بيان الاشتراكيين الثوريين
فليتصاعد نضال الجماهير ضد حرب النفط
لم يكف الإمبريالية الأمريكية الحرب الوحشية التي شنتها على الشعب العراقي عام 1991، وأودت بحياة الآلاف من القتلى ولا الحصار غير المسبوق منذ ذلك الحين، فها هي تستعد بالتعاون مع حلفائها لشن حرب أخرى على الشعب العراقي، لفتح الطريق أمام شركات البترول الأمريكية في العراق وإحكام هيمنتها على المنطقة العربية بل وعلى العالم أجمع.
إن مراقبة ما يجري إعداده من حشد لمئات الآلاف من الجنود وشحن الترسانات من أحدث وأفتك الأسلحة تنبئ بحجم الدمار الذي تنويه الإمبريالية للشعب العراقي الذي أجهدته سنوات الحرب والحصار والتجويع وديكتاتورية صدام حسين البغيضة.
يجري كل هذا والأنظمة العربية لا تزال مستمرة في دعم الإمبريالية من جهة ونفاق الجماهير المكشوف من جهة أخرى، فعلى أرض الواقع ترابض القواعد العسكرية الأمريكية على أرض الخليج، وقناة السويس مفتوحة للعتاد الأمريكي والأجواء العربية مفتوحة أيضًا لطائراتها والبترول العربي يسير آلة الحرب الأمريكية، والدول العربية تصوت لصالح القرارات الأمريكية في الأمم المتحدة، وبينما نرى على شاشات التليفزيون وعلى صفحات الجرائد، التصريحات العاجزة من أجل منع الحرب والمساعي الدبلوماسية العقيمة ومناشدة النظام العراقي بضرورة الإذعان للشرعية الدولية، نجد قوات القمع تعتقل المتظاهرين وتحاصر الجماهير وتكبل حتى التعبير عن معارضة الحرب والعداء للإمبريالية.
إن الحرب التي تستعد لشنها الإمبريالية الأمريكية، بتواطؤ الأنظمة العربية، لغزو العراق لن تؤدي فقط إلى الدمار ومئات الآلاف من القتلى في العراق ولكنها ستمثل مرحلة جديدة ترتد عبرها المنطقة إلى عهد الاستعمار حيث الاحتلال العسكري المباشر وأنظمة خاضعة تلعب دور الوكلاء للمستعمر على غرار ما قامت به في أفغانستان، وستؤدي كذلك إلى إطلاق يد السفاح شارون لتنظيم عمليات تهجير واسعة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى حرب إبادة يومية بتأييد من الحكام العرب الذين يخشون من امتداد شبح الانتفاضة الفلسطينية إلى أراضيهم.
ولكن إذا كانت الإمبريالية والأنظمة الحليفة يتعاونون اليوم سرًا وعلانية لشن الحرب على العراق، فإن شعوب العالم تنهض لمقاومة هذه الحرب، ففي كل أنحاء العالم تتصاعد المظاهرات الرافضة للحرب، مئات الآلاف بل والملايين يهتفون بكل اللغات (لا لحرب النفط)، (لا للعدوان على العراق)، (جورج بوش وتوني بلير إرهابيين)، بل وفي الوقت الذي أرسلت فيه الحكومة البريطانية الجنود لشن الحرب على العراق أرسلت الجماهير البريطانية الدروع البشرية لمنع هذه الحرب، وتظهر استطلاعات الرأي الأمريكية الأخيرة الانخفاض الرهيب في نسبة المؤيدين للحرب وسط الشعب الأمريكي. هذا ولم تكن المنطقة العربية استثناء من موجة الاحتجاج العارمة فخرجت المظاهرات الغاضبة في لبنان والمغرب والسودان، ونظمت عمليات فدائية ضد التواجد العسكري في الخليج وشهدت ميادين القاهرة وجامعات مصر المختلفة مظاهرات عديدة ضد الحرب حاصرتها قوات القمع لتمنع انضمام الكتل الجماهيرية الرافضة لهذا العدوان. ولكن القمع لن يجدي كثيرًا فعاجلاً ستمتلئ الميادين بعشرات الألوف من المتظاهرين ضد الحرب وضد تواطأ النظام المصري المفضوح مع السياسة الأمريكية. ويبقى أن نؤكد إن انضمام الطبقة العاملة، الفارس الغائب بدرجة كبيرة حتى الآن عن ميدان المعركة، للجموع الغاضبة حاسم لتحديد نتيجة المعركة. فالطبقة العاملة سيظل لها الكلمة العليا في التأثير على قرارات النظام وإجباره على تغيير مواقفه بوزنها الاقتصادي.
إن خبرة حرب فيتنام، التي سحقت العدوان الأمريكي، تشير بوضوح إلى أن الجماهير تستطيع إيقاف آلة الحرب إذا امتدت حركتها وانتشرت عبر كافة أنحاء العالم وتوحدت على مطلب واحد. واليوم تشير كل الدلائل إننا نستطيع المشاركة في منع المذبحة أو إيقافها، إذا بدأت، عبر العمل المشترك مع كافة القوى الرافضة للحرب والانخراط في كافة أشكال الاحتجاجات الجماهيرية، وبالتأكيد إن انتفاضة الجماهير المصرية ضد الحرب سيكون لها تأثير السحر على كافة الجماهير العربية.
الزملاء: لقد أعلنت واشنطن الحرب ولا يتبقى سوى أن نعلن نحن أيضًا حربنا ضدها وضد عملائها بالمنطقة بالتظاهر والإضراب من أجل:
1. طرد السفيرين الأمريكي والصهيوني من القاهرة.
2. منع القوات الأمريكية من المرور في قناة السويس وإنهاء كافة أشكال الوجود العسكري الأمريكي في مصر.
3. الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين ووقف قمع الاحتجاجات الجماهيرية ومحاصراتها بقوات الأمن.
منظمة الاشتراكيين الثوريين