمرشح التغيير كمال خليل
من الممكن اعتبار معركة كمال خليل في خوض انتخابات مجلس الشعب كبروفة لنزول حركة التغيير للشارع في الأحياء والمناطق الشعبية، ومدي تقبل سكان هذه المناطق والأحياء للمظاهرات والمسيرات والأفكار التي تطرح عن التغيير وإمكانياته، لذا فسوف نعرض المعركة بكل تفاصيلها ومدي تفاعل أهالي إمبابة مع ما يطرح من أفكار، ومدي تقبلهم لمرشح ينزل إليهم ليقول لهم “تعالوا نغير سوا، وحقوقنا نقدر ناخدها لو وقفنا وطالبنا بيها” ولم يرد في كلامه معهم أي من الوعود التي اعتادوها من أنه سوف يعمل كذا، وسوف يعين أبنائكم،…وخلافه من الوعود التي لا تتحقق، وهذا ما قاله الأهالي لنا في أثناء الحملة ونحن نتناقش معهم ونوزع عليهم أوراق دعايتنا، فقد سمعنا أثناء الحملة الكثير من التعليقات ذات الدلالة.
دائرة إمبابة:
دائرة إمبابة الانتخابية دائرة متنوعة في كل شيء، ففي الدائرة جزء حضر ويشمل مدينة إمبابة بكل أحيائها (مدينة العمال- مدينة التحرير- أرض الجمعية- أرض الحداد- المنيرة الغربية- عزبة الصعايدة – أرض عزيز عزت- جزء من أرض اللواء….)، وبالنسبة للجزء الريف وهو ( قرية المعتمدية- قرية كوم بره- برك الخيام – منطقة الزرايب خلف أرض اللواء)
كذلك هنا في إمبابة تنويعة طبقية من العمال حيث يوجد داخل الدائرة نفسها مصانع وهي (مصنع الشرق للغزل “وولتكس”- مصنع الشوربجي للغزل- المطبعة الأميرية- مصنع الكراسي) كما أن هناك من المصانع التي يسكن أغلب عمالها في إمبابة (مصنع الكبريت بالبراجيل) وهناك العشرات والمئات ممن يعملون بمصانع خارج النطاق الجغرافي لمدينة إمبابة مثل (مصنع الحديد والصلب بحلوان- النصر للمواسير بحلوان- أربعة من المصانع الحربية بحلوان- مصنع مصر حلوان للغزل- مصنع الدلتا للصلب بمسطرد- مصنع تليمصر بالعمرانية-….) هذا بخلاف العمال الذين يعملون سواء في المصانع القريبة سواء بالمنطقة الصناعية بأبي رواش أو من يعملون بالمدن الصناعية مثل العبور والعاشر من رمضان والسادس من أكتوبر).
هناك أيضاً الفلاحين بالقري، وهناك عدد كبير ممن يعملون بأعمال كالباعة الجائلين أو السائقين وغيرهم، وهناك عدد كبير من المتعطلين عن العمل.
الحملة الانتخابية:
لقد بدأ كمال خليل حملته الانتخابية بحوالي 70 مناضل ومناضلة، من المناضلين في حركات التغيير سواء من داخل إمبابة أو من خارجها فقد كان هناك زملاء من كل من (حزب التجمع بإمبابة- مركز الدراسات الاشتراكية- حركة كفاية- شباب من أجل التغيير- صحفيين من أجل التغيير – عمال من أجل التغيير – أدباء وفنانين من أجل التغيير…) وفي أثناء الحملة أنضم إليهم ما يساويهم في العدد سواء من داخل إمبابة أو من خارجها ممن جذبتهم الحملة وشعاراتها.
لقد شملت أوراق الدعاية الانتخابية للمرشح الاشتراكي كمال خليل، العديد من الأوراق التي طبع ووزع منها عشرات الآلاف، وقد كان شعار الحملة “حي علي النضال، ضد تحالف رأس المال، ضد دولة القمع والاستغلال” فمن الأوراق البرنامج الانتخابي والذي شمل (العدل – الحرية- المساواة)، وكان ضمن الأوراق تعريف بكمال خليل المناضل، بعنوان (مرشحكم كمال خليل)، وكان هناك رسالة إلي أهالي إمبابة “ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم، أبيض علي كل مظلوم….أسود علي كل ظالم”، وحي علي النضال “إمبابة الكادحة تستحق العدل والحرية!”، “ورسالة إلي أهالينا النوبيين بدائرة إمبابة وبمصر كلها، من المرشح الاشتراكي م/ كمال خليل”، وإلي العمال “يا عمال مصنع الشرق، نفسنا نسمع صوت المَكَن الداير!”، وهناك من بيانات التأييد لكمال خليل من حزب التجمع بإمبابة “تحية إلي جماهير إمبابة، وتحية إلي المرشح الاشتراكي/ كمال خليل” و رسالة من عمال حلوان والتبين إلي أهالينا في دائرة إمبابة ” عمال حلوان يؤيدون مرشح التغيير المناضل الاشتراكي/ كمال خليل”.
