بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ساحة سياسية

في ذكرى ميلاد الرفيق الشهيد أحمد سامي

ستدفعون الثمن يوما

كان سيتم اليوم عامه الثامن عشر، شابا يافعا في عامه الأخير في التعليم الثانوي، ربما ليبدأ في تحويل عشقه للتصوير وأحلامه بدارسة الإعلام إلى واقع، ربما ليسلك طريقا آخر، وبالتأكيد كان سيستمر نضاله الذي يحركه ضمير يقظ وكراهية للظلم..

كل الاحتمالات كانت ممكنة قبل أن يقرر مرسي ووزير داخليته أن حفنة من القتلى هي تضحية مناسبة حتى يهنأ نومهم بدون أي قلاقل في القاهرة.

كان ما يحرك أحمد هو إنسانيته، وعدم فهمه للقمع والاستغلال. هذا ما أدى إلى انخراطه في العمل الخيري، ثم في العمل السياسي الثوري، باحثا عن الحقيقة دوما، باحثا عن السبب وراء معاناة الناس، وكيف يمكنه أن يوقف هذه المعاناة، لكن نظام مرسي لم يشاركه هذه المشاعر.

كان من المدافعين عن حق شهداء أولتراس أهلاوي في مذبحة بورسعيد، ثم خرج في يوم 26 يناير الماضي ليطمئن أهالي المتهمين في القضية.. خرج ولم يعد.

قُتل أحمد برصاصات غادرة أثناء محاولته إنقاذ سيدة من الموت تحت جنازير مدرعة الشرطة. مات دون ذنب سوى ضميره الحي. مات لأن نظاما عابثا اعتاد القتل كحلّ لكل أزماته، اعتاد حصاد الأرواح بدون حساب، اعتاد ارتكاب الجرائم ليداري على جرائم أخرى.

… فإني أتوجه لرجال الشرطة بالشكر على الجهود الكبيرة التي بذلوها في الدفاع عن المواطنين وعن مؤسسات الدولة ومازالوا يفعلون، كما أحيي القوات المسلحة على التنفيذ الفوري لما أصدرته من تكليفات إليهم من شأنها المساهمة الفعالة في حفظ أمن الوطن وتأمين منشآته… وأصدرت تعليماتي إلى رجال وزارة الداخلية وبكل وضوح بالتعامل بمنتهى الحزم والقوة مع من يعتدي على أمان المواطنين وأرواحهم ومنشآت الدولة والممتلكات العامة والخاصة… لابد من التعامل معهم بكل حسم وقوة لا مجال لتردد في ذلك؛ ليعلم الجميع أن مؤسسات الدولة قادرة على حماية الوطن وأبنائه ومؤسساته جميعها.

كانت هذه هي كلمات الرئيس المعزول محمد مرسي في خطابه في 27 يناير 2013 أثناء تلك المذبحة.

ستدفعون الثمن، عاجلا أم آجلا، ستدفعون الثمن.

أحمد سامي..

كل عام وأنت في قلوبنا حي بنقائك الثوري الجميل.. عسى أن تكون أفضل منّا حالا.. عسى أن نأتيك يوما بدم قاتلك وسيّده وسيّد سيّده.. عسى أن نحكي لك يوما عن حلمك الذي حققناه.. عسى أن تكف أرواحنا يوما عن البكاء..