بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

أنطونيو جرامشي – النظرية والممارسة

« السابق التالي »

6- الجبهة الداخلية

شرع العمال في هذا الظرف في تكوين منظمات للمقاومة، مكونة من عامة الناس. وبدأت اللجان الداخلية في الانتعاش، وعادت بقوة بعد الحرب العالمية الأولى. تجمعت المجالس لمناقشة الأجر والظروف المنطبقة على كل من يعمل في قطاع أو مصنع، بغض النظر عن كونه عضوًا حاملا لبطاقة النقابة أو لأي اتحاد للنقابات ينتمي إليه. كان لهذا أهمية خاصة؛ إذ إن المصانع شهدت زيادة في عدد النساء والعاملين الجدد الآخرين، الذين لم يكن لديهم خلفية تقريبا عن عضوية النقابة.

بطبيعة الحال لم ترق مثل هذه التشكيلات للمسئولين في النقابات؛ لأن بها أعضاء غير نقابيين، مما لا يسمح لهم أن يقوموا بدور الوسيط بين المصنع والإدارة والجيش. في أبريل لعام 1918 نجحت نقابة المهندسين (فيوم) في رفع الأجور والحصول على تأمين للبطالة، واعتراف باللجان الداخلية. أما على الجانب المظلم فقد عادت النقابة مرة أخرى للتعيينات وتأديب هذه الهيئات.

انقسمت الطبقة الحاكمة الإيطالية، فقد فشلت إيطاليا في جمع قيمة الرشاوى التي قدمت إليها عندما دخلت الحرب. أما معاهدات السلام التي تلت ذلك فقد أغضبت شريحة من الطبقة الحاكمة، وقطاع واسع من الطبقة المتوسطة، خاصة من الضباط في الخدمة ومن خرج منها.

كان بإمكان السياسيين المخضرمين أن يحتجوا، إلا أنهم لم يروا بديلا عن قبول ما قُدم من مكاسب من الأرض بمساحات أقل مما وُعِد به. قاد الشاعر القومي وبطل الحرب جابريلي دانونتسيو استحواذ شبه عسكري على مدينة فيوم، التي كان قد تم دمجها في دولة البلقان الجديدة “يوغوسلافيا”. ودعم الجيش هذه المغامرة بل حرّض عليها أيضا، مما أعطى مزيدًا من الدفع لحق اللجوء لوسائل غير برلمانية تحقيقًا لهدف ما. وأصبح عددٌ متزايدٌ من الناس يتجاهل الحكومة في روما، سواء من اليساريين أو من اليمنيين.

لم تتشابه ظروف أي بلد غرب أوروبي مع ظروف روسيا مثل إيطاليا. آمنت الأسرة الملكية الإيطالية أن مصير أقاربهم من أسرة رومانوف في روسيا كان ينتظرهم. وخشت قيادة الجيش أنها لن تستطيع أن تعتمد على رجالها. وبدا أن مزيجًا من التمرد الريفي الحضري قد يستعد لسحقهم جميعًا. دخلت إيطاليا أزمة ثورية خلال السنوات 1919 و1920، أو الفترة الحمراء.

« السابق التالي »