بدئنا الحملة الانتخابية قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع فقط، ونظراً لضعف إمكانيات الحملة المادية نسبياً، وذلك لأنها كانت تعتمد علي تبرعات الزملاء والزميلات المناضلين سواء من حركات التغيير المختلفة، أو المستقلين، والذي رأوا أهمية الحملة بنزول حركة التغيير للمناطق الشعبية والوصول للناس والتفاعل معهم، وكذلك نظراً لضيق الوقت الذي كان متاح للدعاية الانتخابية، خصوصاً وأنه كان أثناء شهر رمضان، وضمنه إجازة العيد، مما كان يجعل أوقات العمل الأساسية بعد الإفطار، فقد كان لابد من التعامل بطرق مختلفة عن الطرق التقليدية في الدعاية، فقد كانت المسيرات بالشوارع الرئيسية بإمبابة مرتين أسبوعياً، رافعين شعارات الحملة، هاتفين ضد الفقر والبطالة، مطالبين بالتغيير، كذلك قمنا بتوزيع الدعاية الانتخابية أمام كل المصانع بإمبابة. تم ترتيب جولات في الشوارع التي لم تغطيها المسيرات، حيث كان كمال خليل يلتقي بالناس في الشارع، في محلاتهم وعلي المقاهي، وتقوم المجموعة المرافقة له بتوزيع الأوراق، وبث الدعاية الانتخابية عبر الميكروفون، تم ترتيب لقاءات بين كمال خليل ومجموعات من الشباب ومن أهالي إمبابة من خلال المشاركين في الحملة من أهل إمبابة، تمت خلالها مناقشة برنامجه الانتخابي، وطرح الشباب تساؤلاتهم عليه، مثل رأيه في حل مشكلة البطالة، وهل التغيير حقاً ممكن، وغيرها من التساؤلات، تم توزيع الأوراق في الشوارع والحواري ومناقشة أهالي إمبابة في من هو كمال خليل، ولماذا دخل الانتخابات، وماذا يستطيع أن يفعل في حل مشاكلهم، وهل هذا مجرد كلام أثناء الانتخابات مثل غيره من المرشحين، وعندما تنتهي الانتخابات لن نراه ثانية، تم توزيع أوراق الدعاية في مواقف السيارات والأتوبيسات، وأمام الكنائس والمساجد، تم عمل حفلتان فنيتان في شوارع إمبابة، وكذلك تم عمل مؤتمر انتخابي وحيد في آخر أيام الدعاية الانتخابية في الشارع، حضره عدد كبير، وتحدث فيه عدد من المناضلين مثل (نبيل الهلالي (محامي الشعب)- جورج إسحاق (منسق حركة كفاية)- عبد العزيز مخيون (الفنان وأحد والوجوه البارزة بحركة كفاية)- عبد الغفار شكر (عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع)– ومن إمبابة إبراهيم صديق المناضل والنقابي- علي عبد الحميد المحامي الناصري….)
