بيان اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والعمالية
رحل عاطف الجبالي.. بعد أن رأى انتصارات زملائه عمال غزل المحلة
فقدت الطبقة العاملة المصرية، والحركة السياسية واليسار المصري في الأيام الماضية أبناً آخر من أبنائها المناضلين، وهو عاطف الجبالي، عامل من عمال غزل المحلة، والذي قاد مع زملائه العديد من الاحتجاجات العمالية التي حققت الكثير من الانتصارات وأهمها “ملحمة أيام الراحات الأسبوعية (الجمعة )” عام 1986، فقد كان عاطف الجبالي في قيادة إضرابات وتظاهرات غزل المحلة منذ عام 84 حتى عام 88.
وفي عام 1984 صدر قرار بنقل عاطف للإسكندرية وعلي مدكور للقاهرة بسبب توزيعهم بيان تأييد لعمال كفر الدوار، واحتجاجاً علي قرار النقل اعتصم علي مدكور وعاطف الجبالي داخل النقابة، واحتج عمال غزل المحلة على هذا القرار، مما أدى إلى اعتقال 12 عاملاً كان بينهم عاطف وعلي، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي اعتقل فيها الجبالي، بل أن الجبالي اعتقل أكثر من عشرة مرات، من بينها الاعتقال على ذمة قضية الحزب الشيوعي المصري.. وقد حصل فى المعتقل من زملائه على جائزة المعتقل الأكثر ثقافة بين المعتقلين الجدد – رغم انه لم يحصل من التعليم سوى على الإعدادية ولكن درايته بعلوم الفلسفة وعلم النفس والتاريخ والاقتصاد تفوق العديد من أصحاب المؤهلات العليا.
وقد تعرض الجبالي، وحمدي حسين رفيق نضاله للتعذيب البدني الشديد والقاسي من قبل مباحث سجن طنطا العمومي وضباط أمن الدولة عندما كانا معتقلين سويا عام 1994 بسبب مظاهرات في غزل المحلة رغم أنهم لم يكونا في غزل المحلة وقتها.
وقد كان عاطف الجبالي أحد مؤسسي لجنة الدفاع عن القطاع العام كلجنة مصرية تناهض الخصخصة عام 84، كما كان عاطف الجبالي رئيس مجلس أدارة مركز الفجر لحقوق الإنسان. لقد رحل عاطف الجبالي وهو يري زملائه عمال غزل المحلة يعيدون أمجاد ونضالات الماضي، ويجبرون الحكومة علي تلبية مطالبهم المطلب يلي الآخر.
إذ تنعي اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية، عاطف الجبالي ابن الطبقة العاملة، والذي أتت وفاته قبل أن يأتي الموعد السنوي لفقدها لأبنها وابن الطبقة العاملة المصرية، الأستاذ أحمد شرف الدين المحامي اليساري، والذي قضي حياته في خدمة قضايا العمال والفلاحين المصريين، وسوف تحيي ذكرهما معاً أثناء انعقاد جمعيتها العمومية وذلك يوم الجمعة الموافق 9/11/2007.