بيان الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)
كفاية قمع لفلاحي سراندو!
إذا أردت أن تعرف حقيقة ما يجري في أعماق مصر، في الكفور والنجوع والعزب والمدن الصفيح، فانظر إلى ما يحدث الآن في عزبة سراندو بقرية البروجي، مركز دمنهور، بحيرة. فلاحو هذه العزبة يواجهون عودة كبار الملاك المسنودين بأجهزة الأمن والعربات المصفحة للأمن المركزي. “الإصلاح” الزراعي المضاد – ذلك “الإصلاح” المزعوم القائم على اغتصاب الأراضي التي حازها الفلاحون بعد سنوات من القهر والنضال – يسير على قدم وساق بدعم الدولة وقوانينها وجهاز أمنها.
ما نراه في عزبة سراندو هو نموذج لما يجري في مصر كلها. تحالف كبار الملاك وكبار الأثرياء مع كبار رجال الدولة الفاسدين يهجم بقسوة على مواطني هذا الشعب، من فلاحين وعمال وموظفين ومهنيين وتجار صغار ومبدعين.. الخ، لينزع عنهم كل مكسب حصلوا عليه في عهود سابقة بكفاحهم ونضالهم. جهاز الدولة أصبح اليوم قطاع خاص يعمل في خدمة أصحاب السطوة والحظوة من أمثال صلاح نوار المالك الكبير الذي يغتصب أراضي فلاحي سراندو بالبلطجية وبرجال الأمن.
إن حركة التغيير في مصر، حركة كفاية، تناضل من أجل ديمقراطية حقيقية في هذا البلد. ونحن نعلم أنه لن تتحقق ديمقراطية في مصر بدون مساندة ودعم وكفاح أوسع الجماهير المكتوية بنار الديكتاتورية والقمع. لن تتحقق ديمقراطية بدون الوقوف بصلابة ضد كل أشكال القمع والتنكيل بكادحي وفقراء ومواطني هذا البلد.
إن دعمنا لفلاحي سراندو هو واجب أصيل على كل مكافح من أجل الديمقراطية الحقيقية. النظام الديكتاتوري في مصر يحمي المغتصبين ويساند أصحاب النفوذ. ومقاومة كل مظهر من مظاهر الديكتاتورية واجب علينا وحق لفلاحي سراندو، كما هو حق لكل صاحب حق وقفت الديكتاتورية بالمرصاد ضد حصوله على حقه المشروع.
الظهير الوحيد الذي تستند عليه حركة التغيير الديمقراطي في مصر هو جماهير هذا الشعب الأصيل. لن تحقق حركة التغيير أهدافها بالتوسل والمناشدة. سنحقق أهدافنا فقط إذا أصبحت حركتنا حركة جماهيرية واسعة ومناضلة. ولذلك فإن نضالنا من أجل حق الجماهير في عيش كريم، وضد كل اغتصاب لحقوقهم، هو ضرورة لازمة لتوسيع أفق المعركة من أجل الديمقراطية.
الديمقراطية كما نراها هي حق فلاحي سراندو في استرداد أراضيهم، هي إنهاء الصورة البغيضة لعربات الأمن المركزي المصفحة التي تجوب البلاد طولا وعرضا لقمع كل معترض وكل مدافع عن حق أو معبر عن رأي. لا فارق لدينا بين المظهر القبيح لعربات الأمن المركزي أمام نقابة الصحفيين أو المحامين، وبين المظهر المساوي في قبحه لعربات الأمن المركزي أمام مصنع عماله مضربون أو قرية فلاحوها محتجون على اغتصاب الأرض وسرقة الأقوات.
لا شك أن الطريق للحرية أصبح مفتوحا. فقط نحتاج إلى توسيع جبهة نضالنا وتعميق مطالبنا. فقط نحتاج إلى الثقة بأنفسنا وبجماهير الشعب المصري الذي يستحق الحرية ويحتاجها. الحرية هي أداة هذا الشعب في الوقوف أمام جلاديه ومستغليه. وكل معركة صغيرة من أجل الحرية وضد جهاز الدولة وغربانه السود هي معركة لحركة التغيير (كفاية). لن نتوقف عن النضال من أجل تحرير مصر كلها من الديكتاتورية. ولن نتوقف عن خوض كل المعارك في هذا البلد من أقصاها إلى أقصاها دفاعا عن الحرية ووقوفا ضد القهر والظلم.
السمكة تفسد من رأسها. لا يمكن فهم لماذا أصبح صلاح نوار بهذه الوقاحة والتوحش إلا إذا فهمنا أنه “مسنود” من جهاز يجد دعمه من كل فاسد ومفسد ومستغل في هذا البلد. لن نفهم لماذا عاد كبار الملاك، ولماذا تغتصب الأرض، إلا إذا فهمنا أن رأس السلطة في هذا البلد يمثل مصالح حفنة صغيرة من الأثرياء والفاسدين في كل حال ومجال.
لن يستطيع فلاحو سراندو التخلص من غول الإقطاع إلا بمعركة ضد القهر في مصر كلها. المعركة الصغيرة في سراندو تحتاج إلى مؤازرة أنصار الحرية في مصر كلها. وأنصار الحرية في مصر يحتاجون إلى مساندة فلاحي سراندو، وكل فلاحي وعمال وموظفي ومهنيي مصر.
يوم الحرية قريب. فلنستمر في نضالنا. ولنواصل الكفاح. ولنستجمع قوانا في كل قرية وعزبة وكفر ومدينة وشارع. هذا الشعب يستحق الحرية. وهذا الشعب سوف ينتزعها بالنضال.