بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عودة الروح

اوعى تنسى.. وخليك فاكر.. اللي قتلوا مينا عساكر

ولا إخوان ولا عايزين مرسي.. بس العسكر ينسى الكرسي

عيش.. حرية.. تطهير الداخلية

هتافات جديدة ترددت في مظاهرة السبت 26 أكتوبر التي نظمتها جبهة طريق الثورة “ثوار” من ميدان طلعت حرب إلى شارع عيون الحرية (محمد محمود) ضد قانون التظاهر والاعتصام الجديد تحت عنوان “الشارع لنا”.. هتافات كانت كثوب جديد في يوم عيد.. عيد يأتي بعد فترة صمت وكآبة.. لكن يبدو أن هناك من لم ينل الإحباط من عزيمتهم.

لقد كانت هذه المظاهرة التي ضمت آلاف قليلة من الثوار، بادرة أمل قوية وملهمة، ليس فقط لأنها من أولى فعاليات جبهة “ثوار”، التي عُقد مؤتمرها التأسيسي قبل أسابيع قليلة، بل ولأنها تكسر حالة الجذر والركود، التي مرت بها الثورة المصرية.

يسعى العسكر عبر اللجان الوهمية ووسط التهليل الإعلامي المبتذل، لتمرير قانون لمنع التظاهر، رغبةً في إعادة البلاد إلى ما قبل يناير 2011، بل وبالأدق إلى ما قبل 2005، قبل أن تكسر مظاهرات حركة التغيير (كفاية) أسطورة الطوارئ، وشملت جيلا لم يخرج قبلها، وربما حتى لم يشهد أية تظاهرات.

فالخطاب الموجه من النظام يكرر نغمة “الهدوء والاستقرار وبناء البلد” الذي سبق أن كرره العسكر أنفسهم بقيادة طنطاوي وعنان، ثم ردده الإخوان تحت حكم مرسي، وقد عاد من جديد بعد أن استتبت قبضة العسكر من جديد تحت حكم السيسي. وللأسف انزلق الكثيرون من وارئه، ملايين من الجماهير لم تجد بديل جذري يحمل مطالب الثورة، والتي دفعها غضبها من الإخوان إلى ابتلاع طعم العسكر.

لكن المؤسف أكثر هو انزلاق الكثير من السياسيين المحسوبين على التيار الليبرالي والقومي، وحتى اليساري، وراء زفة “تسلم الأيادي”، ليس على مستوى الدعاية وحسب، بل والاندماج في النظام وعلى رأسهم كمال أبو عيطة الذي انتقل من خانة المناضل إلى خانة سيادة الوزير عدو العمال.

وقد أصبحت فزاعة الإسلاميين مُشهَرة في وجه الجماهير وتهمة سابقة التجهيز تُوجه لأية حركة في الشارع، لكن الخوف من الإسلاميين لن يدفعنا للارتماء في حضن العسكر، كما أن انتهازية الإخوان واستغلالهم لأية حركة في الشارع، وحتى “سرقة” شعارات الثورة، التي سبق أن عارضوها بشدة وخوّنوا من يرددونها، هذا أيضا لن يجعلنا نستكين خوفا من أن نُتهم بالتبعية للإخوان.

لقد بدأت مظاهرة السبت في كسر هذه الحالة البغيضة، وهي وإن لم تكن كبيرة مقارنة بما اعتدناه في السنوات الثلاث الأخيرة من مليونيات، إلا أن قوتها الحقيقية تكمن في خروجها في هذا التوقيت بالذات، حيث زاد الفرز في صفوف الثوار، بين من يصرون على الاستمرار في طريق الثورة بأي ثمن، ومن استكانوا لحكم العسكر وتمرغوا في التراب الميري.

إنها الصيحة الأولى لكسر الصمت.. والخطوة الأولى في إعادة تنظيم الصف.