مشروع البرنامج الانتخابي للطلاب الاشتراكيين الثوريين في انتخابات اتحاد الطلاب
على مدار الأعوام السابقة ناضلت الحركة الطلابية المصرية ضد كل أشكال الاستغلال والاستبداد التي كرسها نظام مبارك في مصر ولم ينج التعليم ولا الجامعة المصرية منهم. فأطلقت السلطة الحاكمة أمن الدولة ليُحكِم سيطرته علي الجامعات المصرية ليمنع الطريق علي أي حركة ثورية تدافع عن لائحة طلابية ديمقراطية يصيغها الطلاب بأنفسهم واتحاد طلاب حر ينتخبه الطلاب ليدافع عنهم وعن مصالحهم ومطالبهم داخل الجامعة.
ولأجل هذا زوروا الانتخابات، وشطبوا الطلاب من القوائم، وهاجمت بلطجيتهم المعارض والنشاطات التي ننظمها وكم من مرة اعتقلوا زملائنا لمنع أي نشاط سياسي داخل الجامعة ولم تنج الجامعة أيضا من سياسات الاستغلال وتحويل كل شيء إلى سلعة، فبدأ النظام في حملة شرسة لخصخصة الجامعات الحكومية وإنشاء جامعات خاصة تصل مصاريفها لعشرات الآلاف لا يقدر عليها إلا الأقلية من هم يمتلكون الثروة فقط، لكن الأغلبية الكاسحة من الطلاب أبناء الفقراء لا يجدون إلا التعليم الحكومي والذي لم يكن أبدا لا تعليما ولا حكوميا. فمجانية التعليم أصبحت حبرا علي ورق، مصاريفنا تزداد عاما بعد الآخر في غياب تدريجي للخدمات، فأسعار الكتب الجامعية تصل أسعارها إلى عشرات الجنيهات وكأن الجامعة أصبحت دار للنشر هادفة للربح وليست مؤسسة حكومية تمولها الضرائب التي يدفعها أهالينا من أجورهم.
حال المدينة الجامعية أيضا لايخفي علي أحد، بداية من شروط الالتحاق بها فأصبح السكن والإيواء للطلاب المغتربين بحثا عن العلم طريقة أخرى لتحصل بها الدولة أموالا طائلة من الطلاب، فزادت الشروط والعراقيل التي تعطل سكن الطلاب، فضلا عن السوء الشديد للخدمات والأطعمة داخل المدينة والتدخلات الأمنية الفجة في حياة الطلاب الشخصية داخل الغرف والحياة الغير أدمية داخلها.
كذلك المنظومة التعليمية برمتها لم تعد أبدا تدفع الي تطوير التعليم وتخريج دفعات من الشباب القادر علي مزاولة اختصاصه بغض النظر عن أنه لايعمل طالب ما في مجاله بعد التخرج. لكن حتي لو حظى بفرصة العمل في مجاله فالمقررات التعليمية قديمة وطرق التدريس تعتمد علي التلقين والمعامل والمدرجات غير ذات كفاءة أبدا لسير العملية التعليمية، وبالتالي نجد هناك فجوة ضخمة بين ما نتعلمه وبين المطلوب أن نمتهنه، هذا إلى جانب الرعاية الصحية المفقودة داخل الجامعات فهنا سقط طالب من المدينة ولم تسعفه سيارات الإسعاف فأخذ ينزف وهذه طالبة أصيبت بإغماء فلم يسعفها طبيبا ولا سيارة إسعاف ولا الوحدة العلاجية مستعدة لاستقبال أى طالب.
أما من الناحية الأمنية فالجامعة المصرية لم تعد مكانا يأمن فيه الطلاب على أنفسهم، فكم من مرة هوجمت مدن البنات الجامعية وكم من مرة قتل طالب وأصيب آخر علي أيدي البلطجية ؟ الأمن المدني غير مجهز لحماية الطلاب وتأمينهم ومن ناحية أخرى يبذل نظام الإخوان المسلمون مجهودا جبارا لأجل استعادة الداخلية لتأمين الجامعات المصرية وهم من ذاقوا مثلنا ويلها وقمعها وتدخلها في الحياة الجامعية وإرهابها للطلاب ولكن من هو في السلطة يختلف عن ذلك المعارض المقموع.
وأخيرا انحياز دولة مبارك ومن بعدها الإخوان المسلمين لرجال الأعمال ومصالحهم جعل التعليم بالنسبة لهم هو مجرد سلعة للعرض والطلب، من يدفع يتعلم ومن لا يجد أن يدفع فليواجه مصيره في الجامعات الحكومية. وأكبر دليل علي ذلك هو اتجاه الحكومة إلى تقليص ميزانية التعليم كل عام عن الآخر فبعدما كانت 5% وصلت إلى 4% وفي اتجاههها للنقصان مقارنة مثلا بميزانية وزارة الداخلية التي تصل نسبتها من الموازنة العامة الي 21% ! ومن سيقاوم تلك السياسات ستستخدم معه نفس أساليب الحزب الوطني من قمع وتشويه وهو ما اكتشفناه عبر الشهور السابقة بعد تربع الإخوان المسلمين علي السلطة في مصر.
وفي هذا العام تأتي انتخابات اتحاد الطلاب بعد ثورة 25 يناير ونحن أمام سلطة جديدة (الإخوان المسلمون) ورئيس منتخب لم نري منه حتي الأن ما يختلف عن سابقه مبارك، فرأيناه يقترض من صندوق النقد الدولي الذي كان سببا رئيسيا لما وصل اليه حال التعليم والصحة والسكن في مصر. ومازالت الطرق القديمة في صياغة اللائحة الطلابية بعيدا عن الطلاب ورغما عن إرادتهم كما هي.
