بيان الاشتراكيين الثوريين
حركة المحافظين وإعادة إنتاج النظام البائد
في كلمته يوم 11 يوليو أكد عصام شرف (أنه تحقيقا لأهداف الثورة وحفاظا على مكتسباتها قد قرر عدة قرارات منها إجراء حركة للمحافظين تتفق وطموحات الشعب).
وجاءت حركة المحافظين أمس والتي تأخرت أسبوعا عن موعدها مخيبة لطموحات الشعب ومعادية لأهداف الثورة بدرجة كبيرة لتتراوح بين إعادة إنتاج عناصر من النظام البائد مثل اللواء عادل لبيب محافظا لقنا بعد أن إستمر لسنوات محافظا لقنا ثم الإسكندرية وكان له دور بارز في مواجهة الثوار بالإسكندرية، وكأن مصر عقمت مثل كفاءته حتى يستدعيه شرف من قبره بعد إقالته عقب الثورة، واللواء المعداوي الذي ترشح في إنتخابات 2010 كعامل على مبادئ الحزب الوطني، كما أن إبنه ضابط الشرطة أحد مديري صفحة (إحنا أسفين يا ريس)، ناهيك عن العديد من لواءات العسكر وأمن الدولة مثل الروبي والفولي ومصطفى السيد. ليصبح إجمالي المحاقظين اللواءات 18 لواء سابق من أصل 27 محافظ (الثلثين).
وحتى الأن لم تلقى هذه الحركة الرد والمواجهة الكافية من قوى الثورة، ربما لخروجها منهكة من إعتصام 8 يوليو أو لإنشغال البعض بالإعداد للإنتخابات البرلمانية، متغافلين أهمية دور المحافظ التنفيذي الذي يتضاعف في المحافظات حيث يملك المحافظ من الصلاحيات ما يجعله ممثلا لرئيس الجمهورية في المحافظة يقود كل الأجهزة التنفيذية والخدمية، مما يعني أن محافظا معادي للثورة واهدافها سوف يلعب دورا كبيرا في إجهاض أي مبادرات ثورية لصالح الجماهير كما سيعمل على دعم فلول النظام البائد من رجال أعمال والعائلات.
إن ما يحقق أهداف الثورة ويتفق مع طموحات الشعب والثوار هو إرساء مبدأ إنتخاب المحافظين حتى يكون ولاء المحافظ للجماهير التي إنتخبته ويمكنها سحب الثقة منه وليس ولاؤه للحكومة ومجلسها العسكري الذين أختاروه للمنصب، وهذا مبدأ غير قابل للتفاوض وعدم تنفيذه إهدار لحقوق الجماهير لا يمكن السكوت عنه.
كما طالب الثوار بإفساح المجال للشباب والنساء والأقباط ليتولوا منصب المحافظ في محاولة لتجديد الدماء والأفكار والتعاطي بأشكال مبتكرة مع المشكلات المزمنة لبعض المحافظات ولكن جاءت النتيجه للحركه التي إعتمدها شرف والمجلس العسكري خاليه من العناصر الثلاثه ومعتمدة على نفس التركيبة العتيقة.
وكما جاء التغيير الوزاري وتطهير وزارة الداخلية شكليا ولم يتم إقالة أو إيقاف الضباط المتهمين بقتل الثوار، جاءت حركة المحافظين على نهج نظام مبارك لتكمل مسلسل إفراغ الثورة من مضمونها، ولتؤكد للمراهنين على عصام شرف والمجلس العسكري أنهم واهمون وأن الطريق الوحيد لإستكمال أهداف الثورة هو الشارع والجماهير وإستخدام كل وسائل الضغط من التظاهر والإعتصام والإضراب للحصول على حقوقنا ممن يسعون لسرقتها