بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

ملحمة اعتصام الضرائب العقارية

« السابق التالي »

2. مقدمة للمناضل/ كمال أبو عيطة

“بالروح بالدم..رزق عيالنا أهم..”

“يا تساوينا بالمصلحة..يا تودونا ع المشرحه..”

“الضرايب العقارية”..ليه متسابه وليه منسيه..”

“تك تك بوم.. تك تك بوم.. يا حكومة يا خم النوم..”

لم تكن هذه الصرخات التي أطلقها الموظفون بالضرائب العقارية وليد لحظه اعتصامهم “أحدى عشر يوما” أمام مجلس الوزراء بشارع “حسين حجازي”.. فقد سبق هذا عمل أستمر بدأب منذ “33 سنه”.. قبلها أي منذ صدور القرارين الوزاريين (136), (137) لسنه (74).. والذي قضى بذبحهم وفصلهم عن المصلحة الآم في القاهرة وعن وزاره المالية.
وعكس هذا القرار مشاكل جمة أبرزها:-

  1. غياب الرقابة والإشراف والمتابعة وضياعها بين المحليات ووزارة المالية فأثر ذلك أثرا كبيرا على العمل.
  2. ضاعت كل الحقوق المالية التي يحصل عليها العاملون في جباية المال العام..وتاهت الحقوق بين المحليات والوزارة.
  3. عاش العاملون في حاله يرثى لها حيث يتوقف نموهم الوظيفي عند الدرجة الأولى وحتى بعد اختراع درجه “مدير عام ” – كبير ـ لم تحل المشكلة وظل العاملون يرون زملائهم وهم يرتقون درجات السلم الوظيفي وهم محلك سر.

ومنذ سنه (1974) ظلوا يطالبون بكافه الطرق الوظيفية وينبهون إلىخطورة هذا الوضع على العمل ذاته وعلى العاملين ولا من “مجيب” حرروا الشكاوى الفردية والجماعية..أرسلوا بالبرقيات لكل ألمسئولين ناشدوا وتوسلوا وترجو ولا من “مجيب”..

لدرجه أنهم أنشئوا تنظيمهم النقابي خصيصا للمطالبة بحقوقهمالضائعة ومن خلال العمل النقابي وبالذات في مستوياته العليا يتخلى عنهم عندما تزدادالشكوى وتأخذ أشكالا أعلى من المطالبة والرجاء.

وفي عام (1999)..وتحديدا في شهر “مارس “..تجمع أعضاء اللجانالنقابية وسط أدانه النقابة العامة لهذا التحرك وطرد ممثليه من مقر نقابتهم العامة.

فنقلوا تجمعهم إلى “ميدان التحرير”..ثم جمعوا وقتها حوالي (%2/1), من قوه العمل واعتصموا أمام “مجلس الشعب ” و”وزاره المالية ” و”وزاره التنمية الإدارية ” فتم الاستجابة لهذه المطالب الجزئية وقتها

من الوزيرين:ـ “محيى الدين الغريب ” ـ وزير المالية و”محمد زكى أبو عامر” ـوزير التنمية الإدارية.

****

وتحققت مطالب المعتصمين على الرغم من صدور “مجلس النقابي العربي “..التي تصدر عن النقابة العامة

للبنوك والتأمينات والأعمال الإدارية وعلى غلافها (مانشيت)..يقول:-

“عدم أحقيه موظفو الضرائب العقارية في صرف حافز الإثابة ”

وتحقق النصر عنوه ورغم أنف النقابة العامة الخائنة..وأستمرالتحرك بعدها إلى أن قام “الاتحاد العام “.

وبجهد من الوزيرة “عائشة عبد الهادي” في (12/4/2006) وفي حضورالوزيرة “عائشة عبد الهادي “وفي حضور قيادات “النقابة العامة ” و”اللجان النقابية “وبعد عرض رئيس النقابة العامة للمشكلة وشرحي لأبعاد المشكلة للوزير..قال لي:-

“بشر زملائك سأحل المشكلة وسوف ترتقي أوضاعكم لتتساووا مع زملائكم فيالمصالح الإدارية الأخرى ”

ولم أكذب خبرا أرسلت لجميع زملائي بياناُ بعنوان “بشرى لجميعالزملاء وأبلغتهم فيه بما كلفني به الوزير ”

وأنتظر الزملاء منذ ذلك التأخير تحقق البشرى ولم تتحقق وتيقنوامن أنها بشرى “كاذبة “.

كان طبيعيا أن يستجيبوا للتصعيد بعد أن سرت أيامهم كل السبل فبعد أن خضنامعا كل الدروب ووصل الجميع لنفس النتيجة التي وصلت إليها.

كان طبيعيا أن يستجيبوا للتصعيد بل كان بعضهم أكثر حماسا للتصعيد من كاتبهذه السطور.

وهنا نؤكد على أن الحل لم يأتي إليهم من الخارج ولم يفرض عليهم بل همبأنفسهم وعبر خوضهم كافه الأساليب توصلوا إليه..حيث وقفوا بأبواب المسئولين ووجدواالصدود..

ووقفوا بباب النقابية وطردوا من مقر نقابتهم التي يمولون نشاطها من حصيلةاشتراكهم ونقلوا مشكلتهم لأكبر “قطاع” من خلال الإعلام ولم يتركوا كبيرا في الدولةإلا وناشدوه وتحت يدي “أكوام” من هذه المناشدات التي خاطبنا فيها من أول “رئيسالدولة ” ومروراُ بكل الموظفين..

