بيان اللجنة التحضيرية للعمال
عاش كفاح النقابة المستقلة
لا تنظر اللجنة التحضيرية للعمال لاحتفالية النقابة المستقلة للضرائب العقارية بمناسبة بمرور العام الأول على تأسيسها بوصفها مناسبة لتبادل التهاني فقط، ولا حتى لإعلان التضامن – الواجب عليها وعلى كل القوى العمالية بالطبع.. وإنما هي في نظرنا مناسبة للوقوف على الدروس الأهم التي لقنها موظفي الضرائب العقارية المناضلين لمجتمعنا كله.
فعبر سنوات عانى هؤلاء الموظفون من تعنت الدولة وكبار مسئوليها وإهمالها لمطالبهم المشروعه والبسيطه، لكنهم لم يتراجعوا، ولم يعيدوا النطر في تلك المطالب، فقط تعلموا بالتجربه وحدها أن حقوقهم تنتزع بسلاح الاضراب الذين أدركوا مدى قوته حين رأووا الدولة هذه المرة في موقف المتراجع في مواجهة آلاف من الموظفين المستعدين لافتراش الأسفلت.
وكان برد شتاء ديسمبر ضدهم من ناحية، وقسوة التهديدات من ناحية.. لكن شيئا لم يفل من عزيمتهم على انتزاع حقهم في “رزق عيالهم”.
ومن جديد وعبر التجربة وحدها أدركوا حقهم في حريتهم النقابية بعدما واجهوا وقاوموا تواطؤ نقابة فاروق شحاته وأمثاله ضدهم. تواطؤ فاق في قسوته تعنت الدولة والأمن مجتمعين، وأدركوا خطورة أن تؤتمن نقابة صفراء تابعة كتلك على مكتسبات نالوها بكفاحهم.. فأعلنوا تأسيس أول نقابة مستقلة في مصر منذ ما يزيد عن نصف قرن ووصل اولئك المناضلون لجوهر الديمقراطية الحقيقية التي مارسوها خلال اضرابهم وخلال كل تفاصيل عملهم النقابي الجديد، بالفعل لا بالشعارات.
فاجأ أولئك الموظفون الجميع بنضالهم الذي تخطى التوقعات بشأن قدرة قطاع الموظفين على النضال في مواجهة الدوله التي تمثل في وضعهم صاحب العمل وأجبروا كل الباحثين والمهتمين بالشأن العمالي على إعادة تقييم قدرة هذا القطاع على النضال الطويل والظافر.. وصار تعريف النضال العمالي من بعدها هو “نضال كل العاملين بأجر”.. لا فرق بين عامل وموظف.
ولم تخب الآمال، فمن بعد كفاح الضرائب العقارية، انتقلت روح الاستقلال النقابي التي بثوها في شرايين المجتمع حتى صار مطلب الاستقلال بندا في برنامج كل حركه وليدة، من حركة موظفي البريد، إلى عمال النقل العام، وغزل المحلة، وطنطا للكتان، الشركه المصرية لتجارة الأدوية وغيرها.. وإن لم تكن قد أفلحت بعد في الفوز به فالنصر على كل حال هو قدر كل تلك الحركات المناضلة عاجلا أم آجلا.
موظفو الضرائب العقارية يواجهون اليوم محاولات اتحاد العمال العميل احتواء حركتهم مرة عبر نشر إشاعات كاذبة عن استقالات أعضاء في النقابة المستقلة، ومرة عبر إنشاء نقابة جديدة للضرائب العقارية تتبعه.. لكنهم لا يحتاجون التضامن بقدر ما نحتاج نحن إليهم وإلى صمودهم ليضيفوا لنا وعياً جديدا إلى وعي اكتسبناه من متابعة وعي رفاقنا موظفي الضرائب العقارية.
عاش كفاح النقابة المستقلة.. عاش ربيع الطبقة العاملة