المقاطعة أولى خطوات إسقاط النظام

الاستفتاء حول المادة 76 ليس إلا إهانة لذكاء الشعب المصري. فهل يظن هذا النظام المستبد أننا لا نعرف أن الاختيار في هذا الاستفتاء هو بين حسني مبارك وحسني مبارك؟ فالتصويت بلا يعني العودة إلى نظام المرشح الأوحد أي حسني مبارك، والتصويت بنعم يعني القبول بالشكل الهزلي الذي تم به تفصيل التعديل بحيث لا يسمح عملياً بأي منافسين حقيقيين لمبارك.

وكيف نقبل بالمشاركة في هذه المسرحية في وقت يعتقل الآلاف من الإخوان المسلمين لمجرد مطالبتهم بإصلاحات ديمقراطية حقيقية؟ كيف نشارك ودماء الشهيد طارق غنام لم تجف بعد؟ كيف نشارك ولم يقدم بعد المجرمين المسئولين عن قتله للمحاكمة؟ كيف نشارك في مسرحية تبييض وجه النظام أمام أسياده في واشنطن ويديه غارقة في دماء الشعب المصري؟

كيف نشارك وقد أطلق هذا النظام الفاسد ملاك الأرض القدامى ليفتكوا بالفلاحين الفقراء وينزعوهم من أراضيهم بالقتل والإرهاب والتعذيب بمساندة ومساعدة أمن النظام؟

كيف نشارك ومئات الآلاف من عمال مصر يتم تشريدهم وطردهم من مصانعهم؟

كيف نشارك والنظام وعصابته وعائلته قد هربوا بلايين الدولارات من ثروات هذا الشعب لخارج البلاد؟ وقد أصبح الخيار الإستراتيجي في سياسة النظام الخارجية يتكون من طقس وحيد وهو لعق أحذية المستعمر الأمريكي والصهيوني؟

لقد وصلنا إلى النهاية بالفعل وبدأت أولى معارك إسقاط هذا النظام. وليس نادي القضاة وأساتذة الجامعات والنقابات المهنية وعمال إسكو وأورا مصر والمراقبين الجويين وفلاحين سراندو وبهوت، ليس كل هؤلاء سوى البشائر الأولى للانتفاضة المصرية القادمة.

إن مقاطعة مهزلة الاستفتاء هي الخطوة الأولى في سلسلة من المعارك لن تنتهي إلا بإسقاط هذا النظام وكل ما يمثله من سياسات ومصالح. هناك من سيتوقف ويساوم في منتصف الطريق وهناك من سيقبل بالفتات من الإصلاحات أو بتغييرات طفيفة في رموز النظام.

ولكن بالنسبة لنا نحن الاشتراكيون الثوريون فمعركتنا مع هذا النظام تبدأ بالمطالب الديمقراطية والخلاص من مبارك وعائلته ولا تنتهي عند ذلك الحد فهؤلاء مجرد رأس الأفعى لطبقة حاكمة هي بالفعل القلب النابض لكل ما نراه من استبداد وتبعية وإفقار وإذلال.

إن المقاطعة لهذا الاستفتاء يجب أن تكون مقاطعة صاخبة وغاضبة تتوحد فيها جهود كل المعارضين بحق لهذا النظام وما يمثله ولتكن أولى مطالبنا الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا في الأسابيع الأخيرة.

المجد لطارق غنام أول شهداء الانتفاضة المصرية تحية للمعتقلين السياسيين في سجون مبارك الحرية لشعب مصر