زملاءنا وزميلاتنا الطلاب
قررنا أن نخوض معركة انتخابات اتحاد الطلاب هذا العام استكمالا لنضالنا من أجل استرداد الجامعة المصرية من أيدي الأمن ورجال الأعمال، رأينا أن مقاطعة الانتخابات بسبب الطريقة التي صيغت بها اللائحة الطلابية هو تفويت للفرصة من أجل النضال داخل الاتحاد وإعادة صياغة اللائحة من جديد عبر استفتاء طلابي عليها في كل جامعات الجمهورية وإتاحة الفرصة للسلطة الجديدة في تمرير مشاريعها التي لم ولن تختلف عن مشاريع نظام مبارك .
وفي ذلك السياق، نستعرض البرنامج العام لنا الذي سنخوض من أجله انتخابات اتحاد الطلاب:
1- اللائحة
نهدف الي إسقاط اللائحة الطلابيه الحالية وصياغة لائحة جديدة عبر عدة مؤتمرات في الجامعات المختلفة ثم الاستفتاء عليها وإقرارها.
2- العدالة الاجتماعية
– نهدف إلى وقف كافة أشكال خصخصة التعليم أو أي زيادة في المصاريف الطلابية من أجل تفعيل مجانية التعليم بشكل حقيقي.
– تخفيض سعر الكتاب الجامعي ليكون بحد أقصى سعره 5 جنيهات لكل كتاب على أن تطبع الكتب في المطابع الأميرية ويغطي صندوق التكافل الاجتماعي ما تبقى من تكاليف.
– إعادة تفعيل منح المتفوقين التي تعطي للطلاب حين التفوق في الثانوية العامة أو في السنوات الجامعية.
– تحسين الخدمات وكذلك الاطعمة داخل المدينة الجامعية وجعلها مجانا لكل من يتقدم بطلب سكن من المحافظات البعيدة وبأسعار رمزية لغير المغتربين.
3- الرعاية الصحية
– يوميا يأتي إلى الجامعة للدراسة ما يقرب من 10000 طالب ولا يوجد أى ضامن لعدم تعرضهم لأي مخاطر داخل الجامعة لذلك نهدف إلى تطوير الوحدات العلاجية داخل الجامعات المصرية وتجهيزها بما يلزم للإسعافات الأولية.
– إنشاء مستشفي جامعي لكل جامعة وتطوير المستشفيات الموجودة فعليا كي تستطيع استقبال أي حالات طارئة ولا يجب أن يقل عدد سيارات الإسعاف في كل جامعة عن 5 سيارات إسعاف متطورة.
4- الأمن
تطوير الأمن المدني داخل الجامعات عبر زي موحد لكل العاملين ووضع بوابات إلكترونية على البوابات وتعيين دوريات بسيارات تطوف الجامعة للتدخل في أي حالات بلطجة، علي أن يقتصر دور هذا الأمن على حماية المنشآت وفض البلطجة وحماية المدينة الجامعية وفقط ونرفض رفضا تاما كل الاقتراحات بعودة الداخلية لتامين الجامعات من جديد (فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
5- الحريات
– نهدف إلى كفالة كل أنواع النشاط بأنواعه داخل الجامعة السياسي والثقافي والاجتماعي والأدبي والفني داخل الجامعات، وتوفير ميزانية جيدة يشرف على إنفاقها اتحاد الطلاب والأسر لتشجيع الطلاب علي تطوير مواهبهم ومزاولة الأنشطة المختلفة.
– إطلاق الحريات العامة داخل الجامعة وعدم التفريق بين الطلاب على أساس الجنس أو الدين أو اللون أو المستوى الاجتماعي، فالحقوق تقدم للجميع بلا تفرقة.
6- إنشاء لجنة تحقيق
من أجل حل كل المعضلات نهدف إلى تشكيل لجنة تحقيق يشكلها الاتحاد من طالب منتخب من كل كلية لتلقي كل شكاوي الطلاب واستفساراتهم وتلتزم بالرد خلال اسبوع كحد أقصى.
7- تطوير التعليم
لسنا خبراء، ولكن معاناتنا داخل الجامعات أوضحت أن الطريقة التي تسير بها المنظومة التعليمية في مصر لا تسمن ولا تغني من جوع، الواقع شيء والتعليم والكتب شيئ آخر. لابد أن تستفيد مصر من كوادرها وخبراتها من الباحثين والعلماء لتطوير التعليم المصري وتفعيل مشاريع البحث العلمي واستخدام الطرق المتطورة في التعليم لا بد من تطوير المعامل والمدرجات والكتب والأدوات العلمية بما يفي حاجة الطلاب وقدرتهم علي التعليم.
زملاءنا وزميلاتنا الطلاب، إن هذا البرنامج سيصبح حبرا علي ورق إن لم تكن خلفه حركة طلابية منظمة، نهدف أن نكون القلب النابض في قلبها للدفاع عن هذا البرنامج وتحقيقه سواء نجحنا في كسب أغلبية الاتحاد مع باقي القوى الثورية أو لم نستطع فسنظل نناضل من أجل تحقيقه من أجل الحرية والمجانية واسترداد الجامعة المصرية.
الطلاب الاشتراكيون الثوريون