المعركة الانتخابية وانحياز الحكومة بأجهزتها لمرشحي الحزب الوطني:
لقد دخل المعركة الانتخابية عن دائرة إمبابة 2005 حوالي 30 مرشح ومرشحة، من أكثرهم إثارة للجدل مرشح الحزب الوطني فئات إسماعيل هلال، سواء أثناء المعركة الانتخابية، أو في التزوير في النتائج لصالحه، فبالرغم من إجماع أغلبية أهالي دائرة إمبابة سواء في الريف أو الحضر علي أنهم لن ينتخبوا إسماعيل هلال، مرشح الحزب الوطني “لأنه بقاله 10 سنوات نائب عن دائرة إمبابة ولم يفعل لنا شيء، حتى أنه ليس له مقر في إمبابة، نحن لا نراه إلا في وقت الانتخابات”، ” نحن لم نراه ولا مرة يقف في المجلس لكي يعرض مشاكلنا” وعندما ذهب إلي سكان بدرومات أرض عزيز عزت قالوا له “أنت جاي عاوز إيه، أنت بقالك عشر سنين ما عملتش لنا حاجة، أنت جاي تتفرج علينا” وقد سمعنا جميعاً أنه في بداية حملته الانتخابية عندما ذهب إلي أهالي عزبة الصعايدة كيف أنهم ضربوه وطردوه، وسمعنا من أحد الآباء في الكنائس، بأنه أعلن أنه ليس مع أن يكون إسماعيل هلال نائب عن دائرة إمبابة وذلك لأنه حسب قوله “يخدم المسلمين ويعينهم بشركة الكهرباء، ولا يعين المسيحيين، وقد أرسلت له مسيحيين ومسلمين بخطابات توصيه مني فعين المسلم ولم يعين المسيحي، وهو لم ينفذ ما وعدنا به في الدورات السابقة، لذا فلن ننتخبه” وقال أهالي المعتمدية “إحنا مش ها ننتخب إسماعيل هلال لأنه بيخدم أهالي إمبابة أما نحن فلا نراه أصلا” وسمعنا أنه في أحد مؤتمراته بمدينة العمال، والتي حشد لها حشده القليل من خارج إمبابة ، حيث استعان بموظفين من شركة الكهرباء جاء بهم بأتوبيسات الشركة، الذي حاولوا إبعاده عن مكان المؤتمر، فقد وضعوه في شارع طلعت حرب، وكان المؤتمر في شارع سعد زغلول، وهو يتحدث عن إنجازاته في أنه يقوم بتعيين الشباب في شركة الكهرباء، وذلك مستغلا موقعه الوظيفي، فهو وكيل وزارة الكهرباء في بالإسماعيلية، استشهد بأحد الشباب الموجودين بالمؤتمر، فرد عليه الشاب “هوّ أنت يعني عينتني بكام، دا أنت عينتني بـ 100 جنيه”. هذا ومن المعروف أن إسماعيل هلال يقوم بشراء الأصوات، وأنه استخدم نفوذه كوكيل أول وزارة الكهرباء بالإسماعيلية، وأتي بـ2500 شخص وعمل لهم بطاقات انتخابية لكي يصوتوا لصالحه في إمبابة من خارج إمبابة، وربما صوتوا أكثر من مرة.
إذا وضعنا كل هذا لوجدنا أن مرشح الحزب الوطني لم يقدم خدمات لأي منطقة من مناطق إمبابة، ولكنه يقدم بعض الوظائف للقليل من الأفراد المقربين، ولكن كل فئة تعتبر أنه يقدم للأخرى، فالمسيحيين يعتقدون أنه يخدم المسلمين، وأهل الريف يعتقدون أنه يخدم أهل الحضر، والحقيقة أنه لا يخدم إلا نفسه، والطبقة التي ينتمي إليها، وهي الطبقة الحاكمة.
يليه وليد المليجي مرشح الحزب الوطني عمال، والذي تتمركز شعبيته في المعتمدية، حيث التربيطات العائلية في القرية مع بعض الخدمات التي يقدمها لأهل قريته، مثل مساعدات لفقراء القرية، والمساعدات في المواسم مثل رمضان والأعياد، الياميش، واللحمة والفراخ، هذا بالإضافة إلي تمكين الحكومة له من أن يكون هو الوسيلة الوحيدة لبعض الخدمات مثل معاش السادات، حيث أن من يريد الحصول عليه يذهب لوليد المليجي، ويعطيه بطاقته فقط، ثم يكون من حقه بعد ذلك أن يحصل علي المعاش وقدره 60 جنيه شهرياً، كذلك يتحدث أهل القرية عن الكوبري والمدرسة التي أقامهما، لذا عندما ذهبنا لقرية المعتمدية التي لم يسعفنا الوقت للعمل فيها كثيراً، كان أول شيء يقال لنا، إحنا هندي لوليد المليجي.
يليهما عبد المنعم عمارة، وطارق سعيد حسانين، ينزلان الانتخابات عمال مستقل، ولكنهما حزب وطني أصلاً، عبد المنعم عمارة دخل انتخابات المجلس مرتان سابقتان ولم ينجح، ودخل بعدها انتخابات المجلس المحلي ونجح ولكنه لم يقدم أي خدمات لأهالي إمبابة، ومعروف في الدائرة بأنه تاجر بانجو ومخدرات، هذا وقد انفق كلا منهما الكثير من الأموال في دعايتة الانتخابية وفي شراء الأصوات.
