أوباما في القاهرة

أخيراً يستطيع النظام المصري معاودة التنطع بالدور الإقليمي وأهمية الدور المصري للإدارة الامريكية خاصة أن أوباما سيوجة كلمتة من قاهرة مبارك إلى العالم الإسلامي. ولكن ما يجد فيه نظام مبارك فرصة لدعم دورة الإقليمي، يجد فيه بعض معاونوه فرصة للضغط وتوصيل أصواتهم لآذان السيد الأمريكى يذكرونه أن القاهرة التي يخصها بزيارتة إحدى عواصم الديكتاتورية والقمع التي لا يليق بالديمقراطية الامريكية دعم نظامها المستبد.
الآمال التي انعقدت بمجىء الرجل الأسمر إلى البيت الأبيض سرعان ما تبخرت فالمصالح الامريكية اولا والتأييد الشعبى لاوباما فى دول العالم الثالث لن يصب فى صناديق انتخابات الرئاسة الأمريكية. كان خطاب أوباما فى افتتاح رئاستة لأمريكا واضحاً عندما قال: “هناك حكام فى دول العالم الثالث يصرون على التمسك بالسلطة رغم إرادة شعوبهم وسنتعامل معهم ونحاول افهامهم انهم على الجانب الخاطىء”.
حسناً ولكن عندما تكون تللك الديكتاتوريات فى منطقة الشرق الأوسط التي يهددها الصعود الإيراني بما يمثلة من خطر مباشر على إسرائيل وتهديد للمصالح الامريكية الحيوية فأن الانظمة الاولى بالحرية لن تكون أبدا الاكثر ديمقراطية ولكن الاكثر ولاء.. مصر، السعودية، الأردن. حتى إن كانت تلك الأنظمة تدار بتوريث الحكم سواء ملكية أو جمهورية فهى الانظمة التى بإمكانها إخضاع سياستها الخارجية والداخلية لمقتضيات المصالح الامبريالية بغض النظر عن انعكاس ذلك على شعوبها.
الآمال التي عقدها البعض على الدور الأمريكي تبددها سريعا ضروروات الامر الواقع التى تفرض التحالفات والخصومات. ولكن آمالا أخرى تنعقد على الشعوب والجماهير.
الخيارات الآن أمام الإدارة الأمريكية واضحة، رغبة في الانسحاب من العراق، وتكثيف الضغط على القاعدة فى أفغانستان وباكستان ومواجهة الصعود الإيرانى ومحاصرة وإخضاع المقاومة في فلسطين ولبنان وبالتالي فخيار الديمقراطية التي تتوافق مع إرادة شعوبها لن يدعمها كثيرا التعاون مع القوى الامبريالية فى مواجهة المقاومة أو صعود إقليمية معاونة للاستعمار.
ولكن تللك الأنظمة التي تفاخر بمواجهة المقاومة رغم إرادة الشعوب وتنسيق مع الاستعمار لاعادة تشكيل المنطقة وتوقع أي ثمن للحفاظ على الحكم، هي فعلاً الأولى بالرعاية خاصة عندما يكون وضعها التفاوضي في مثل وضع النظام المصري، ربما كانت زيارة نتينياهو معبرا عن ذلك الوضع التفاوضي عندما طرح نتينياهو على مبارك ملفات الأمن والتعاون الاقتصادي ومواجهة إيران، في حين تمنى عليه مبارك إعادة النظر في التوسع الاستيطاني.