تحالف عمال الثورة المصرية يتساءل
لماذا يجرم العمال وهم يطالبون بمحاسبة الفاسدين وبتشغيل الشركات؟
أضرب واعتصم العمال في المئات من مواقع العمل لما يقرب من الشهرين، ولم يتلقون أي رد سوى التشكيك في ثوريتهم ليس فقط من قبل الحكومة والجيش بل من قبل العديد من النخب السياسية أيضاً، وأخيرا تجريم حركتهم بموجب قانون مشبوه.
تعالوا معاً لنري بعض نماذج اعتصامات وإضرابات العمال والتي ما زالت مستمرة حتي الآن لنرى أي جرم أرتكب هؤلاء العمال.. ففي شركة غزل شبين (أندوراما حالياً)، يعتصم العمال منذ يوم 16 فبراير 2011 في الشركة، وذلك للمطالبة بعودة العمال مفصولين تعسفياً، وتثبيت العمالة المؤقتة، علاوة على طلبهم بـإعادة تشغيل الشركة، وذلك بعد أن قام المستثمر الهندي بتخريبها، وشكل العمال فيما بينهم لجنة للتشغيل وتقدموا بطلبهم هذا للمجلس العسكري وللحكومة، وإلى الآن لم يتلقون أي رد من أي مسئول!!
كذلك عمال شركة السويس للأسمدة مضربون عن العمل ومعتصمون بداخل الشركة منذ أكثر من 25 يوم وذلك للمطالبة بتطبيق القانون فيما يخص حقهم في 10% من الأرباح وهم الذين يعملون في صناعة تعرض صحتهم وحياتهم نفسها للخطر، خصوصاً في غياب أي اشتراطات سلامة وصحة مهنية، كما يطلبون التأمين عليهم بنفس قيمة مرتباتهم حتى يجدون ما يستطيعون به العيش هم وأسرهم عندما يخرجون علي المعاش، والغريب في الأمر أن العمال قبل الإضراب بأسبوع تقدموا بمطالبهم لرئيس مجلس اللإدارة ولكنه لم يعرها اهتماماً.
وهناك عمال شركة تراست النسيجية، بالسويس الذي قرر محمد أسماعيل صاحب الشركة منذ يوم 25 يناير توقيف الشركة التي يعمل بها أكثر من 1000 عامل، وحرمانهم من مرتباتهم، وبعد اعتصام العمال منذ 7 فبراير، أخيرا تقدمت وزارة القوي العاملة ببلاغ للنائب العام ضد صاحب الشركة (هذه ليست المرة الأولي التي يقدم فيها بلاغ للنائب العام ضد نفس المستثمر ولنفس الأسباب، فمنذ ما يقرب من ثلاث سنوات حاول فصل العمال وإغلاق الشركة لولا وقفة العمال التي أجبرت عائشة عبد الهادي إلى تقديم بلاغ للنائب العام مما أدى لمنعه من السفر فأضطر للعودة لطاولة المفاوضات مع العمال)، ويطالب العمال بتشغيل الشركة.
أما عمال شركة الغاز في الفيوم اللذين تم فصلهم بعد عمل دام لمدة 8 سنوات، فمعتصمون أمام الشركة منذ أكثر من شهر يطالبون بالعودة للعمل ومحاسبة المسئولين اللذين يتلاعبون بأموال هيئة البترول، والذي يتقاضي أحدهم 250 ألف جنيه شهرياً بخلاف البدلات والأرباح.
هذا بخلاف عمال شركة النيل لحليج الأقطان اللذين يحاربون منذ سنوات الفساد والإهدار في المال العام، والذي بلغ مليارات في صفقة بيع الشركة، والذي رائحة فساده تزكم الأنوف (وبالمستندات) بخلاف إيقاف محالج ومصانع كانت تنتج 20% من الزيوت التي نستهلكها في مصر، بخلاف المنتجات الأخرى، وتقدم العمال ببلاغات بدلاً من المرة مرات للجهات المسئولة وللنائب العام وللآن لا أحد يوقف هذا الفساد، وهذا الإهدار.
هذا بخلاف أكثر من نصف مليون موظف مؤقت لدي الدولة في كل الوزارات (الصحة والزراعة والتعليم…….)، واللذين عملوا بمرتبات 40، و 50 جنيه شهرياً لسنوات طوال على أمل التثبيت، واللذين رأيناهم، يعتصمون قبل الثورة وبعدها للمطالبة بالتثبيت وبآثر رجعي، وفي الوقت الذي كانت الحكومة البائدة تستجيب لضغوط بعضهم، بتحسين شروط العمل، إلا أن الحكومة الحالية لم تسأل في أي منهم، ولا نعرف لماذا؟؟
وفي الحقيقة هناك العديد من التساؤلات التي نطرحها على حكومة د. شرف، وهي عندما يحتج العمال للمطالبة بمحاسبة الفاسدين، وعندما يحتج العمال للمطالبة بإعادة تشغيل الشركات، وعندما يحتج العمال للمطالبة بحقوقهم في التثبيت وحقهم في العمل وحقهم في مرتبات تكفيهم وذويهم الحياة الكريمة، لماذا تجرمونهم؟؟ وعندما يتقدم العمال بطلباتهم قبل أي عمل احتجاجي فلا يلقون أي إجابة، ما عساهم يفعلون؟؟
أين جريمتهم، هل هي أنهم يحبون بلدهم ويريدون تطهيرها من الفاسدين، ويريدون تشغيل مصانعهم؟؟ أم أن جريمتهم أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة وبطرق سلمية؟؟
وفي المقابل هل ممن شروط المحافظة علي الثورة أن نتركهم وكأننا لا نراهم ولا نسمعهم، وهل من الأمانة أن نترك من يسرق ومن يفسد؟؟، وهل من الشرف أن ندير وجوهنا، بعيداً عن من يقولون لنا ها هم اللصوص؟؟ هل من العدل أن يبقي من يتقاضي مليون و2 مليون و3 مليون جنيه شهرياً كأجر في الوقت الذي ما زال فيه هناك عمال وموظفين بلا أي حقوق ويتقاضون 40 جنيه شهرياً وهناك عمال آخرون يفصلون من اعمالهم ويشردون هم وأسرهم؟؟
لذا يطلب تحالف عمال الثورة المصرية تلبية مطالب العمال جميعاً، وعلى رأسها محاسبة الفاسدين لإيقاف نزيف الخسائر بسببهم، ومحاكمتهم على فسادهم، وإعادة تشغيل الشركات المتوقفة وتشغيل العمال بها، وتثبيت كل العمالة المؤقتة وبأثر رجعي، وعودة كل العمال المفصولين في كل الشركات والهيئات، وإصدار قانون بحد أدنى 1500 جنيه شهرياً، وحد أقصى للأجور لا يزيد عن 10 أضعاف الحد الأدني، وربط الأجور بالأسعار.
تحالف عمال الثورة المصرية
الأحد 3 أبريل 2011