بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

بيان الاشتراكيين الثوريين

معاً ضد.. التوريث والإفقار والعمالة

ها هو الحزب الوطني يعلن عن انطلاقته الثانية. وقد شاهدنا جميعًا كيف ترجمت الانطلاقة الأولى إلى المزيد من القمع والاستبداد، والتزوير والفساد. شاهدنا خلال العام الماضي جوهر برنامج الإصلاح من تعديل الدستور استعدادًا للتوريث وتزوير الانتخابات وقمع حركة القضاة وسحل القوى المعارضة بالتعذيب والاعتقال. شاهدنا كيف عمق الحزب الوطني من سياسات الإفقار والفساد من أجل المصالح الاحتكارية لحفنة من رجال الأعمال وكيف تسبب ذلك ليس فقط في مزيد من الفقر والجوع والتشريد بل في الموت غرقًا في العبارات وعلى قضبان السكة الحديد. شاهدنا شركات القطاع العام وهي تباع بأبخس الأثمان ويشرد عمالها ومظفيها لصالح نفس العائلات التي يدير رموزها لجنة سياسات الحزب الوطني. شاهدنا رفع الأسعار وإلغاء الدعم من جانب وخفض الضرائب على شركات كبار رجال الأعمال ومزيد من التسهيلات لكبار المستثمرين. شاهدنا ببساطة المضمون الاجتماعي لبرنامج الرئيس وهو النهب المنظم لمكتسبات وقوت الفقراء لصالح أمثال عز وساويرس ومنصور وغيرهم من البليونيرات. شاهدنا أيضًا عمالة النظام الفجة لواشنطن وتل أبيب. شاهدنا مبارك وحزبه وهم يعملون ليلاً ونهارًا لحصار المقاومة في فلسطين ولبنان. ولعل موقف مبارك من العدوان الصهيوني الأخير على لبنان ومن مقاومة حزب الله الباسلة تؤكد المضمون “الوطني” في برنامج الحزب الحاكم.

واليوم يستعد الحزب الوطني لانطلاقته الثانية والتي يريد من خلالها ليس فقط تدشين العد التنازلي للتوريث من خلال إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات وتحويل قانون الطوارئ إلى نصوص دائمة في الدستور بل إلى الأهم من ذلك وهو تعميق وتسريع سياسات النهب والتشريد والإفقار والقتل الجماعي المعروفة باسم الإصلاح الاقتصادي فالخطوة القادمة من برنامج الحزب ستشمل خصخصة البنوك والخدمات العامة والتأمينات والمعاشات بل والجمعيات الزراعية والمؤسسات الصحية والتعليمية والمرافق العامة ورفع الدعم نهائيًا عن السلع والوقود. هذا إلى جانب تعميق عمالة النظام لأسياده في واشنطن وتل أبيب بالعمل الدءوب لخدمة مصالحهم في فلسطين ولبنان والعراق.

والسؤال الملح الذي يطرح نفسه علينا اليوم هو كيف نقاوم هذا المخطط المشئوم؟ كيف نحول انطلاقة الحزب الوطني إلى انطلاقة جديدة لمقاومة شعبية واسعة النطاق ليس فقط لوقف مخططاته بل للإطاحة به وبكل ما يمثله من استبداد ونهب وعمالة؟ كيف نحول العد التنازلي للتوريث إلى بداية العد التنازلي للثورة في مصر؟

لقد بدأت بذور تلك المقاومة في التبلور خلال العامين الماضيين من خلال مظاهرات الشوارع وانتفاضة القضاة وتحرك المدرسين وغيرهم من المهنيين بل والأهم من ذلك من خلال تصاعد الإضرابات العمالية وكافة أشكال الاحتجاج الجماهيري لسياسات النظام ولكن هذه البذور مازالت جنينية. فما زال النضال ضد الاستبداد ذو طابع نخبوي ومحدود ومعزول عن الجماهير وما زالت التحركات العمالية والجماهيرية مفتتة وجزئية وما زالت هناك فجوة واسعة بين تحركات الجماهير ضد سياسات الإفقار من جانب والحركات المطالبة للتغيير الديمقراطي من جانب آخر. وما زالت التحركات من أجل دعم المقاومة وإفشال سياسات النظام الخادمة لمصالح الاستعمار الأمريكي والصهيوني في حالة تهميش وضعف من قبل الحركة السياسية. ولعل أكبر دليل على ذلك هو التناقض بين ضعف وصغر حجم المظاهرات المؤيدة لحزب الله من جانب والتأييد الشعبي الجارف له من الجانب الآخر. إن نجاح مقاومتنا للنظام سيعتمد خلال الشهور القادمة على قدرتنا على توحيد صفوفنا والربط النضالي بين مقاومة الاستبداد ومخططات التوريث من جانب وبين مقاومة سياسات النهب التي يعاني منها الغالبية العظمى من الشعب المصري وبين مقاومة سياسات النظام العميلة لواشنطن وتل أبيب.

لقد أثبتت المقاومة اللبنانية أن أقوى الأعداء يمكن هزيمتهم بالنضال الدءوب والمقاومة الباسلة وخلق الجذور الجماهيرية العميقة لنتعلم إذًا من تجربتهم الملهمة ولندشن انطلاقة المقاومة المصرية لتحرير البلاد من ديكتاتورية مبارك وحزبه.

الاشتراكيون الثوريون
18-9-2006