مرة أخيرة أكرر وأؤكد على أن الإضراب والاعتصام لم يتم إلا بعد اقتناع كاملمن الزملاء بانسداد كافه الطرق الأخرى فجاء الاعتصام والإضراب بالصورة التي يعرضهاأحد قاده هذا الاعتصام والإضراب.

والتي بدأت باعتصام يوم كامل من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساءا أمام “مجمع المصالح ألحكوميه ” بالجيزة ـوأعقبه إضراب عن العمل المتمثل في التوقف عنالتحصيل حتى يتم الاستجابة لمطالب الإضراب وتلا هذا اليوم أيام مماثله في جميعالمحافظات حي ث أعقبها اعتصام الدقهلية وتوالت الاعتصامات والانضمامات للإضراب في جميع المحافظات ثم جاء الاعتصام في ” الاتحاد العام لعمال مصر ” يومي (13,14/11)

واختيار المكان لا يرجع لكونه منبرا للدفاع عن العاملين بل على العكس كانمكاناُ أكثر جفاء من الشارع الذي احتضننا فيما بعد “أحدى عشر يوما “..وسط ترحيبسكان شارع ” حسين حجازي ” والمارة.

ففي الاتحاد العام أوصدت الأبواب أمامنا..أبواب القاعات الوثيرة المؤسسة منحصيلة اشتراكاتنا وأوصدت دورات المياه بالسلم ورصيف الشارع.

ولم نجد من قيادات الإضراب والاعتصام وإعطاء الحكومة مهلة ” أسبوعين ” فقطلتنفيذ الطلبات.

*****

وفي حاله عدم استجابة الحكومة سيكون “رئيس الاتحاد” وأعضائه أول المعتصمين معناوطبعا أنقضت “المدة”.. ولم يفي “رئيس الاتحاد” بوعده ولم يكن في أول صفوفالاعتصام ولا حتى في أخره بل وقفوا جميعا ضد الاعتصام وهاجموه وحاربوه بكل الوسائلالتي توفرها لهم حصيلة اشتراكاتنا.

فلم يجد العاملون أمامهم من مخرج ألا أن يواجهوا بصدورهم العارية ويطالبونبحقوقهم من خلال اللجنة العليا للإضراب التي تحولت فيما بعد وبقرار جماعي منهم إلى”النقابة العامة للعاملين” بالضرائب العقارية المستقلة.

والتي حققت مع زملائها هذا النصر المبين حيث أرتفع الحافز من (75%) إلى (325%) بالاعتصام والإضراب..علما بأن الــ (75%) الأولى لم تأت إلا عبر اعتصام “مارس لسنه (1999) “..وهكذا حقق العاملون بإضرابهم المشروع هذا المكسب.

وهم يواصلون اليوم حماية مكاسبهم التي يحاول البعض تقييدها بوضع قواعد صارمةتحرم من الحافز أكثر مما نتيجته وقد نجحوا بمفاوضتهم في تعديل هذه القواعد.

وحيث أننا من موظفي الدولة أقول لزملائي “موظفي الدولة ” في كافه المواقع إن الدولة المصرية قد تغيرت طبيعتها فلم تعد دوله “العمال” و”الفلاحين” و”الموظفين” و”المنتجين”..أنها دوله رجال الأعمال.

ونظره إلى مجلس التجار المسمى “بمجلس الوزراء” تثبت صحة ما أقول وكانطبيعيا أن يقول “رئيس الوزراء”..د.أحمد نظيف:- ” الدولة ما بقتش بابا وماما وأنور وجدي “..

وعنده حق أن الدولة الآن لم تعد حتى “زوج الآم” أو ” زوج الأب” إن حكومة هذه الدولة تعبر عن قوى معاديه للسواد الأعظم من الشعب.

وحيث أننا متعاقدون مع هذه الدولة في علافه عمل “علاقة لائحية” والقاعدةالأصلية لعلاقة العمل “الأجر” مقابل العمل.

أطلب منكم أن تتعاملوا مع حكومة هذه الدولة على أنها صاحب عمل مستثمر مصري أو أجنبي.

نأخذ أجرنا العادل مقابل عمل يؤدي بلا أي زيادة أو نقصان.

حيث ولى زمان الدولة التي كانت ترعى الفقراء وتبنى لهم مساكن شعبيه وتوفر لهم سلعهمالأساسية بأسعار قليله وتوفر لهم العلاج المجاني والرخيص ولا ترهق كاهلهم بفاتورةالكهرباء والمياه والتليفون والغاز.

لذا سنستمر جميعا في المطالبة بربط الآجر بالأسعار ولن نقدمتضحيات وأعمال تطوعيه لأننا نعلم أن عائدها سيعب في جيوب التجار الذين يحكمون.

“هذه رسالتي ودروسي المستفادة من رحلتي البسيطة أهديه لزملائيمن الأجيال القادمة كما أهديه لكل من تضامنوا معنا وساندونا ساعة العثرة من الأحياءوإلى من رحلوا عن عالمنا وعم يحلمون ولم يكتفوا بالحلم المشروع بل تعبوا من أجلتحقيقه وأن لم ينالوا لحظه قطف الثمار”.

إلى روح “جمال عبد الناصر” الذي أعطانا مكاسب نناضل من أجلاستعادتها.

إلى روح “أحمد شرف الدين” الذي علمنا الــــدأب.

إلى المخلصين ـ فقط – نهدى الانتصار“.

كمال أبو عيطة

« السابق التالي »