هذا وقد حدثت الكثير من أعمال البلطجة من قبل مرشح الحزب الوطني إسماعيل هلال، ضد حملة كمال خلال بدأت بعد بداية الدعاية بيومين، بدأت بتقطيع اللافتات، ولصق دعايتة الانتخابية فوق دعاية كمال خليل وتم عمل محضر بذلك، ثم قامت أمن الدولة بإجبار كمال خليل علي تغيير مكان مؤتمره قبل ميعاد انعقاده بساعات قلائل، وبعد الإعلان عن المؤتمر ومكانه، وفي نفس اليوم قام 20 بلطجي من بلطجية إسماعيل هلال في أرض عزيز عزت بتكسير العربة التي تقوم بالدعاية لكمال خليل، وضرب من كانوا بها من الحملة (إبراهيم الصحاري- وأسامة سعد)، وإصابتهم، وعندما ذهبوا للقسم لتقديم بلاغ مرفق به تقرير من المستشفي، كان اثنان من البلطجية قد أحدثوا بأنفسهم إصابات طفيفة وذهبوا ليبلغوا، وقام مأمور قسم إمبابة بالقبض عليهم جميعاً وإيداعهم الحجز، هذا وقد أعلن كمال خلال في مؤتمره أنه إن لم يخرجا من الحجز قبل انتهاء المؤتمر فسوف نذهب ولن نعود إلا بهم، وكانت النتيجة أنهم خرجوا قبل انتهاء المؤتمر.
هذا وقد كان يوم الانتخابات، 9 نوفمبر، وخصوصاً في لجنة فرز الأصوات أكبر دليل علي أن هذه الحكومة لا تستطيع أن تقف موقف حياد، وألا لما نجح من مرشحيها أحد، فبداية منعوا كل المندوبين فيما عدا مندوبي الحزب الوطني من دخول لجنة الفرز، وكذلك مراقبي حقوق الإنسان، وكان كمال خليل داخل لجنة الفرز فوجئ بأن صناديق مدينة إمبابة كلها مفتوحة قبل أن تصل صناديق القرى التي وصلت بعد ساعتان من غلق باب الترشيح، وأنهم لا يلتزمون بفرز الصناديق واحد واحد، ويكتبون نتائج على الورق ليست هي نتائج الفرز الحقيقية وعندما اعترض طرده القاضي من اللجنة. وعندها ذهب أعضاء الحملة الانتخابية لكمال خليل أمام لجنة الفرز في مدرسة باحثة البادية، وتظاهروا وهتفوا ضد التزوير “الصحافة فين التزوير أهه”، “قال بيقولوا مجلس أمة، واللي عاملينه هما”،…، وكان هناك الكثير من أهالي إمبابة، وقد أتي بعد غلق باب الترشيح بأكثر من ثلاث ساعات، أثناء الوقفة الاحتجاجية صناديق مفتوحة ودخلت لجنة الفرز، ولا أحد يعرف أين كانت هذه الصناديق، وماذا تم بها؟؟!!
وقد سمح بعد هذه الوقفة بوقت قليل بدخول المندوبين، ومراقبي حقوق الإنسان، وطلب من كمال خليل أن يدخل، ولكنه رفض قائلاً “أنه لا يستطيع الدخول بعد أن قاموا بعملية التزوير، ليقولوا بأنه كان موجود”
هذا وقد أتت النتائج بعد التزوير، لتعطي لمرشحي الحزب الوطني الأربعة حق الإعادة، ويأخذ كمال خليل 604 صوت، وآيا إن كان ما أخذه كمال خليل أكثر من هذه الأصوات أم هذه فقط، فإن هذا الرقم له دلالة، وهو أن هناك أكثر من 600 مواطن من أهالي إمبابة، خرجوا ليقوا نعم نحن مع التغيير، نحن مع المساواة والعدل والحرية، نحن مع كمال خليل، فتحية نضالية لهم، وتحية لمرشح التغيير كمال خليل، وكل من عملوا معه في حملته الانتخابية من أجل تحقيق هدفهم جميعاً في مستقبل أكثر مساواة وعدل وحرية.